مذكرات مسافر

في صباح يوم السبت ذهبت إلى مدير القطاع اصحي بسبت العلاية وأخبرته أني جاهز للنقل واعطاني الملف الخاص بي وتعميد للسائق حتى يوصلنا إلى عطفة ناهس وانطلقت بسيارتي ووضعنا العفش بسيارة لاند كروزر شاص وسرنا طريق سبت العلاية النماص تنومة باللاسمر باللاحمر ابها خميس مشيط شباعة حتى وصلنا القطاع الصحي بالخميس وكان الوقتآخر الدوام والموظفين مروحين ووجدنا مسئول شئون الموظفين لوحده وسلمناه الملف وجوازات السفر وطلبنا منه أن يدلنا على أول طريق وادي بن هشبل وانطلقنا حتى الوادي ومنها إلى جسر رغوة ويعرى وسلكنا طريق العطفة الترابي ووصلنا المركز الصحي الساعة الثانية بعد الظهر ولم يكن هناك غير منزل واحد يصلح وقريب على المركز وهو نفس المنزل الذي يسكنه الطبيب الذي استلمت مكانه وباشرت العمل وبعد يومين غادر الطبيب البديل وسكنت مكانه وبسرعة تأقلمت مع الوضع الجديد وتعرفت على السكان بسرعة ومنهم الشيخ سعيد فاهد الشهراني رئيس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والهيئة موجودة بيعرى ويوجد بالعطفة مدرسة ابتدائية بنين وأخرى بنات ونقطة بريد ومسجد للجمعة والمنطقة زراعية فيها النخيل وبعض من القضب والخضراوات ولم يكن يوجد كهرباء عامة بل مولدات وكان بالمركز الصحي مولد يمدنا بالتيار للانارة والثلاجة تعمل على الغاز وخلال اسبوع من العمل بالعطفة تعرفت على بعض الاصدقاء بمنطقة يعرى وهي تبعد 10 كم وهي أكبر بكثير من العطفة وهناك محطة المحروقات ويملكها الامير سعٌيد الشهراني وكان أمير النماص آن ذاك ومقابلها على الجهة الاخرى من الشارع محطة سعد الشهراني وفيها معظم الاشياء التي تلزم البيت وكثيرا ما كنت اغرز بالطريق الترابي ومرة وانا مروح بالليل غرزت السيارة ولم افلح بإخراجها وتركتها وسرت على الاقدام ولحق أحد المواطنين بالمنطقة وساعدني بسحب السيارة من البطحاء ومع الوقت صرت أعرف مداخل ومخارج القرية ووادي الغول يمر من العطفة والمواطنين عملوا قنوات على مجرى الوادي لري المزارع عندما يمر السيل بعد الامطار
ومنطقة بلاد شهران مستوية والمناخ معتدل بالصيف لا تحتاج الى مروحة وبالشتاء لا تحتاج
إلى صوبة

اشكرك يا مهند على ردك اللطيف وصدقني انه حب المملكة العربية السعودية مغورس بالقلب والوجدان والروح
ترابها .... هواؤها .. صحراؤها .. حتى حر تهامة احبه .. مكة المكرمة والمدينة
المنورة النفس معلقة بهما د_زكريا

كان الدوام يبدأ الساعة السابعة والنصف صباحا وكان المركز يتألف من شقتين وسكن التمريض خلفه وجميع الادوية متوفرة مثل أدوية الضغط والسكري والامراض المعدية وكان في غرفة ولادة مجهزة والقابلة تقوم برعاية الامومة والطفولة والحمدلله وزارة الصحة وفرت كل ما يلزم للمركز بالرغم من المنطقة النائية وكان لدينا سيارة هايلكس جديدة لأخذ الممرضات مرة بالشهر إلى خميس مشيط للتسوق وخلافه وكان السائق معجب سعيد الشهراني ذكره الله بالخير يساعدنا بعمل المسوحات الوبائية وتعقيم الابار مثل بئر تبشع بوضع الكلور وتطهير البرك أيضا .
وكان المراجعين يأتون من البادية وكانت الأبل تجوب الوادي للرعي وفي إحدى المناوبات جاءني ليلا مجموعة من الاخوة اليمنين ومعهم مصاب وبعد فحصه وجدته متوفيا بسبب لدغ أفعى سامة وبعد سؤالهم قالوا أنه خرج لقضاء بعض حاجته ولدغنه ألافعى من مكان حساس لم يلبث أن فارق الحياة فورا وحولت الجثة إلى الطب الشرعي بالخميس .
والعطفة تعج بالحشرات الزاحفة والطائرة والعقارب والثعابين وكنت قد دربت أطفالي لمعرفة وتمييز العقرب ومرة كانت عقرب تجري على السجاد ولن اجد شيئا لاقتلها فقتلتها بيدي وفي المساء شعرت بشييء بكف يدي واخرجت شوكتة العقرب منها.
لقد انصهرت تماما مع إخواني بالمجتمع المحلي لانني أصلا بدوي ونفس العادات العربية الاصيلة وكنت اشاركهم بكل المناسبات من أفراح وأحزان وكانت مزرعة سعيد بن حسن خلف البيت ومرة شاهدت نبتة اعتقدت أنها بطيخ أو حبحب وصرت أسقيها حتى بلغ طولها ستة امتار وزارني الاخ سعيد وقال لي ان هذا نبات الحنظل وليس حبحب وخلعتها بعيدا وكنت أذهب كل خميس الى خميس مشيط للتسوق والى وادي بن هشبل لزيارة الاصدقاء

د / زكريا ..
متابعين بشوق كبير لهذه المذكرات الجميلة ..
نجدد الترحيب بك وبكل ما تسطر معنا ..
لك التقدير ..

بارك الله فيك أخي أبو ريان وتدري حنا نذكر فضل المملكة العربية السعودية مهد الاصالة العربية وتحس فعلا بكل
المعاني الجميلة وخصوصا عندما نسهر بالبر ونقيم عدة ليالي ببيت الشعر في البادية لأني خرجت مرة وكنا في غاية السعادة
واسلم لأخيك د_زكريا

كان الظلام حالكا والجو على وشك المطر وإذا بصوت ينادي من خلف الشباك زكريا ... زكريا
فنهضت مسرعا وأخذت معي مصباح يدوي بالبطارية ولم أشعله وخرجت من الباب الخلفي وأنا لاأخشى الظلام واستطلعت الامر ولم أجد أحدا وسرت من الجهة الشرقية للبيت وتفقدت السيارة وعدت إلى فراشي وفي الصباح سألت العائلة عن ذلك فأجابت لم أسمع شيئا وكان بجانب المنزل بيت قديم جدا ويسمى القصر وهو هرمي الشكل ويتألف من ثلاثة طوابق وبه درج داخلي وهو من الطين واللبن وهناك عدة قصور من نوعه مهجورة وعند المسجد توجد تلة صغيرة صماء تسمى صمخ وكان الاصدقاء قليلا ما يزوروني بسبب جهلهم بالطريق وطالما ذهبت إلى يعرى للسهر عند أمير المنطقة وهو شاب في الثلاثين من العمر وكنت أحتسي القهوة العربية الاصيلة عنده وأيضا أصحابي من المتعاقدين والمعلمين وفي رمضان وهو شهر العبادة يكون الدوام من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة وفي الليل من 9 _12 ليلا وكان عدد المراجعين يزداد ليلا
وكنت أذهب لأداء صلاة التراويح في يعرى عند المحطة وكنا نتبادل الدعوات على الافطار ومرة كنت مدعو على الافطار عند صديق في يعرى وطلعنا من البيت الساعة الرابعة عصرا
وغرزت السيارة بالبطحاء وتغلبت لما طلعت من التغريز وامتلأت ثيابي بالتراب وكنت أرتدي الغترة والعقال وثوب جديد ووصلت على الوقت .
كنا نتبع إداريا لقطاع المراكز الصحية بالخميس وكان عندنا محاضرة آخر خميس من كل شهر
وفي إحدى المرات طلبني مديرنا وأعطاني شيك حوالي ثلاثة آلاف وأربعمئة ريال وكانت تلك بدل مناوبات أيام عملي بالمجاردة ومرة حصل معي ظرف ولم أستطع حضور المحاضرة
وأخذنا الغداء سفري وبعد وادي بن هشبل بقليل أخذت على اليمين ودخلت بالوادي وتناولنا الغداء
وأحسست أن السيارة مغرزة ولم أفلح هذه المرة بإخراجها وتركتها وسرت أنا والعائلة مشيا
حتى وصلنا الشارع العام واتجهنا إلى منزل قريب من الشارع وطرقت الباب وبعد عدة محاولات
فتح لنا شاب صغير بالسن وقال حي الله الضيوف ونادى والدته ودخلت العائلة وأطفالي المحرم
وجلست انا بالمجلس وشرحت لهم ما حصل معي ولم يكن لديهم سيارة بل وايت ماء وبعد أن شربنا الشاهي خرج معي اخوته الثلاث ووصلنا السيارة وكانوا أقوياء من أول دفعة طلعت السيارة من التغريز وعدنا إلى منزلهم وتابعنا طريقنا إلى الخميس بعد أن شكرتهم على حسن الضبافة ومساعدتهم لي

كان مركز الرعاية الصحية بالعطفة يغطي العمل في أجازة طبيب مركزصحي يعرى وذلك لقرب المركزين من بعض وكنت أخرج من العطفة إلى المحطة على الشارع العام وأعرج على اليمين وأسير بالطريق الترابي حوالي 4 كم إما من مجرى وادي الغول الذي يكمل إلى العطفة أو من عند مكتب البريد الذي قرب مبنى ألامارة القديم لأنه انتقلت ألإمارة إلى الشارع العام على طريق المضة ومن عند الجمعية أستمر لغاية المركز الصحي وبدأت العمل وكان عدد الراجعين يزيد على 150 مراجع في الدوامين وكان عدد الموظفين 16 موظف من جميع الجنسيات وكان عندنا سيارة أسعاف جمس وكان الآذن حسين منيف الشهراني يحضر لنا التمر والقهوة السادة وكان أيضا السائق مترك الشهراني يوصل الحالات المحولة إلى مستشفى خميس مشيط العام
وكانت أيضا القصور التي ذكرتها سابقا أيضا في يعرى وهناك مدرسة التوفيق المتوسطة للبنين
ومدرسة البنات قريبة من المركز وكنت أشرف على جميع عمليات المسح السكاني وحالات ألإستقصاء الوبائي للأمراض السارية مثل الحصبة وغيرها وأمضيت أغطي العمل حوالي 54 يوم والمركز الصحي طابق واحد والعمل مريح وكان عندنا عيادة أسنان وبرنامج متكامل للصحة المدرسية ولا أنسى هيئة ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت قرب المركز ونظرا لازدياد عدد المراجعين قررت المديرية نقل مبنى المركز إلى مبنى أكبر وفعلا نفل إلى بناية من طابقين ليست بعيدة عن المبنى القديم وبعد حوالي ستة أشهر استلمت المديرية المبنى الجديد
عدت إلى العطفة بعد انتهاء المهمة وعودة طبيب يعرى من أجازته وكان ذلك الطبيب مخلص بعمله يحبه جميع المرضى .
كنت أزور معظم الاصدقاء يالعطفة ونذهب إلى وادي بن هشبل ويبعد 45 كم ومنطقة يعرى
هادئة وفي الشتاء يمر ويسيل وادي الغول ويقطع طريق العطفة ويستمر في جريانه لمنطقة القاع
ويصب في وادي بيشة .

كان المركز الصحي قريب من السكن وكنت اذهب ماشيا للعمل والمكان يلفه الهدوء والسكينة
والراجعين يأتون من كل حدب وصوب لتلقي الخدمات الصحية وكنت اشرف على الصحة المدرسية حيث أذهب مرة اسبوعيا للكشف الطبي وعمل المسوحات الوبائية إذا كان هناك مرض معدي مثل الحصبة أو اليرقان والمدرسة ليست بعيدة وكان هناك سيارة من الدولة أعزها الله
لنقل الطلاب من وإلى المدارس وكانت عطفة ناهس منطقة زراعية وتبعد عن الخميس 95 كم
وكانت سيارة البريد تحضر كل يوم ثلاثاء لتوصيل البريد الى المركز ولا توجد طرق معبدة
فيها وقد وصلتني أخبار عن المنطقة حديثا أنه لا تزال الطرق ترابية والوضع على حاله لم يتغير وكان من برنامجنا الاسبوعي بالعمل عمل زيارات منزلية للذين يتأخرون عن أخذ المطاعيم أو عمل الميزان للاطفال .
كان الممرض والقائم بأإعمال الصيدلي يحضر طلبية الادوية كل شهرين مرة مع المطاعيم وباقي الخدمات في المركز .
وفي يوم الخميس عادة أذهب إلى خميس مشيط لقضاء بعض الوقت والتسوق وأحيانا أذهب إلى زيارة الاصدقاء ببني عمرو وذلك إما عن طريق بيشة أو الخميس شباعة وأبها يعني خط السروات وكنت قد وصفته بالتفصيل سابقا وكنت امضي الخميس واعود الجمعة بعد الصلاة الى بلاد شهران وكثيرا ما كنت اذهب مع الاصدقاء الى وادي تبشع رحلة وعمل الغداء في البر ووادي تبشع يقع قبل جسر المضة الموصل الى طريب والطريق سهل وخلال نصف ساعة تصل الى هناك .
وفي الشتاء ينزل المطر ولكنه قليل اما السيول العارمة فتصل فجأة وتداهم المنطقة وكثيرا ما تحدث حالات غرق كنا نهب للنجدة بمساعدة الدفاع المدني ومرة حوصرت عائلة بالمياه وأنقذناهم بالطائرة من الدفاع المدني ومن عادات المنطقة الخروج للمراعي بالبر وخصوصا بالاجازة الصيفية للمدارس كل واحد بالقرية يأخذ الماشية وكل ما يلزم لقضاء شهرين بالبادية ويعود بعدها نشيط وذو همة عالية .

بكل الحب بكل الود والوفاء لك يا بلادي الحبيبة نتابع ما تبقى من أخبارنا التي مضت والايام الخوالي من حياتنا التي تمر مر السحاب وكأني بالأمس القريب وكأني أجلس في العيادة وأستقبل المراجعين وكان المحاسب الخاص بالمديرية يأتي بسيارة البنك ألأهلي التجاري لتوزيع الرواتب ومعه حراسة على السيارة ومن الصعوبة بمكان أن تستدل على المركز من الشارع الرئيسي لعدم وجود قارمة تدل على موقعه وبعد أن تحول القطاع الى إدارة المراكز الصحية بالمضة أصبحت الدورات والاجتماعات تعمل هناك وتقع المضة على طريق تثليث وادي الدواسر وتبعد 40 كم ويكون وادي تبشع قبل المضة بحوالي 5 كم ومن المناطق القريبة طريب ومنها تكمل إلى العرين وتندحة وكنا نقضي معظم الوقت بعد انتهاء الدوام بزيارة الاصدقاء لأن البث التلفزيوني ضعيف والصورة غير واضحة ولم يكن أيامنا تلك البث الفضائي وكنت أسكن بالبيت الشعبي وكان الربيع منتهى الجمال وبعد أن تجف الازهار التي تنمو بالحوش تتحول إلى أشواك مؤذية كانت توخز أطفالي عندما يلعبون بالحوش وحفرت الارض وخلعتها وكانت ممتلئة بالبذور وخرجت إلى يعرى وعندما رجعت بالمساء شاهدت أسرابا من النمل الاسود يهاجم المنزل ويسمى الشناقيح ولسعته تسبب الحساسية وصببت جالونات الكيروسين وتتبعت ه حتى وجدت بيت النمل وكأنه ينبع من الارض نبعا وكنت ترى كل أنواع الدبابير و الخنافس تحوم حول اللمبة المضيئة أمام المنزل وفي إحدى الايام وأثناء دوامي حضرت زوجتي وأخبرتني أن هناك صوت غريب ورائحة غريبة بالمطبخ ونزلت مسرعا إلى البيت ووجدت الثلاجة هي تعمل بشعلة الغاز وعلى الامونيا قد تسرب منها الغاز ودخلت إلى المطبخ وأقفلت الاسطوانة وحملناها أنا والعمال وأخرجناها إلى الحوش وبدأت أبحث عن ثلاجة أخرى ووجدت واحدة عند صديق لي من بيشة ويعمل شرطي بمركز الشرطة بيعرى وقلت له أجربها وإذا اشغلت أدفع لك ثمنها وهي مستعملة ونوعها إلكترولكس سويدي وكانت جيدة وذهبت إلى المركز وأعطيته الف ريال .
ومرت الايام وحان موعد الاجازة وذهبت بسيارتي برا الى زيارة الاهل بالاردن وسأسرد الرحلة لاحقا لأنها فعلا ممتعة

دكتور زكريا

مذكرات جميله ومشوقه وانا متأكده بأن الجميع في انتظار ما تبقى من الرحله


نسرين

اشكرك يا اجلا على الرد اللطيف وكما يعلم الجميع فإن محبة المملكة العربية السعودية في قلوبنا جميعا وأنا خاصة
قد اختلط بالعظم والدم وسيبقى ما زالت الروح بالجسد د_زكريا

بعد أن جهزت نفسي للاجازة السنوية لعام 1410 ه وعملت صيانة للسيارة استعدادا للسفر انطلقنا
من عطفة ناهس الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وكان معي الجوازات وعليها التأشيرة وبعد أن ودعنا الاصدقاء سرنا بعون الله الى وادي بن هشبل ومنه الى الخميس وجلسنا قليلا عند أحد الاصدقاء لغاية العصر وصليت جمعا وقصرا واسمتمرينا الى ابها ومنه الى عقبة شعارونزلنا العقبة ووصلنا محايل الساعة السادسة تقريبا مساء ومنها الى بارق ومن ثم خوش بارق وهناك جبل كبير وعالي جدا يمتد من محايل حتى بارق حوالي 25 كم مثل السد ويكون على شمالك
وعلى اليسار من الخوش تقع جمعة ربيعة وثربان وهي في البادية وعند مثلث المجاردة دخلنا اليها ونزلت ضيف عند صديق لنا وسهرنا تلك الليلة في خاط وبعد صلاة الفجر ودعناهم وسرنا باتجاه طريق مكة المكرمة مرورا بمثلث القوز_ ثلوث عمارة _شمران _نمرة _مثلث المخواة _ المظيليف _ الليث وحتى ميقات يلملم ويسمى ايضا السعدية ودخلنا مكة المكرمة وسلكت طريق مكة المدينة السريع من عند المسفلة وفي الطريق كنت استريح انا والاولاد في المحطة على جانب الطريق وفيها كل ما تحتاجه من خدمات مطعم وفندق صغير وغيره ووصلنا المدينة مع العصر ومنها الى خيبر _العشاش _تيماء ونمت في تيماء ومع الفجر كملنا الى القليبة ومن ثم تبوك وخلصنا اجراءات الجوازات ومنها الى المدورة _معان _القطرانة _عمان ووصلت الزرقاء مع المغرب وحمدنا الله على سلامة الوصول وهي رحلة متعبة قلبلا إلا اني اعشق سفر البر وخصوصا في السعودية الارض العربية الطاهرة التي يعشقها المسلمون جميعا وبعد انتهاء الاجازة رجعت الى العمل بنفس الطريق وباشرت عملي بالعطفة وفي اجازة الحج لعام 1411 ه
اعفيت من المرابطة وقررنا الذهاب الى نجران لزيارة قريب لي هناك وهو طبيب ابن خالي
وكان يعمل مدير مركز صحي حي الفهد بنجران وهي مدينة جميلة

د/ زكريا

يعطيك العافية

حقيقه مذكرات تسجل في التاريخ

ونحن ننتظر المزيد

على فكره زميلك السابق السائق محمدبن صالح العمري انتقل الى رحمة اله تعالى

قبل مدة قصيره وخبر وفاته في المنتدى الخاص قسم التعازي ما ادري شفته ولا باقي

ولك خالص تحياتي

بعد ان اتم الاستاذ الاديب احمد صالح الفسفوس كتابه رحلتي مع الادب وكنت قد شاركت بهذا
الكتاب بمقال عن مذكرات مسافر وقد اعاد الكاتب صياغتها بصورة ادبية رائعة
وذلك بشكل مختصر مفيد وقد تناول الموضوع من جوانب متعددة منها الوصف الجغرافي للمناطق
وكذلك الصورة الادبية التي تجعل القاريء وكأنه في الحدث نفسه وخصوصا الذي عمل
بالمملكة العربية السعودية أو زارها للحج او العمرة د_زكريا

بعد أن هطلت الامطار وامتلأت الاودية وفاض بئر تبشع بالمياه جاءنا تعميم من ادارة قطاع المراكز الصحية بالمضة بتعقيم الابار والبرك وتجمعات المياه التي تستعمل للشرب وذلك من اجل السلامة العامة وقد تم تزويدنا بعدد من اكياس الكلور على شكل بودرة وقد بدأنا ببئر تبشع وهو يقع قبل جسر المضة المؤدي الى طريب وقد تحركنا انا والمراقب الصحي وأخذا معنا أحد العمال الهنود للقيام بالعمل اليدوي وتحركنا بسيارة هايلكس 88 وسار بنا السائق معجب سعيد الشهراني وطلعنا الى الشارع العام وانطلقنا مرورا بيعرى وسرنا بالخط وبعد حوالي نصف ساعة
وصلنا الى ا لبئر والمسافة اكثر من 35 كم وهو ايضا بوادي تبشع وكله اشجار سدر ووجدنا البئر بحالة سيئة حيث ممتلىء بالطحالب والاعشاب وكان عبارة عن مستنقع كبير والسكان ياخذون الماء بالصهاريج ويسمى الوايت وكانت الابل تشرب من البئر وكذلك الماشية ونحن نطلق عليها اسم الطرش وقمنا بحساب حجم الماء وحساب النسبة لوضع الكلور وهي 2 جزء بالمليون وقمنا بتقديم النصح للاهالي بالشروط الصحية للمياه وبعد ذلك مررنا على باقي الابار
بالعطفة وإذا رغب أحد المواطنين بتعقيم البئر الخاص به قمنا بالتعقيم فورا وكان التعاون القائم بين الفريق الصحي والامارة والهيئة بشكل ممتاز حيث لم يتأخر الامير عن تقديم أي مساعدة تفيد بالمصلحة العامة .
كنت قد انتدبت لتغطية العمل بمركز الرعاية الاولية بالجزيرة والحرفين وهي منطقة بعد خيبر الجنوب وتبعد 65 كم وحينها كانت عائلتي في اجازة بالاردن وقد وصلني التكليف بالبريد الطواف لان العظفة فيها نقطة بريد وتأتي السيارة ثلاثة ايام بالاسبوع .
حزمت قليلا من المتاع والغيارات وذسرت بسيارتي كرسيدا 80 من العطفة الى يعرى ورغوة ومن يمين الجسر باتجاه خيبر الجنوب ومنها الى الجزيرة والحرفين وأخذت مفرق على البمين
ودخلت طريق متقطع اسفلت وترابي وبعد 15 كم وصلت الى القرية وهي كبيرة وفيها عدد من المدارس الاعدادية والثانوية وباشرت العمل بالمركز الصحي وكان عدد المراجعين يزيد عن 140 مريض من كل الاعمار من الجنسين وكنت قد نزلت ضيفا عند الممرض وق دعيت الى وليمة عند الكاتب عبدالله بن راشد الشهراني على الغداء وكنت انزل الى بيشة لانها اقرب الى الجريرة والحرفين من الخميس وكذلك المدرسين وكان هناك سوق شعبي بالجزيرة وبعد انتهاء المهمة رجعت الى العطفة وقد حملت ذكريات جميلة عن المنطقة
وبعد ذلك كلفت بالعمل مدة ثلاثة ايام بمركز صحي خيبر الجنوب وذهبت وحضر احد الشباب وطلب مني ان اذهب معه للبيت لل
للكشف على والده حيث انه مريض وقلت له خذ اذن من المدير وسأذهب معك
وعندما وصلت وجدت رجلا كبير السن شبه عاري ولا ينطق ببنت شفه وقال لي ابنه انه يعاني من مرض
نفسي وبعد الكشف عليه وفقني الله لتشخيص الحالة واعطيته 10 ابر ادوية صباحا ومساء وبعد ثلاثة ايام وقبل عودتي الى العطفة جاءني الى المركز ذلك الشاب ومعه شيخ يملئه الوقار والهيبة وتفوح منه العطر والعود وقال لي هل رأيت هذا الشيخ من قبل فأجبت كلا
فقال لي انه نفس الشخص الذي عالجته من قبل وقلت له ان الله قد شافاه وبعد شهر حضر شيخ القبائل بخيبر الجنوب
وعزمني على عرسه وباركنا له العروس الجديدة