الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
اللـ (هوبّا ) و { أفــــ هنديــــة ـــــــلام .!!
ابنة أختي سوف تتزوج .. أتذكر أنني ـ قبل يومين ـ كنت أقذفها في الهواء وأنا أقول ( هوبّا ) .. أمس تركتها وهي طفلة ، واليوم هي شابة في العشرين .. يعني هي مرشحة لكي تصبح جدة وهي على مشارف الأربعين ! وأنا إقتربت من(حاجز الطوط) ومرام لم أتزوج منها بعد .. اتضح أنهم في الأفلام الهندية على حق ، الطفل يكبر في يومين ليصبح في عمر والده ! .. أصرّت أمها على أن نحضر جميعاً ـ أخوالها وأعمامها ـ حفل استقبال العريس الجديد .. وهذه شفافية تحسد عليها حقيقة .. فالشاب الذي يقابل هؤلاء ( العاهات ) مجتمعين ، ثم يجد في نفسه الجرأة ليتزوج من ابنتهم هو شاب أسطوري حقاً ! .. الشاب أسطوري فعلاً، وسيم نوعاً ، عمره خمس وعشرون ، موظف في بنك ما ، تخرج من جامعة ما ، ترك له أبوه منزلاً صغيراً يتقاسمه مع أخيه المتزوج الذي يكبره بعامين ، أعطاه سيارة حديثة قبل أن يموت .. لو تغاضينا عن كونه ( نحيلاً ويرتدي سكسوكة في وجهه ) فإن كل ما سبق كفيل بجعله فارس أحلام نصف فتيات العالم ، ولكن ـ وعلى الرغم من ذلك ـ فإن دورنا لم يكن الإعجاب بقدراته الخارقة .. بل البحث عن مكامن الخلل فيه .. هكذا تجد أنك أمام مجموعة من الأشخاص العاديين ( لو أردنا المجاملة ) .. الفاشلين ( لو تحرينا الدقة ) الذين سيشاركون في صنع القرار ، بالرغم من أن أحدهم ليس لديه إنجاز يذكر ـ إلا لو كان النجاح باختبار الثانوية العامة إنجازاً ـ يتأكدون من كون عريس ابنتهم ليس أقل من أبطال الميثيولوجيا الإغريقية ، بعد العشاء سألت أخي الأكبر عن رأيه بالعريس ، فأجابها بأنه لا بأس به .. بالرغم من أنه لم يعرف اسمه ، ولم يستمع لحرف مما قاله ، هو فقط استغل كونه في مركز القوى ليتحدث عن تجاربه الليموزينية ، وأرائه العظيمة في الحياة .. سألت فهد عن رأيه ، فأجابها بأن العشاء لذيذ وأنه تسلم إيديها .. قالت : أقصد العريس ! قال : لا أعتقد بأن العشاء أثار فضوله ، فهو لم يأكل جيداً .. هكذا فهمت أنه لا يريد أن تكون له يد في هذه الجريمة ، وأنه ( ينفض لها ) .. ودَّعت شقيقي ، ودَعتني .. عرفت أنها تحتفظ بما سوف أقوله للآخر على اعتبار أنني مفسد الحفلات ، وأنني ـ غالباً ـ لم يعجبني العريس ، ولدي سبعمائة وأربعون ملاحظة مهمة وجدتها أثناء بحثي عن عيوبه ، هذا إذا لم يقم أحد بالضغط على أيقونة ( إعادة البحث مع إظهار النتائج المهملة ) وإلا تضاعف الرقم .. قالت : ما رأيك ؟ أجبتها ـ أولاً : هو نحيل ولديه سكسوكة ، وأنت تعرفين أنني لا أثق بأي شخص يحمل هذه الصفات فما بالك بتزويجه ابنتي ! قالت : تقصد ابنتي .. ثم عيوب جوهرية لو سمحت ! قلت ـ الشاب يتظاهر هذا واضح ، يعني لا تتوقعي من سفاح الأطفال أن يتقدم لخطبة ابنتك وهو يحمل بيده كيساً مليئاً بالأحشاء ، أو منشاراً يدوياً ! ثم هو تحدث كثيراً عن عدم تركه للصلاة مذ كان طفلاً ، وعن صيامه أيام البيض .. حتى توقعت أن يقول بأنه يغزو عاماً ويحج عاماً .! الشاب لديه منزل وسيارة ، هذا شيء جميل ، ومن عائلة محترمة ، وموظف .. كل ما سبق ـ أقصد انتمائه لعائلة محترمة وسيارته ومنزله ـ كانت هدايا من أهله .. أما هو فلم يفعل شيء ليستحق الزواج من ابنتي ! قالت : أولاً : لا أحد هنا يتحدث عن الزواج من ابنتك ! ثم إنك لم تتزوج حتى هذة اللحظة !! ثانياً : وبما أنك تعترف أن الشاب مهذب ومن عائلة محترمة ، إذن على بركة الله ، قلت ـ وأنا أبتسم على تلك ( الدقة ) على بركة الله !
... .. علي أن أعترف أولاً بأنني لن أكون محايداً إذا ما تعلق الأمر بالزواج ، فهذه مسألة خطرة وليست لعبة .. يعني عيوب الآخرين لم تكن في يوم من الأيام سبباً كافياً للسخرية منهم أو احتقارهم ، طالما رأيت نفسي في الآخرين من حولي ، ولم يكن المجتمع إلا مرآة ضخمة تعكس صورة مفزعة لي ، تخيل أن تشاهد أنفك ـ الضخم أصلاً ـ ، في مرآة ضخمة ! لذلك كنت أتحاشى العلاقات الاجتماعية قدر المستطاع .. هذا المجتمع الذي يستطيع فيه المدخن أن يتأفف من رائحة البصل ، ويوجه اللص سهام النقد للمرتشي ، ويرسل المهمل لعناته للمستهتر .. ثم ينصرف كل منهم راضياً عن نفسه .. .. . عيوب الآخرين مهمة جداً لترضى عن نفسك .. كل مافي الأمر أنه ليس مثلي ، أنا لا أبحث عن عيوبه لأجل ابنة أختي ، بل لأجلي أنا ! هنا يختلط الحسد بالحقد بالغيرة فينتج خليطاً غريباً من المشاعر ! يحضرني قول الشاعر الروسي إيفتوشنكو ( أحسد طفلاً سوف يحقق كل الأشياء التي فشلت أنا في تحقيقها ) ! الغريب أنك تستطيع أن ترى عيوب الآخرين بوضوح شديد حتى ولو كنت أعمى ، لأنك تنطلق من فرضية أن الآخرين لا بد أن يكون لهم عيوب ، لكنك تحتاج إلى قوة لرؤية عيوبك ، ببساطة لأنك لا تؤمن بوجودها .. علي أن أعترف أيضاً بأنني ( والله العظيم ) لا أعرف إيفتوشنكو ولم أقرأ له من قبل ، ولا أعرف إن كان شاعراً أم حارس مرمى فريق سسكا موسكو .. لكنني قرأت هذا الجزء بالصدفة ، فوجدت أنه لا مانع من الاستشهاد به من باب الأشياء فقط .. المهم أنني عدت وقلت لها : هذا شاب محترم ، ميسور الحال .. يحافظ على الصلاة بالرغم من أن مظهره لا يدل على ذلك ، لا تسألوني كيف يجب أن يكون مظهره فهذا ليس موضوعنا .. لكنني ـ ومن باب الحيطة ـ قلت بأن عليهم التمهل وعدم الاستعجال ، والحذر .. والسبب الوحيد هو خوفي من أن تكتشف في يومٍ من الأيام شعرة نسائية على كتف البدلة ـ حتى لو كان يرتدي ثوباً فهي قادرة على اكتشاف شعرة نسائية على البدلة التي لم يرتديها أصلاً ـ أو تشم رائحة عطر نسائي .. أو تأتيه مكالمة خاطئة من سيدة على هاتفه .. لا أعرف إن كانت هذه الأمور تحدث في الحقيقة ، لكنهن يفعلن ذلك دائماً في المسلسلات العربية الرديئة ، يكتشفن أحمر الشفاه على المنديل أو الشعرة على كتف البدلة .. أقول : لو حصل هذا الأمر مستقبلاً ، فعلي أن أكون حاضراً لأقول : أنا ياما حذرتكم !! ... هكذا وجدنا أنفسنا نستعد .. الكثير من الحديث عن الجهاز ، والعفش ، وتفصيل النقد ، والشبكة .. وهذه أمور أجهل كل شيء عنها تماماً ، الكل انشغل بهذه القضية ، وكالعادة كان لي نصيب الأسد .. المهام الجوهرية والمفصلية يتكفل بها العبد الفقير طبعاً .. أما ما هي هذه المهام ! شراء صبغة شعر ( غارنييه ) باللونالباذنجاني !! .. دخلت إلى الصيدلية ، سلمت على الصيدلاني الذي كان يجلس على كرسي بمسند ظهر ضخم ، وكان يبتسم في بلاهة لكرسي ضخم أمامه .. رد علي السلام دون أن يلتفت .. سألته عن صبغة الشعر غارنييه باللون الباذنجاني .. ضحك ساخراً وهو يصدر بفمه صوت ( بففف ) ـ وهو يعبث بأصابعه على لابتوب وضعه أمامه ـ وقال : مافي شي اسمه لون بيتجاني ! إذن كان يبتسم لمحدثه على الإنترنت وليس للكرسي .. قلت في حرج : عفواً ، هم أخبروني بذلك .. أشار بيده إلى رف ضخم في آخر الصيدلية ـ دون أن يلتفت أيضاً ـ وقال : تقصد اللون الأسود بنفسجي ، هناك .. ذهبت إلى الرف الضخم ، صبغات شعر باللون الأشقر ، والرمادي ، والأشقر الرمادي ، والرمادي الأشقر ، والأزرق ، والخرنوبي ! وعدسات بكل الألوان ، ورموش كذلك .. باختصار كل شيء موجود لتلبية رغبة أي فتاة تريد أن تكون أخرى بأي شكل من الأشكال ! وجدت اللون الأسود البنفسجي بجانب اللون ( عرقسوس ) ! أي والله العظيم هناك لون ( عرقسوس ) وهكذا كتب على العبوة !! قلت له ـ وأنا أدفع الحساب ـ : إذن ضحكت من طلبي اللون ( الباذنجاني ) وأنت لديك بالفعل لون ( عرقسوس ) !! يعني ما هو المنطق ؟ قال: وقد احتقن وجهه من هذا الزبون المزعج : ببساطة لأنه هناك لون عرقسوس وليس هناك لون باذنجاني ! هكذا إذن ، هو تعامل معي على اعتبار أن هذه معلومة بديهية يجب أن يعرفها كل أحمق غيره .. شركة غارنييه ـ الفرنسية ـ وجدت أنه لا بأس إن أنتجت اللون ( عرقسوس ) لكن من غير اللائق أن تنتج اللون ( باذنجاني ) ! منطق قوي ، وسليم طبعاً .. من حقك أن تسخر من أي إنسان غابت عنه معلومة ، لمجرد أنها تعتبر من البديهيات بالنسبة لك .. ... صديق لي ـ وهو سوداني ـ يحكي أن أحد الأشخاص كان دائم السخرية منه ، قائلاً : آآآي يا عصمان ! بالرغم من أن صديقي اسمه إدريس .. حتى حضر هذا الرجل مع زوجته مرة إلى السوق ، وسمعها وهي تخاطبه بقولها : شليويح ! فقال له : عليييك الله ، اسمك شليويح وبتضحك في عثمان ! هكذا كنت أستغرب لماذا يضحك ( سعيد ) الجنوبي من اسم ( صقر ) الشمالي .. بالرغم من أن معنى الاسمين واضح ، بل وجميل ! ولماذا يسخر ( محماس ) من ( عبدربة ) !! هكذا تجد أن كل شيء يخصك ـ مهما كان غريباً ـ فهو منطقي ، وجميل ، ومتناسق ، ويستحق أن تدافع عنه ، بل وتموت في سبيل ذلك ! وكل ما يخص الآخرين مستهجن ، ومستنكر ، ويستحق السخرية .. لمجرد أنه غريب عنك ، وليس من أبجدياتك المعتادة .. مع أن المسألة لا تعدو عن كونها مسألة هوبا، و ( أفلام هندية ) ! ـ ـ ـ إحترآمي , خآلد البقمي(: |
11-28-2011, 05:27 PM | #3 |
المدير العام
|
من أجمل ما قرأت بكل صراحة ..
حتى وإن كان الطرح ذو فلسفة عالية إلاّ أنه ممتع وذو رتم عالي جداً .. تقديري .. |
|
12-06-2011, 03:08 PM | #5 | |
|
اقتباس:
هلا بـ دحوم العمري .. شرفت متصفحك , لاهنت يالطيب .. ماننحرم من توآجدك (: |
|
|
12-06-2011, 03:10 PM | #6 | |
|
اقتباس:
هلا أبو ريان .. شرفت متصفحك .. لاهنت يالكويس , ماننحرم من توآجدك (: |
|
|
12-06-2011, 03:12 PM | #7 |
|
هلا سد الوآدي .. شرفت متصفحك , لاهنت يالطيب , ماننحرم من توآجدك (: |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لـــــ غ ــــــــــــــز | شيخة بني عمرو | حكم وامثال والغاز | 8 | 10-23-2012 11:04 PM |
لـــــ غ ـــــــــــــــز | شيخة بني عمرو | حكم وامثال والغاز | 21 | 11-14-2011 01:20 AM |
~ ((صـ ح تك تحت المـ ج هر)) ~ | ام دودي الصغير | الطب والعـلوم | 1 | 03-08-2011 02:09 AM |
تغيير الخلفية البيضاء لـــــ google | طيف | كمبيوتر | 10 | 12-05-2010 07:23 PM |
مـــــ لسد الوادي ــبروك الإشراف | أبو مانع | قسم القرارات الإدارية | 18 | 12-09-2005 11:56 PM |