اضرار التلفاز على الاطفال
اضرار التلفاز على الاطفال
يقضي أغلب الأطفال معظم أوقاتهم أمام شاشات التّلفاز، من دون مراقبةٍ من شخصٍ بالغٍ في معظم الأحيان، لأنّها الطّريقة الأسهل والأوفر لإشغال عقل الطّفل وإبعاده عن الأهل، الّذين يستغلّون هذا الوقت في عمل وظائفهم وأخذ قسطٍ من الرّاحة. يكون التّلفاز بالنّسبة لأطفالهم، بمثابة مربّيةً، وووسيلةً للتّعلّم حسب اعتقادهم، فيتعلّمون الحروف الأبجديّة، ويتعلّمون التّحدّث، والّذي يعدّ خطأً وخطراً كبيراً على الطّفل، ويعدّ اعتقاداً غير صحيح، لما للتّلفاز من أضرارٍ تفوق فوائده بمئات المرّات، وسنتحدّث عنها في هذا المقال. أضرار التّلفاز على الطّفل على عكس اعتقاد الأغلبيّة، لا يعود التّلفاز بالفائدة التّعليميّة على الأطفال دون السّنتين، بل يسلب الوقت الثّمين الّذي يجب استغلاله بالأنشطة الّتي تنمّي عقل الطّفل، مثل التّفاعل مع النّاس، واللّعب، لأنّ الطّفل يتعلّم أكثر بالتّجارب الملموسة، وليس عن طريق النّظر إلى التّجارب في شاشات التّلفاز. يسرق الوقت الضّائع أمام شاشات التّلفاز، الوقت اللّازم للطّفل لتنمية مهاراتٍ مهمّة لديه، مثل مهارة اللّغة، والإبداع، والمهارات الاجتماعيّة، والّتي تُنمّى في أوّل سنتين من عمر الطّفل، والّذي يُعتبر وقتاً حاسماً ومهمّاً لتطوّر العقل، من خلال اللّعب، والاكتشاف، والتّحدّث مع الآخرين، فمهارة اللّغة والاستماع مثلاً، لا تُنمّى وتتطوّر من خلال مشاهدة الحوارات على شاشات التّلفاز، بل تتطوّر من خلال ممارسة التّحدّث والاستماع في الحياة الواقعيّة للطّفل. تخدّر مشاهدة التّلفاز عقل الطّفل، لأنّها تمنعه من ممارسة التّفكير، وتسلبه الفرصة على أن يتحدّى الآخرين بعقله وقدراته الذّكائيّة، واستخدام مخيّلته. تأخذ مشاهدة التّلفاز الوقت المخصّص للقراءة، ولتنمية مهارات القراءة لدى الطّفل، فقد أوجدت الدّراسات أنّ الأطفال الّذين يشاهدون التّلفاز لفتراتٍ طويلة، تكون قدراتهم القرائيّة أضعف من غيرهم، ولا يحبّون القراءة نسبةً لغيرهم. أوجدت الدّراسات أن الأطفال الّذين يعيشون بمنازل يسمع فيها ضجيج التّلفاز بشكلٍ مستمر، يجدون مشكلةً في التّركيز، وتحديد الأصوات، كما ويجدون صعوبةً في التّركيز مع معلّميهم، لصعوبة انتقالهم من التّعليم التّلقيني والمرئي، إلى التّعليم الفعلي والمسموع. غالباً ما يعاني الأطفال الّذين يشاهدون التّلفاز لفتراتٍ طويلة، من مرض البدانة، فهم يتناولون في أكثر الأوقات وجبات خفيفةٍ مليئةٍ بالسّعرات الحراريّة، مثل رقائق البطاطا والسّندويشات السّريعة، ولا يتحرّكون أو يلعبون مثل باقي الأطفال، ليحرقوا كلّ هذه السّعرات الحراريّة الضّارّة
|