شرح حديث
أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتها
عن سهل رضي الله عنه
أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم
ببردة منسوجة فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة. قال: نعم. قالت: نسجتُها بيدي؛ فجئت لأكسوكَها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم
محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها إزاره فحسّنها فلان فقال اكسنيها ما أحسنها قال القوم: ما أحسنت! لبَسَها النبي صلى الله عليه وسلم
محتاجا إليها ثم سألته، وعلمت أنه لا يرد. قال: إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل: فكانت كفنه. [1]
من فوائد الحديث:
1- حب الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم
.
2- استحباب الهدية.
3- زهد النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث كان محتاجا لها، مع أنه صلى الله عليه وسلم لو أراد الدنيا أتته صاغرة.
4- التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وآثاره، أما غيره من الصحابة والصالحين فلا.
5- إذا قبل الإنسان الهديّة، فإنها تكون في مُلكِه، يفعل بها مايشاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم، لمّا قبل الهدية؛ لبسها، ثم لمّا طلبها الصحابي منه، أعطاها إياه.
6- لا بأس بسؤال الناس إذا كان الإنسان محتاجا.
7- لابد للمسلم أن يدفع التهمة عن نفسه، في حال الإنكار عليه.
8- جواز تحصيل ما لابد للميت منه؛ من كفن ونحوه حال حياته.
9- قوله: فيها حاشيتها أي: أنها جديدة لم يُقطع هدبها، ولم تُلبس بعد.
10- قوله: فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم
محتاجا لها: كأن الصحابة عرفوا ذلك بقرينة حال، أو أنّه تقدّم قول صريح يدلّ على حاجته صلى الله عليه وسلم .
11- حُسْن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم .حيث قبل الهدية وتقبّلها بقبول حسن، ولبسها.
12- استحباب قبول الهدية.
13- لا بأس بأن يُرغّب الصانع لصنعته، ويُسوّق لها، وذلك أدعى لقبولها، بشرط أن تكون جيّدة الصُنع.
14- جواز استحسان الإنسان ما يراه على غيره من الملابس وغيرها، إما ليعرّفه قدْرها، وإمّا ليُعَرّض له بطلبها منه إذا جاز له ذلك، حيث إن المصطفى صلى الله عليه وسلم
عُرِف عنه أنه كان لا يردّ سائلا، وذلك من كرمه، وجوده، وبذله
.
15- لا بأس بالإنكار بشدة في بعض الحالات، وذلك لمصلحة تقتضي ذلك، وإن لم يبلغ المنكر درجة التحريم. [2]
16- إيثار
النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على نفسه الشريفة. [3]
[1] صحيح البخاري 2/ 78 رقم 1277
.
[2] من 8-15 مستفاد من فتح الباري لابن حجر 3/ 143-144
.
[3] عمدة القاري للعيني 12/ 258.نقلته من كتابي : خمسون موقفا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ص 62.
الالوكة