الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-06-2011, 01:15 PM
عين على بني عمرو
المسكت غير متصل
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 75
 تاريخ التسجيل : Oct 2002
 فترة الأقامة : 7954 يوم
 أخر زيارة : 01-27-2024 (03:30 AM)
 الإقامة : قلب الحُب
 المشاركات : 20,553 [ + ]
 التقييم : 5
 معدل التقييم : المسكت is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الخلط بين الأفكار والأشخاص‎



البعض لديه خلط حاد ومشوه، يظن أن التقرب إلى الله يكون بكراهية الآخرين، وإشعال الحروب الكلامية نحوهم وتدنيس أعراضهم بأي وسيلة! وأن التعصب من قوة الإيمان، والحقيقة أن الإيمان تكمن قوته في التجديد والمراجعة من أجل الوصول لأفضل الطرق التي تليق به سبحانه وتعالى!... إن هذا النَفَسَ معارض للأخلاق ولمقاصد الشريعة ومصادم لها من جميع الجوانب الأخلاقية والفكرية والعلمية والاجتماعية.



من يراقب الساحتين الفكرية والعلمية يجد أن الكثير من الاختلافات التي تدور حول بعض المسائل غير صحية، حتى أصبح البعض يتقن عملية التطاحن والتصارع والسباحة في نيات الآخرين بشكل محزن! وعمليات الانتقام والتشفي بطرق بشعة! وهذه الإشكالية ناتجة من مشكلات ثقافية وأخلاقية متراكمة، فهي ليست نبتة جديدة وإنما تعبير عن عمق المشكلة في العقل العربي، فمن أبرز الإشكاليات التي تبرز أثناء ظهور الاختلاف حول بعض المسائل التي من حق الآخرين الاختلاف حولها، هي عملية الخلط بين الرأي وصاحبه، أي أنه ليس هناك فصل بين صاحب الرأي ورأيه، فبمجرد الاختلاف مع صاحب الرأي البعض يبرر لنفسه التهجم، والمحزن حينما تكتسب مثل هذه التصرفات وأصحابها طابعاً دينياً مغلوطاً، فالأمر يحتاج إلى تعرية ونقد وتوضيح للناس، لأن ذلك فيه تغييب للكثير من الحقائق والحقوق، وكل ذلك تشويه للوعي المحروم منه الإنسان العربي، وهذا الخلط لا يغذي التفكير الذي يسمو نحو الإبداع ومحاولة معالجة الكثير من الأوضاع التي يعاني منها الإنسان العربي في الوقت الراهن، يجب تربية العقول على الفصل بين الأشياء أثناء النظر، والتفكير بشكل هادئ قبل رفضها أو قبولها.

فمن يريد أن يتعمق في عالم الأخلاق، ويمتلك الملكة النفسانية المتزنة، حتى يكون من السهل جداً التعامل بذوق ورقي عالٍ مع أصحاب الأفكار والآراء المختلفة، يكحل عيونه بالاطلاع على سيرة أفضل الخلق «صلى الله عليه وسلم» في كيفية تعامله الفذ، وأسلوبه الرقيق الهادئ الممتلئ حكمة، الذي لم يغيّب قيمة الآخر في ذاته ولا في رأيه.

إن من يقرأ سير العلماء والأرواح السامية يجد ولعهم في البحث عن الأفكار، ومحاولة فهمها على أحسن وجه يكون مقارباً للصواب، لكن من يشاهد الساحة يجد البعض مولعين في تتبع الزلات، والانشغال في التجريح للأشخاص أكثر من كونه الاشتغال محصوراً في تصحيح الأفكار وتنضيجها.

هناك أسباب تساعد أكثر في تجذير هذا المرض وتعميقه في حياة الناس فمن الأسباب:

الأول: التعصب «الغيرة العمياء»: صدق من قال شر ما نبلى به اليوم التعصب، فالغيرة هذه غير متزنة فهي غيرة عمياء لأنها خالية من المنطق، والتفكير الناضج الهادئ، لأن صاحبها صاحب تقليد من غير نظر وتأمل! فالنفس المتعصبة تجدها ضيقة النظر، فهي تحب ما تراه وتكره ما يخالف ما تعتقده من دون أسباب منطقية، ودائرة التسامح لديها ضيقة جداً، وهذا النوع تجده يحب إشاعة القلق والاضطراب.

الثاني: آفة التقليد: هذه النقطة من أكبر عوائق الإبداع والاكتشاف، وهي التي تقتل العقل وقدراته، وتجعل حياة الإنسان تعود للخلف! حينما تكون نزعة التقليد متجذرة في النفوس تصبح تعقتدة من حيث لا تشعر أن ما تراه صحيحاً وإن كان بعيداً من الصواب، وكل رؤية مخالفة لها فهي خاطئة وعارية من الصحة. والأخطر حينما يشرع البعض في خلق أدلة وتوظيفها من أجل حماية الرأي الذي ورثه من دون مراجعة بعيدة من أي تأثير.

الثالث: غياب الحوار والاستماع لوجهة نظر الآخرين، والنقاش معهم حول المسائل التي يدور حولها الاختلاف، إن القرآن يدعم هذا النفس المغيب الذي ينم عن ضعف المناهج التربوية لدينا في هذا الجانب الذي يركز على تدرب العقول على الحوار بالتي أحسن، يجب تربية وتغذية روح الحوار السامي والناضج الذي يسمو بالعقل للكمال.

الرابع: ضعف وغموض منهجية التفكير، وطريقة بناء المعرفة. وهذا يتطلب إعادة ترتيب المفاهيم وتشكيلها من جديد بشكل منطقي وموازٍ لظروف العصر، ويحقق المقاصد الشرعية، يجب أن نبي جيلاً يحسن ويتقن عملية التفكير العميق الناضج الذي يعري المشكلات ويعالجها، فعملية تلقين الأجيال للمعلومات أصبحت عملية ضارة أكثر من كونها نافعة!

الخامس: الاحتكار المعرفي لمفهوم الحق والحقيقة: يجب الاطلاع على العلوم بكل أنواعها وتخصصاتها التي لدى الشعوب الأخرى، وتكميل النقص الذي لدينا، والاستفادة قدر الإمكان من كل نوع معرفي، فليس من الحكمة، والنضج المعرفي الاقتصار على مصادر محدودة في الطلب والنظر والفهم لمسائل الحياة، فالبعض يزعم الحقيقة المطلقة، والحقائق كلها تثبت أنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، والمصادر المعرفية، كل أمة من الأمم، وكل مذهب وصاحب رأي ينظرون من زاوية معينة من خلال ما وصلوا إليه بعد استنتاج وفق ظروفهم ومستوى خلفياتهم المعرفية والاجتماعية وغير ها، هناك كلام جميل جداً يصور ما أشرت إليه وهو للفيلسوف أفلاطون: «إن الحق لم يصبه الناس في كل وجوهه ولا أخطأوه في كل وجوهه، بل كل إنسان أدرك وأصاب جهة، ومثال ذلك عميان انطلقوا إلى فيل، وأخذ كل منهم جارحة فجسها بيده، ومثلها في نفسه فأخبر الذي مس الرجل أن خلقة الفيل طويلة مستديرة شبيهة بالهضبة العالية والرابية المرتفعة، وأخبر الذي مس أذنه أنه منبسط دقيق يطويه وينشره، فكل واحد منهم أدى بعض ما أدرك، وكل يكذب صاحبه، ويدعي عليه الخطأ والجهل في ما يصفه من خلق الفيل، فانظر إلى الصدق كيف جمعهم، وانظر إلى الكذب والخطأ كيف دخل عليهم حتى فرقهم»، وهذه الأسباب ليست للحصر، وإنما لتوضيح النقطة التي يحصل فيه الخلط.

يجب احترام ذوات الآخرين، وأفكارهم وآرائهم مادامت لا تتجاوز حدود وحقوق الآخرين! فالتعدي على ذوات الآخرين شيء مرفوض وممنوع شرعاً وأخلاقاً وقانوناً، أما الاختلاف مع الآخرين في أفكارهم وآرائهم فهو عمل مشروع وطبيعي وهذه سنة الحياة.

متصور الزغيبي كاتب سعودي(لندن)



 توقيع : المسكت


رد مع اقتباس
قديم 05-06-2011, 02:53 PM   #2
مميّزة وقديرة


الصورة الرمزية فجر
فجر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12276
 تاريخ التسجيل :  Sep 2007
 أخر زيارة : 09-16-2014 (11:21 PM)
 المشاركات : 2,038 [ + ]
 التقييم :  3
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



يجب احترام ذوات الآخرين، وأفكارهم وآرائهم مادامت لا تتجاوز حدود وحقوق الآخرين! فالتعدي على ذوات الآخرين شيء مرفوض وممنوع شرعاً وأخلاقاً وقانوناً، أما الاختلاف مع الآخرين في أفكارهم وآرائهم فهو عمل مشروع وطبيعي وهذه سنة الحياة.



لب الموضوع
وغايته
يعطيك العافيه


 
 توقيع : فجر

اللهم اشغلنا بما خلقتنا له

ولاتشغلنا بما خلقته لنا.


رد مع اقتباس
قديم 05-06-2011, 03:39 PM   #3
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (05:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



يجب احترام ذوات الآخرين، وأفكارهم وآرائهم مادامت لا تتجاوز حدود وحقوق الآخرين! فالتعدي على ذوات الآخرين شيء مرفوض وممنوع شرعاً وأخلاقاً وقانوناً، أما الاختلاف مع الآخرين في أفكارهم وآرائهم فهو عمل مشروع وطبيعي وهذه سنة الحياة.

متى ما تم النظر لهذه النقطة صارت الأمور إلى كل مواطن الجمال ..
مدينة افلاطون الفاضلة تبقى حلم عبر الزمن ولكن لا يمنع الأخذ بما يمكن منها لأجل المضئ قدماً ..
تقديري لك ..


 


رد مع اقتباس
قديم 05-06-2011, 04:21 PM   #4
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية عمريه والخطوه ملكيه
عمريه والخطوه ملكيه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24314
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 05-28-2011 (10:56 PM)
 المشاركات : 38 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أسعد الله مسآئكم بالخير والمسرآت..

أولا أشكرك أخي الكريم على نقلك لهذا الطرح الراقي..

ثانيا .أنا ارى أننا نحتاج الى تأسيس وعي جديد يرتكز على قواعد منهجيه .. يعمل على إعادة تعريف المفاهيم العامة المتعلقة

بالحياة الاجتماعية.. والسياسية والدينية والثقافية ،

وفق ما يحتاجه العقل النقدي ..وعندما اتحدث هنا عن العقل النقدي فأنا اقصد العقل

اللذي لايمتلك قناعات سابقه.. ولايحيط افكاره بقداسة خاصه..

لآأريد أن اطيل عليكم..

أعود لأشكرك اخي الكريم على طرحك..

دمتـَ متميزآ..


 
 توقيع : عمريه والخطوه ملكيه

عَـــزمِـــي ..وِ..صِـدقِـيْ وصَلْ أسمى معآنِيــه ..

بــيْ ×عفة المهره×...وبي ×روح خيال×...

أُنثــى ولآكنــِي عن ألفين..×رجآال×...


رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:37 PM   #5
مراقب


الصورة الرمزية بن ظافر
بن ظافر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 09-23-2023 (12:49 PM)
 المشاركات : 34,509 [ + ]
 التقييم :  114
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بارك الله فيك يا الغالي على هذا النقل الموفق


 
 توقيع : بن ظافر



رد مع اقتباس
قديم 05-08-2011, 10:41 PM   #6
تربوية وقلم حـُر


الصورة الرمزية هند آل فاضل
هند آل فاضل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15002
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : 12-09-2016 (02:47 AM)
 المشاركات : 3,954 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
وحين يتربص الأسى بقلوبنا نستعين بموجدها فلا البشر بيدها الدواء ولا نحن في حل من تجرع مرارة الداء
لوني المفضل : Pink
افتراضي



الحقيقة أطلت في التعمق بهذا الموضوع الذي أعتبره منظومة واسعة وحقيبة معرفية رائعة

إن ماخط بالأحمر لهو دليل على تصيد الكاتب لموطن الألم في عامود الأفكار التي يريد أن يوصلها إلى القارئ

وقد أستطاع ذلك بجدارة

أعود نحو السطور فقد فرحت عندما قرأتها لأنني وجدت فيها وصفة جميلة للشفاء من الأوجاع التي نعاني منها

الكثير لايحب أن يستمع لغيره صحيح أن هناك تفرد في بعض الأفكار ولكن قد تكون ليست على صواب ولكنها بالنسبة له فكرة أوجدها مالمانع أن يصححها ويعمل على تقويمها ومن ثم البناء عليها بنظريات أوسع وأشمل....

جيلنا في نظري جيل يشبه جيل الخوارزمي ونيوتن ولكنه يتفوق عليه بتوفر معطيات التفكير والإختراع والتميز ولكن غياب الهدف هو الذي شتت أفكارهم وحارب ثباتهم...
غياب الدافع ووضوح الهدف هو سبب نكسة الأفكار لدينا

أخبرني إلى أي مدى نطلق الأفكار ....مدى محدود نوعا ما....

أبناءنا أكبر فيهم عقولهم النابغة ...ولكني أصاب بالذعر حينما تقتل عقولهم وتكون بأيدي بني جلدتنا....

نسأل الله أن يكون الغد أجمل وأنقى وأطهر

وفقك الله ووفق الكاتب إلى كل خير

تقديري


 
 توقيع : هند آل فاضل

أنا فتاه لا أنحني لألتقط ماسقط من عيني أبدا





من ظن أن الأسوار هي سجن فقط أخطأ فالسجن
أن يكرمك الله بعقل لاتدرك قيمته فتسلمه لمن يسلبك إياه


هند آل فاضل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فن رسم الحياة بفرشاة الأفكار !! نوره الشهري المواضيع العامة والإخبارية 5 04-11-2011 09:32 PM
(لو صآآآآر الخلط بالمدرسهـ ؤش رح يصيييييييير) الجنوبيه المواضيع العامة والإخبارية 0 02-26-2011 02:03 AM
لمستخدمي xp بعض الأفكار المبتكرة والحيل الجديدة محمد العمري كمبيوتر 10 04-07-2007 09:40 PM
هاضت الأفكار عائض شداد عطر الكلمات 1 03-08-2003 09:21 PM


الساعة الآن 07:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir