الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-07-2017, 03:08 AM
مركز تحميل الصور
محمد الجخبير غير متصل
Palestine     Male
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 30873
 تاريخ التسجيل : May 2017
 فترة الأقامة : 2719 يوم
 أخر زيارة : 07-29-2018 (04:39 PM)
 الإقامة : غزة
 المشاركات : 438 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : محمد الجخبير is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أماني متبخرة



بقلمي ✍

قصة قصيرة بعنوان
أماني متبخرة

عندما يجن الليل ... ويحين موعد النوم ... تسرع لتلقي بهمومها على الوسادة ...


تتجاهل السطل، والمكنسة، والقفازات في الركن قبالتها، وتتجاهل خشونة يديها بفعل المكنسة وحمل السطل، وتشيح بناظريها بعيداً إلى الحائط حيث شهادة تخرجها معلقة قبالتها، وقد تغير لونها بمفعول السنين.

تلبس أمنياتها البسيطة فتبتسم ... تتراءى لها حياة وردية ... ترافقها حتى تنام ... ثم تتحول إلى أحلامٍ جميلة، حيث لا مكنسة، ولا سطل، ولا قفازات، ولا غبار على شهادة التخرج.

جميلةٌ هي في ريعان الشباب، مفعمة بالنشاط، إن لم يحسدنها رفيقاتها فإنهن يغبطنها.

تتوقف عن عملها ذات يوم ... نعم؛ عملها الذي تعبت حتى تحصلت عليه. عملها كمدرسة ذات مرتب محترم.

استقالت من عملها المريح؛ لأن قطار الحياة اختار لها محطة أروع من سابقاتها.

محطة دافئة بها زوج وعائلة وكأنها الجنة على الأرض.

في بيتٍ متواضعٍ جميل، أركانُه هناء، وجدرانُه بساطة، تنتظر كل يوم زوجها على الغداء الذي تفننت فيه سويعات.

يدخل عليها مبتسماً. يطبع قبلة على جبينها. يتحلقان حول الطعام وهو يثني عليها. يسألها عن طفلهما فتخبره أنه نام وهو ينتظر عودته من العمل. فيدخل متسللاً إلى غرفة طفله يراقبه من بعيد وكأنه يتمنى استيقاظه كي يشبع من نظراته قبل الرجوع للعمل. يودعها ويمضي وهي توصيه أن لا ينسى الخبز .. تعود لمائدة الطعام فترتب المكان. وعندما يعود بعد صلاة العشاء يحضر الخبز ويحضر الحلوى للطفل الذي يعترضه في الباب مرحباً بكلمات لا تفهم.

يتناولون العشاء ... يتسامرون ويضحكون، فتضحك جوانب البيت لضحكهم ويفتر ثغر الليل عن ابتسامة ملؤها السعادة بسعادتهم .

يدخل للنوم وتتجه إلى ركن غرفتها لتصلي وتشكر ربها على نعم فاقت أمنياتها ... ثم تنام قرب زوجها.

تستيقظ في الصباح تنظر إلى وسادتها فلا تجد غير خصلات شعرها عليها غبار الدهر.

تسترق السمع علها تسمع صوت ابنها في الغرفة الأخرى لكن لا غرفة أخرى. ولا ابن ولا زوج ولا مائدة طعام. ولا غرفة نوم. فقط فراش بركنٍ من بيتٍ صغير. سطل وقفازات ومكنسة بالركن الآخر. وشهادة تخرج خرساء ثكلاء لا تسمن ولا تغني من جوع. تنهض فتتوضأ وتصلي في ركنها شاكرة ربها على نعمه.

تلملم همومها من حولها وتحملها وتمضي لتتخبط في مشاكل الحياة من جديد. حاملة سطلها ومكنستها وقفازاتها بيد. وباليد الأخرى قطعة خبز تقضمها وهي تغلق الباب على أمنياتها البسيطة التي تبقى بانتظارها على وسادتها حتى تعود لها في الليل.



أبو ريان likes this.

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2017, 03:51 PM   #2
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (06:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جميلة القصة ورائعة وأسلوبها ممتع ..
أجدت ولك تقديري ..


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أماني ودفئي وكل الحنان حياتي وعمري بكل اختصار. الأسير عطر الكلمات 2 06-30-2003 09:07 PM


الساعة الآن 05:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir