تلاحظ جميع الأمهات على أطفالهن وهم في الشهور الأولى من عمرهم، حركاتهم وطريقة تصرفهم تجاه أي شيء يحيط بهم، وكيفية تفاعلهم مع أي شخص غير أمه، فتعلم من خلال ذلك أن الطفل ذو الأسابيع الأولى من عمره مدرك لما يدور حوله، فهو يضحك إذا لاعبته أمه ويبكي عندما يحمله أحد غيرها أو إذا ابتعدت عنه، ويبتسم ويفرح، إنه عالم الأطفال الذي لا يفهمه أحد.
ومن الملاحظ أن الطفل عندما يكون نائماً تظهر على وجهه علامات تبسم أو بكاء أو تغير في ملامح وجهه، مما يؤكد لك أن الطفل ربما يكون قد حلم بشيء أضحكه أو أزعجه مثل الكبار تماماً، لكن طريقة التعبير مختلفة.
هذه الأمور جميعها قد لا تعرفها بعض الأمهات أو لا تبالي بها، لكن هي مهمة جداً، لمعرفة طريقة التعامل مع الطفل، والسبيل للوصول إلى راحته وسلامته. فإليك أيتها الأم دراسة أجريت في فرنسا حول ما يدور في حياة الطفل ذي الأشهر الأولى التي قام بها الدكتور جاك دوشي أحد أطباء الأطفال.
الأحلام عند الرضع:
هل يعرف الطفل أمه منذ اللحظات الأولى؟
يظن كثير من الناس أن الرضيع يعرف أمه منذ الأسابيع الأولى، عندما ينظر إليها أو عندما يتلهف لاقترابها منه، لكن هذه الأمور جميعها لا تدل على أنه قد عرفها، لأن الحقيقة هي عدم إمكانيته في التعرف على شكلها في هذه السن من بين جميع النساء، لكن معرفته لها عن طريق رائحتها وحرارة جسمها، فقد أجريت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع، وتأكد أن الرضيع يهدأ عندما يشم ثياب أمه.. أما عن معرفته لشكل أمه فهذا لن يحصل قبل بلوغه سن ستة أشهر فما فوق، والعلاقة فيما بين الأم والرضيع لا تتكون قبل هذه السن.
اكتئاب الرضيع:
يصاب الرضيع بالاكتئاب في حدود سن الثمانية أشهر
وسمي باكتئاب الثمانية أشهر، وسبب ذلك أنه منذ ولادته وحتى بلوغه هذه السن، يكون الطفل منعماً بالرعاية والاهتمام من قبل أمه، وعند تخطيه هذه السن يفاجأ بأنه أصبح على علاقة مع أشخاص آخرين غير أمه من إخوته أو أحد الأقارب أو الخدم، فهو بذلك يبتعد عن حضنها وحبها وحنانها مما يجعله عاجزاً وواقفاً كالحائر، وشعوره بالقلق والخوف من فقدانها والابتعاد عن أحضانها، ونلاحظ ذلك عن طريق رفضه لأي شخص من خلال البكاء والصراخ وعدم الهدوء حتى تحمله وتداعبه، لكن لا خوف من هذه الحالة، لأن الاكتئاب أمر طبيعي يصيب العديد من الأطفال في هذه السن، وهي مرحلة مهمة في حياته تكون له علاقة مع الآخرين، ومع تقدمه في السن، وشعوره بالاهتمام من قبل الآخرين، يزول عنه هذا الكابوس وتمرينه على مخالطة الناس أمر في غاية الأهمية حتى يعتاد على الغرباء