اول لقاء بين أحمد بن حامد الاعفر وعيضه بن طوير رحمه الله

اول لقاء بين الشاعر أحمد الاعفر وعيضه بن طوير رحمه الله

يقول الشاعر أحمد بن حامد الاعفر السويحي المالكي عندما بدأت أشارك في بعض الحفلات على إستحياء
أخذ بعض المعجبين من جماعة أبن طوير ينقلون له بعض أبياتي لدرجة أن بعض الناس طلب مني أن أكتب له قصيدة من قصائدي ففعلت وعلمت فيما بعد أنه ذهب بها إلى عيضه بن طوير.

ويبدو أن عيضه هو الآخر لفت إنتباهه بعض ابياتي التي نقلت إليه وأخذ يسأل عني كل من يلقاه من أهالي الجائزة فيجيبون على سؤاله بإختلاف قناعاتهم فمنهم من يقول نعم شاعر وله مستقبل واعد، ومنهم من يقول لا أعرفه وهو أعرف بي مني، ومنهم من يقول الشعر في وادٍ وهو في وادٍ آخر.

لكن يبدو ان ابن طوير لم يكتفي بهذا الموقف ولا بهذه الصدفة العابرة وفي يومْ من الأيام وعندما رجعتُ إلى البيت تفأجأت بسيارة غريبة تقف في منزلنا وإذا بالوالد يخرج لي من المجلس ويقول وهو مبتسماُ ( جاء اليوم من يكسر راسك) قلت من قال عيضه بن طوير في المجلس برفقة أثنين من جماعته أدخل ورحب بهم.

فإجتاحني شيء من الخوف والفرح والغرور معاً . الخوف من هذا العملاق الذي أعجز الشعراء والفرح بزيارته المفاجأة التي لم تخطر لي ببالٍ، والغرور لأن شاعر الجنوب الأول وعميد الشعراء قد أتى إليّ بقدميه وما ذاك إلا لإعجابه بشعري وهكذا سولت لي نفسي.

ولم انتظر كثيرا ودخلت إلى المجلس ورحبت بهم أجمل ترحيب وبعد السؤال عن الأحوال سألني مباشرة عن الشعر وماذا قلت ومع من تقابلت وأجبت بما عندي ، ثم سألني عن الكتب التي أطلع عليها فلما تناقشنا حول الكتب علمت انني لست أمام شاعر فقط بل أنا أمام موسوعة ثقافية متحركة يمتلك مخزوناً أدبياً وثقافياً قَل أن يمتلكه شاعر عرضة ولكن عيضه بن طوير من نوع مختلف ليس كغيره من الشعراء .وعلى كل حال حضر الغداء وأنقضى واجب الضيافة التي قدمها الوالد رحمه الله ورحم عيضه وجمعنا بهم في جنات النعيم. وبعد الغداء عُدنا إلى الشعر وطلب مني أن أبدع له قصيدة فأعتذرت فصاح علىّ كل من بالمجلس أن أعطنا قصيدة وبين التقدم والتأخر والتردد جاءت القصيدة وأنا بفضل الله منذ بدايتي لا يتخلف عندي الشعر متى ما أردته وأتمتع بسرعة فائقة سواءً في البدع أو الرد .وعندما قلت القصيدة كنت أظنني أتيت بما لم تأتي به الأوائل وكنت اظنني وأنا الذي لم أتجاوز العشرين سوف أعجز هذا العملاق الذي شابت لحيته في ميادين الشعر ومعالجة القوافي ومصارعة الشعراء ولكنه كعادته تلقاها برحابة صدر ودماثة خُلق ورد بردٍ فيه كثير من الإبداع والنصيحة والجذب وأنا اوردها هنا لا يعني ذلك إعحابي بقصيدتي فهي عادية بل لا أجد فيها من الإبداع شئ.


مرحـبـا أهــلا وسـهـلا عــد رعــد إرتـعـد وأرعــد ورد
عد منشا نشا وأنشا مناشي نشا منشا تشـي لـه
وأبـتــرق بـارقــه وأبـــرق ورقّـــت بــروقــه وابــرقــا
والمناصي لها منصا نصايا تصان وصون وصاين
صون يا صاين المنصـا بـه الصـون والمنصـا صنـه

البـقـا يـالـذي يـعـرف يـقـصـد عـلــى بـدعــاً ورد
القصايد من الأذهـان ماهـي مـن المنشـا نشيلـه
قـد وهبهـا عظيـم الـشـان مـاهـي عـزايـم وبـرقـا
والبن الشدوي ما يجلب إلا سقاماً صان صايـن
والذي يختطب نوحيه إذا نص في المنصا صنه

ولكني قد أعذر لأني كنت في بداية المشوار وأفتقر الى الموجه الصادق والناصح الأمين وعندما توثقت العلاقة بيني وبين عيضه بن طوير وتذاكرنا هذه القصائد قال لي تراني بدأت الشعر وعمري ثمان سنوات واليوم إكتملت لحيتي بالشيب ولم أطرق هذا الباب من الشعر وانا بإمكاني قول مثله وبنفس الطزيقة وقد يجد له صدأ عند الكثير من الناس لكني لم ادخل نفسي فيه لانه يخلو من الشعر ، وكانت نصيحة طيبة وتوجيه طيب حفظته وعملت به فيما بعد .

إنقضى المجلس وذهب إبن طوير وأحسست أني دخلتُ في مرحلة جديدة تحتاج إلى كثيرٍ من التركيز وكثيرٍ من التريّث فالمحاورة مع إبن طوير ليست كالمحاورة مع غيره من الشعراء .

لكني يعترضني عقبة كؤود إذا إستطعت أن أقتحمها وأتجاوزها يهون علىّ ما بعدها ، وهذه العقبة هي الجمهور فليس من السهل أن تقنع كل ذائقة وتطرب كل أُذن وتقنع كل ناقم على الشعر لا لشئ إلا لأجل انه يكره بعض الشعراء فكره جميع الشعر وجميع الشعراء.

وعلى كل حال ذهب تفكيري الى أقرب حفلة ستجمعني بإبن طوير وهل سأنجح معه أم اني سأفشل
ويكون اللقاء وتقوم الحفلة الموعودة وتدور بعض القصائد وكانت الحفله الشيخ محمد بن سويدان شيخ قبيلة آل ساعد ..

البدع عيضه بن طوير

العسل مايصلح الا مع السمنا
يالقلوب اللي بها حب وموده
يالله ان تجبر قلوب المودينا
يازميلي خاطرك في البلد هاوي
لاتذكرنا الطرب وانحن اشيابه


الرد احمد بن حامد

قصرت نظراتنا يوم عسمّنا
بالله انك ود هذا الخبر وده
وعلومك جابها لي مودينا
اما انا جاني من اهل البلا دهاوي
وعرفت العقربه والحنش يابه


البدع عيضه بن طوير

يازميلي مافي الدرب شر فنا
الكلام اللي على خاطرك عدّه
وآنحن صلنا وجلنا وعدينا
يوم سافرنا على وارد عراوي
ورجع ماطورها في تصلابه


الرد احمد بن حامد

ياعيضه حنا حضرنا وشرفنا
لعترض لك علم مايعجبك عدّه
ياما جاوزنا سوالف وعدينا
والتقى والدين به وارد اعراوي
عند من حاضا بفرضه وصلابه



وبما ان ابن طوير شاعر معنى من الطراز الأول فقد تحيرت في المعنى الذي يقصده ولكني قد اصبته بضربة حظ لا بضربة عارف مطلع وكيف اكون عارف للمعنى ومطلع على ما يقصد ابن طوير و أنا لم يمضي على معرفتي به إلا أيام قلائل
وعلى كل حال يصيح الجمهور ويطلبون من ابن طوير ان يقوم بإختباري ، وكان الإختبار بمثل هذه الكلمات (الدروب مزفلتات)و(طير الخضر باحت مخاميشه) ونحو هذه المفردات التي قد يصعب شقرها أو إستخراج جناسها على فحول الشعراء الكبار الذين مارسوا هذا اللون من الشعر فكيف بشاعر في بداية مشواره الشعري ولكني يبدو اني تصرفت ولم اتورط بجناسٍ لا يعتد به وقد قلت لأبن طوير فيما بعد وقد تطرقنا في إحدى جلساتنا الكثيرة الى هذه الحفلة وما دار فيها من كلمات غريبة (لو اني بلغت نضوجي اليوم رددت عليك بكذا وكذا وكانت مفردات قاسية) فضحك رحمه الله رحمة واسعة وقال: وهل ستتجرأ على ذلك. قلت نعم سأتجرأ ولا أبالي.

رحم الله بن طوير ..
شاعر كبير وأستاذ بمعنى الكلمة ..
من يقابله يكتسب شهرة كبيرة وخبرة رائعة ..
هو علم ومعروف ولكن أحمد الأعفر كذلك يبدو شاعر برتبة امتياز وهذا واضح ..
فعلى الأقل عن نفسي لأول مرة أسمع به أو أقرأ قصيده ..
الله يعطيك العافية أخوي محمد وتسلم على ما تقدم لهؤلاء الروّاد ..
تقديري ..

بالنسبه لتساؤل الاخ سعيد ابو ريان عن الشاعر احمد بن حامد المالكي وأينه من التواجد وهل شاعرنا ابو وافي لايحب الظهور احب ان اوضح للاخ ابو ريان وللجميع ممن لايعرفون الشاعر احمد بن حامد بن حسن السويحي بأنه شاعر عرضه (ميادين) سابق شارك بكثير من الحفلات وقارع كبار الشعراء امثال ابن طوير وحوقان والاصوك والاقطع ومحمد حوقان وعطيه السوطاني وغيرهم ولكن شاعرنا اعتزل وابتعد عن الحضور للحفلات ولم يبتعد عن الشعر علماً انه ابتعد بسبب الالتزام فهو متخرج من معهد الحرم المكي وحالياً هو امام وخطيب وداعيه ومختص في العقيدة. ومهتم بالدعوة والخطابة.ومتذوق للشعر والأدب له نتاجٌ شعري رائع ٌ ماتع وله رباعيات
متميزة بالشعر النبطي

أشكرك أخي محمد على التوضيح الجميل والرائع ..
وفقك الله ووفق أحمد بن حامد لكل خير ..
تقديري ..