هل حقا انتهت الاندلس؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




يذكر أن الأندلس سقطت بعد سقوط آخر مملكة فيها وهى غرناطة بعد عقد صلح عام 1492 بين أبو عبدالله الصغير حاكم المملكة و بين فيرناندو الملك القشتالي يقتضي بتسليم غرناطة وخروج ابو عبدالله الصغير من الاندلس و بعد التساليم نقض القشتاليون المعاهدة و عرضوا الأندلسييون إلى تعذيب شديد من أجل تنصيرهم و حرق الكتب العربية و منع التعامل أو الكتابة بها ثم تهجير أهل الأندلس من العرب .

على الرغم من محاولات القشتاليين الحثيثة لطمس تاريخ وهوية الأندلس منذ خمسة قرون مضت إلا أن الشباب العربي بعد 522 عام لم ينس ذكرى خروج أجدادهم من الأندلس , فضج موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بدعوات لإحياء ذكرى سقوطها يوم الخميس الماضي الموافق ل 2 يناير 2014 تحت شعار "هل حقا انتهت الاندلس".

إن إحياء ذكرى الأندلس لن يعيدها ، لكن لعل الذكري تنفع المؤمنين؛ الأرض ذهبت بل أمست دولة أخري، وهي دولة غير إسلامية، إلا أن التاريخ وحده قادر علي استعادة الأرض والحضارة، بمعني أن الأرض ذهبت وصارت دولة أخري، إلا أن الحضارة لم تذهب، فهي موجودة عبر كتب ولغة أسبانية لازالت تحمل الجنين العربي، مدن كاملة لازالت اسمائها كما هي.

الأندلس مثل فلسطين ..الأندلسيين حتى الآن يحتفظون بمفاتيح ووثائق بيوتهم التي طردوا منها

إنها احدى البلاد الإسلامية التى ضاعت منا فى وقت ضعف فيها المسلمون .

فلماذا لا يطالب المسلمون باسترجاع الاندلس ؟، أو حتى اعتراف القشتاليين بإبادة المسلمين ، رغم أن اليهود يطالبون بتعويضات واعتراف بالمحرقة ، والآرمن حتى الآن يطالبون تركيا بالإعتراف بجرائمها ضدهم ويعتذرون عنها، رغم أن الأسبان يقيمون دولة تعترف بجرائمها وتفتخر بها وتقيم كل عام الإحتفالات دون خجل !

من حق الأسبان الإحتفال . ولمَ لا ؟
ألم يستعيدوا بلادهم ..
نعم الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه ومن الواجب ألاّ نرضخ لهكذا أفراح حققوها
ولكن الإسلام علمنا الحق كما علمنا بأن حق الدين يجب أن يُحفظ ..
نعم أضعناه ولكن لا ينفع الندم الآن ..
المطمع في الأندلس ليس أرض وليست جباية بل نشر الدين وإتساع رقعته ..
هذا هو المطمع الذي يجب أن نبكي عليه أما خلاف ذلك فلا ..
إني تذكرتُ والذكرى مؤرقةٌ .. مجداً تليداً بأيدينا أضعناهُ
هذا البيت يشرح الحال عندما ننشد عنه ..
تقديري ..

يحتاج العرب والمسلمين لتوحيد الصفوف، وجميع ما يحدث اليوم من مؤامرات وفتن ما هي إلا مخططات ليس لإنهاء الإسلام بل هي لتعطيله أطول وقت ممكن خوفاً من هذا التوحد فإن تم ستعود كلمة الحق والسيادة لدين الحق بإذن الله تعالى ...
تقديري أم وائل ...