زوجها يشرب الخمر ويطلقها وهو سكران

قرأت هذا الموضوع 0 وحبيت الجميع يطلع عليه
السـؤال :
====
أنا ربة بيت أبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً، أم لسبعة أولاد (ثلاثة بنين وأربع بنات) تكمن مشكلتي في زوجي (عمره ثنتان وأربعون سنة) إذ بدأ يتدهور من جميع النواحي، فبعد أن كان محافظاً على الصلاة ومكثراً من الطاعات وقائماً بدوره كأب وزوج، تغير كثيراً في السنوات الأخيرة. كثير السهر خارج البيت مولعاً بالقنوات الفضائية، انضم إلى مجموعة السوء، ثم وقع في حبائل أم الخبائث عندما بدأ في شرب المسكر، وأحياناً يأتي إلى البيت وهو في حالة سكر، وتصدر منه كثير من التصرفات المؤذية والكلام الجارح لي وللأولاد، ويقع منه الطلاق وهو في حالته تلك، ولكنه يتراجع عنه إذا عاد إلى صوابه. لقد أهملني، وأهمل الأولاد وواجبات البيت الأساسية أهمل صحته، وانعكس أثر حالته على كل من في البيت.
احترت في كيفية التصرف معه، هل أتركه يستمر في تدهوره؟ أم أقف وأصبر ولو كان ذلك عبئاً كبيراً علي وعلى أولادي؟ 00000 أم خالد
-------------
الجواب :
* مشكلتك لها عدة جوانب بعضها أهم من بعض وهي متداخلة ومترابطة ولعلي ألخص الإجابة في هذه النقاط:
* فيما يتعلق بالصلاة:
لم توضحي هل زوجك لا يزال يقيم الصلاة أم لا. فإن كان لا يصلي فقد ترك الركن الثاني من أركان الإسلام. والذي يعد ما بعده أهون منه. وقد بين العلماء خطورة فعله هذا .
فقد سئل سماحة الشيخ ابن باز (رحمه الله) عن زوج يشرب الخمر ولا يصلي هل تبقى معه زوجته. فأجاب: "الزوج الذي لا يصلي كافر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، سواء كان جاحداً لوجوبها أم لم يجحد وجوبها، لكنه إذا كان جاحداً لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، أما إذا تركها تهاوناً وتكاسلاً عنها ولم يجحد وجوبها فهو كافر في أصح قولي العلماء للحديثين المذكورين وما جاء في معناهما. ولا يجوز لك أيتها السائلة الرجوع إلى زوجك المذكور، حتى يتوب إلى ا لله سبحانه ويحافظ على الصلاة هداه الله ومن عليه بالتوبة النصوح والله ولي التوفيق" انتهت الفتوى. وهي منشورة معروفة
* فيما يتعلق بالطلاق:
طلاق السكران الذي سكر باختياره دون إكراه، للعلماء فيه قولان، والذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشوكاني وغيرهم، والذي عليه عدد من العلماء المتأخرين كابن سعدي وابن باز انه لا يقع، وإن كان الزوج آثماً بسكره، وذلك لأن تصرف السكران (في البيع والشراء...) لا يقع، ولا يجوز معاقبته بأكثر مما عاقبه الشارع، ويلزم من إيقاع طلاقه عقوبة الزوجة والأولاد وهم لا ذنب لهم، وبقاؤه معهم أصلح لهم هن عدمه، ولورود بعض الآثار عن الصحابة. مثل قول عثمان رضي الله عنه: (ليس على المجنون ولا السكران طلاق) أورده البخاري معلقاً، ووصله البيهقي بسند صحيح، وورد مثله عن ابن عباس رضي الله عنه- وقال ابن القيم: (لا يعلم لهما مخالف).
ولعلك تستفتين أهل العلم في هذا لتكوني على بينة.
* فيما يتعلق بشربه للمسكر:
- أرشديه بالحسنى ووضحي له أضرار الخمر المتنوعة وأنها أم الخبائث.
- فمن أضرارها الدينية: أنها كبيرة من كبائر الذنوب تستوجب العقوبة، وتصد عن الصلاة والطاعات، وتضعف الإيمان، وهي مفتاح لما بعدها من الذنوب وسائر المخالفات الشرعية.
- ومن أضرارها الصحية: أنها تتلف الأعضاء (القلب والكبد والمعدة والمريء والبنكرياس والمخ والمخيخ والبصر والعضلات)، وتسبب الهذيان والخرف والنسيان وتضعف القدرة الجنسية وأمراضاً أخرى متعددة.
- ومن أضرارها النفسية: القلق والاكتئاب وضعف الشخصية. وقد تؤدي إلى الانتحار وإيذاء النفس.
- ومن أضرارها الاجتماعية: الخلافات الأسرية وإضعاف القدرة على العمل والإنتاج، وقطيعة الرحم، ويلحق ضررها بسمعة الأولاد والعائلة عموماً، وقد تعيق تزويج الأبناء، وغير ذلك من الأضرار المتنوعة.
- ابحثي في الأسباب التي تدفعه إلى الاستمرار في تناول الخمر (كالخلافات العائلية والضغوط المادية والاجتماعية ونحو ذلك) واجتهدي معه في علاجها بالطرق السليمة المناسبة، وذلك لأن كثيراً ممن يتعاطون الخمر إنما يدفعهم لذلك الهرب من مواجهة مشكلاتهم وتحمل الضغوط الاجتماعية والنفسية الناتجة عن تلك المشكلات، فيظنون أنهم بشربهم للخمر يخففون من عناء تلك المشكلات ويستمرون كذلك إلى أن يقعوا في شبكة الإدمان حيث لا يستطيعون التأخر عن تناول المسكر وبكميات تتزايد مع الزمن.
- إذا كان زوجك واقعاً في الإدمان (بحيث تظهر عليه أعراض الغثيان والرعشة والتعرق والهيجان، كلما تأخر عن الشرب) فإنه بحاجة إلى العلاج تحت إشراف فريق طبي متخصص لا تحدث مضاعفات خطيرة قد تودي بحياته.
- يفضل أن تستعيني ببعض الأقارب ممن يتسم بالرزانة والعقل وحسن التصرف و الصدر، بحيث يناصحه ويسعى معه لإيجاد أيسر السبل للخلاص من هذه المشكلة، ويساعده في اختيار صحبة طيبة توجهه إلى الخير برفق وتعينه على الابتعاد عن رفقاء السوء الذين يسهلون له الاستمرار في طريقه الوعر دون النظر في عواقب الأمور والحذر منها. أعانك الله وهداه إلى الصراط المستقيم.

فعلا اخ سعيد امثال ام خالد في مجتمعنا اكثير

ويعانون من نفس المشكلة .. والمسئول الاول والاخير عن هذه المعاناه هو رب الاسرة

فهو من يذهب الى هذه المسكرات بنفسه ومن يجر لنفسة المهانة والذل

سبحان الله اين عقولنا التى منحها الله لنا .. يا اخي الله ميز الانسان عن الحيوان ولكن البعض يصر

الا ان يكون من هذه الفصيلة الله المستعان .

اشكرك اخ سعيد من الاعماق على هذه القصة التى فيها من العبر الشيء الكثير

المليحي