04-22-2018, 01:17 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3783 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
من هدي معاني وتفسير آيات كريمة في العقائد والتشريع من سورة الحديد المدنية المباركة
من هدي معاني وتفسير آيات كريمة في العقائد والتشريع
من سورة الحديد المدنية المباركة
عرضنا في وقت سابق لمعاني الآيات الكريمة (1 و2 و3 و4) من سورة الحديد المدنية المباركة، وهي كلها تبيّن لنا المسائل العقدية المتعلقة بملكوت الله في السماوات والأرض, ونستكمل في هذا المقال بعون الله وبعد الاتكال عليه سبحانه وتعالى الآيتين (5 و 6) اللتين تُرسّخان عقيدة المؤمنين بربهم خالق السماوات والأرض حيث تنتقل بعدهما آيات السورة (7 و8 و9 و10) إلى مسائل التشريع بالدعوة إلى إنفاق المال في ضوء حاجة المسلمين في المدينة المنورة ودولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد فتح مكة وانتصار الإسلام الكبير في الحجاز وشبه الجزيرة العربية لما لهذا الإنفاق من أهمية في دوام النصر وعزّة الإسلام.
فالآية (5): ومثلما أورده (المختصر في التفسير) الذي أعده نخبة من العلماء الأعلام والصادر في مدينة الرياض, تقرر أن لله وحده تعالى ملك السماوات وملك الأرض وإليه وحده ترجع الأمور فيحاسب الخلائق يوم القيامة ويجازيهم على أعمالهم.
ثم تبيّن الآية (6): أن من مظاهر ملكوته تعالى وسلطانه في السماوات والأرض أنه يُدخل الليل على النهار فتأتي الظلمة وينام الناس , ويُدخل النهار على الليل فيأتي الضياء فينطلق الناس إلى أعمالهم, وهو عليم بما في صدور عباده لا يخفى عليه شيء منهم.
بعد هذا تجيء الآية (7) فتنوّه وتُمهّد للتشريع الحكيم بأنفاق المال في سبيل الله وذلك بدعوتها المشركين والكفار للإيمان بالله وبرسوله وإنفاق المال الذي جعلهم مستخلفين فيه يتصرفون فيه وفق ما شرعه لهم الله، فالمالُ هو ماله تعالى حيث تخاطبهم وتقول لهم:﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ أي فمن آمَنَ منكم أيها الناسُ بالله وبرسوله وبذلوا من أموالهم في سبيل الله لهم ثوابٌ عظيمٌ عنده وهو الجنة.
ثم تأتي الآية (8) فتتسائل في سياق خطابها الدعوي الإيماني الإسلامي لتقول: أي شيء يمنعكم أن تؤمنوا بالله؟ والرسول يدعوكم إلى الله رجاء أن تؤمنوا بربكم اللهِ الذي خلقكم وقد أخذ منكم العهد أن تؤمنوا به حين أخرجكم من ظهور آبائكم وقد كنتم في الذر وفي عالم الغيب، فإن كنتم مؤمنين مصدّقين بالله الذي يدعوكم وأنتم في عالم الحضور والشهادة فهيّا آمِنوا وبادروا.
ثم تُعَزّز الآية (9) دعوتها للإيمان بالله وبرسوله وتؤكد على الوحي والنبوة: بأن الله هو الذي ينزل على عبده محمد (صلى الله عليه وسلم) آيات واضحات ليخرجكم من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم وأن الله بكم لرؤوف رحيم حين أرسل إليكم نبيه هادياً وبشيراً.
وبعد أن بينت الآية (9) حقيقة النبوة والوحي والرسالة الإسلامية التي بُعث بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تتسائل الآية (10) بعدها وهي تخاطب المؤمنين عن الشيء الذي يمنعهم من إنفاق المال في سبيل الله؟ ولله ميراث السماوات والأرض فهو المالك لهما بكل ما أودعه فيهما من خزائنه تعالى, وتكمل الخطاب فتقول: لا يستوي منكم أيها المؤمنون من أنفق في سبيل الله ابتغاء مرضاته من قبل فتح مكة وقاتل الكفار لنصرة الإسلام فهؤلاء الذين أنفقوا أموالهم وقاتلوا في سبيل الله أعظم منزلةً عند الله وأرفع درجة من الذين أنفقوا أموالهم في سبيله بعد فتحها وقاتلوا الكفار وكل واحدٍ من الفريقين مع تفاوت في الدرجات قد وعده الله المثوبة الحسنة وهي الجنة, وتختتم الآية (10) بقوله تعالى: (والله بما تعملون خبير) فيجازيكم بقدر أعمالكم ولا يُنقِصُ أحداً منكم شيئاً فهو ربكم وإليه ترجعون.
ثم تجيء الآية (11) أخيراً فتَندبُ وتحُث على بذل المال وتقول: ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ أي من ذا الذي يبذل ماله طيبةً به نفسه لوجه الله فيُعطيهُ اللُه ثوابَ ما يذله من ماله مضاعفاً وله يوم القيامة ثوابٌ كريمٌ هو الجنة؟
والآية (10) بهذا الخطاب كما يقول الإمام محمد بن جرير الطبري: إنما حثهم الله بذلك على حظهم فقال لهم أنفقوا أموالكم في سبيل الله ليكون ذلكم لكم ذخراً عند الله من قبل أن تموتوا فلا تقدروا على ذلك وتصير الأموال ميراثاً لمن له السماوات والأرض. انتهى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين.
الألوكة |
|