الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-18-2017, 10:06 PM
مركز تحميل الصور
بــنــت غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 30523
 تاريخ التسجيل : Sep 2016
 فترة الأقامة : 2844 يوم
 أخر زيارة : 10-06-2017 (06:18 PM)
 المشاركات : 17 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : بــنــت is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لا تشكو لغير الله همّك



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( لا تشكو لغير الله همّك ))
جهلان إسماعيل
وإذا عرتك بليةٌ فاصبر لها... صبر الكريم فإنه بك أعلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم فإنما... تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
شاءت حكمة الله أن يبتلينا في هذه الدنيا بالمصائب والكوارث اختبارا لإيماننا به وبأقداره، وليمحص ما في قلوبنا من محبة له ورضى وتسليم بقضائه.
(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء 35
يختبر الله عباده بالشر تارة وبالخير تارة لينظر من يشكر ومن يكفر، من يرضى ومن يسخط ومن يصبر ومن يجزع.فالناس لا يتباينون إلا عند الابتلاءات و المحن فيظهر صاحب الإيمان القوي الذي لا تزلزله العواصف، ويظهر صاحب الإيمان الهش الذي يعبد الله على حرف، فيستقبل صاحب الإيمان القوي أقدار وابتلاءاته بالصبر والرضا والتسليم، لأنه يعرف أن هذه إرادة الله له وأن ما يحدث له يقع تحت بصر الله وسمعه، كما أن المؤمن القوي يعرف جيدا أن ما يحدث له من شر فهو من نفسه وما يصيبه من خير فهو من الله فيمضي قدر الله عليه وهو مأجور
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك) النساء 79
قال أبو جعفر: (ما يصيبك، يا محمد، من رخاء ونعمة وعافية وسلامة، فمن فضل الله عليك، يتفضل به عليك إحسانًا منه إليك وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه فمن نفسك يعني: بذنب استوجبتها به، اكتسبته نفسك)
وأما صاحب الإيمان الضعيف فإنه يجزع ويتسخط ويندب حظه بين الناس بأنه لا يستحق ذلك ويمضي قدر الله عليه وهو مأزور.
إن الحياة الدنيا جبلت على الكدر، كلها متاعب ومشاق، ولا تخلو حياة امريء من الإبتلاءات والمحن
جبلت على كدر وأنت تريدها... صفواً من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها... متطلبٌ في الماء جذوة نار
ولو أن المرء شخص ببصره ليرى ويتفقد من حوله، لرأى العجب العجاب ولعاد بصره خاسئا وهو حسير.
كم من محب فقد حبيبه، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، يبيت باكيا ساهرا، لا يعرف للنوم طعما ولا للراحة طريقا.
كم من صاحب مال فقد ماله بين غمضة عين وانتباهتها بعد أن كان يرفل في النعيم والثراء، فعادا فقيرا عالة يتكفف الناس.
كم من مريض يتأوه ويتألم وربما لا يجد ما يتداوى به من شدة الفقر.
كم من سجين القي في السجن ظلما لا جريمة له إلا أن يقول ربي الله.
كم من قتيل قتل ظلما وعدوانا بدون ذنب أو جريرة بأيدي من لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
كم من مدن خربت وكانت عامرة بقصورها وبساتينها بأيدي أعداء الملة.
وكم غريب حيل بينه وبين وطنه وأهله.
كم وكم وكم..... إن الابتلاءات لا تنتهي ولا حدود لها في هذه الدنيا، وقد أمرنا الله بالصبر الجميل
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا) المعارج 5
يقول القرطبي:
(والصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله. وقيل: هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو.)
وماذا يستفيد المبتلى من الشكوى لأمثاله من البشر الذين لا يملكون له نفعا ولا ضرا وهل يليق بالمبتلى أن يشكو الخالق إلى المخلوق، أو يشكو الإله القادر إلى العبد الضعيف؟
بكى يعقوب عليه السلام على فراق ابنه يوسف عليه السلام ثمانين سنة أو ثلاث وثمانين سنة (تفسير الطبري) ولما لامه أبناؤه قال لهم:
(إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.) يوسف 86
يقول صاحب تفسير الوسيط:
(والمعنى: قال يعقوب لأولاده الذين لاموه على شدة حزنه على يوسف: إنما أشكو، «بثي» أى: همي الذي انطوى عليه صدري «إلى الله» - تعالى- وحده، لا إلى غيره، فهو العليم بحالي، وهو القادر على تفريج كربى، فاتركوني وشأنى مع ربي وخالقي. فإنى «أعلم من الله» أى: من لطفه وإحسانه وثوابه على الصبر على المصيبة «ما لا تعلمون» أنتم، وإنى لأرجو أن يرحمني وأن يلطف بي، وأن يجمع شملي بمن فارقنى من أولادى، فإن حسن ظني به- سبحانه- عظيم.)
قال الغزالي: (فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء وأفضى به الضعف إلى الشكوى أن تكون شكواه إلى الله تعالى فهو المبتلي والقادر على إزالة البلاء وذل العبد لمولاه عز والشكوى إلى غيره ذل وإظهار الذل للعبد مع كونه عبدا مثله ذل قبيح.) اهـ. من الإحياء.
وقال ابن الجوزي: (وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ الشَّكْوَى إِلَى الْخَلْقِ، وَالشَّكْوَى وَإِنْ كَانَ فِيهَا رَاحَةٌ إِلا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ وَذُلٍّ وَالصَّبْرُ عَنْهَا دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةٍ وَعِزٍّ. اهـ. من الثبات عند الممات.)
إن الشكوى لله علامة من علامات صدق العبودية لله، وعلامة من علامات الإيمان بأقدار الله عز وجل، ولذلك فهي تثمر دائما رضى الله على العبد المبتلى ولطفه به، وربما يبدله الله بمحنته منحة ما كان يحلم بها في حياته، وأما الشكوى للناس فهي دليل على ضعف الإيمان وإنطماس البصيرة والجهل بالخالق الذي يقدر الأمور ويبتلي عباده.
********


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
قصة حب - افلام - مسلسلات تركية - قصص وروايات



 توقيع : بــنــت

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
قصة حب - افلام - مسلسلات تركية - قصص وروايات

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2017, 11:01 PM   #2
مستشار إلمدير العام


الصورة الرمزية ابوفهد العمري
ابوفهد العمري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17199
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 11-10-2023 (10:36 PM)
 المشاركات : 76,347 [ + ]
 التقييم :  287
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



نقل موفق بارك الله فيك .


 
 توقيع : ابوفهد العمري



رد مع اقتباس
قديم 09-18-2017, 11:34 PM   #3
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (01:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



جزاك الله خيراً


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير آية: (قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم) طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 7 06-17-2017 09:25 PM
صور تسكن الذاكره عطر الحكي المواضيع العامة والإخبارية 8 06-04-2014 06:05 PM
دع البحيرة حتى تسكن>>>!! انوثه طاغيه مواضيع الحوار والنقاش 8 01-01-2014 04:29 PM
طلاب يسجدون لغير الله احتفالاً باليوم الوطني في الطائف أنا صاحي لهم المواضيع العامة والإخبارية 12 02-11-2008 11:31 PM
هل تشكو من لسانك ندى الصباح رياض الصالحين 4 10-12-2005 03:44 AM


الساعة الآن 04:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir