نجوم الملايين لايريدون «الأخضر»

طالب بإيقاف المتخاذلين وإبعادهم عن المشهد الرياضي
المطلق: نجوم الملايين لايريدون «الأخضر» والاحتراف السعودي معكوس



العميد المطلق مع منتخب كلية الملك خالد العسكرية وبعــــض
الطلبة ويظهر الأمير متعب بن عبدالله والأمير سعود بن ثنيان

الرياض :-
أكد حارس الشباب السابق العميد عبدالرحمن المطلق أن تراجع الكرة السعودية يعود إلى عدم تطبيق الاحتراف بالصورة الصحيحة، والتركيز على العقود المليونية من دون مراعاة المردود الفني والعقاب عند الخطأ وعدم الاستعانة بأصحاب الخبرة الذين مارسوا كرة القدم ومثلوا المنتخبات في مختلف المحافل، مطالبا جميع أعضاء الاتحاد الحالي بعدم ترشيح أنفسهم للدورة المقبلة بحجة أنهم لم يقدموا مايخدم الكرة السعودية وقال في حواره الخاص ل"الرياض": "العمل يحتاج إلى احتراف وحزم وتطبيق فعلي للنظام بعيدا عن المجاملات التي أضرت بالأندية والمنتخبات وجعلتها تقف في الصفوف شبه الأخيرة".

* كيف تقيم الوضع الحالي للرياضة السعودية؟

- للأسف الشديد فقد سبقني من قيم ذلك بترتيب الرياضة السعودية، أتكلم عن كرة القدم بالذات حسب تصنيف الفيفا للمركز 66، أما الوضع الفني فهو من أسوأ لأسوء للأسف الشديد على مستوى المنتخب أما في الأندية التي تدفع الملايين فمجهود اللاعبين في الملعب أكثر بكثير مما يبذلونه مع المنتخب الذي يمثل أكثر من 26 مليون سعودي بين ذكر وأنثى، وعليكم مراقبة أي لاعب مشهور بمجهوده الجبار أثناء "دوري عبدا للطيف جميل" ومقارنته إذا مثل المنتخب في إحدى المباريات الرسمية أو الودية فالأهم عقد الملايين لا يطير بإصابة مع المنتخب وأستثني من هؤلاء محمد الشلهوب الخلوق فقط فمستواه ممتاز مع الهلال ومع المنتخب.

* ومن أوصلها إلى هذا الوضع؟

- اللاعبون أنفسهم وليس لأي مدرب ذنب في تردي النتائج والهزائم المتكررة مع أضعف المنتخبات العربية الشقيقة وآسيا التي كنا نتغلب عليهم بالأربعة والخمسة وضعف الجانب الإداري للمنتخب؛ لأن الرجل غير مناسب في المكان غير المناسب بالنسبة للإدارة، بعض أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يلعبوا ولم يمثلوا أي ناد لا إدارياً ولا كروياً فكيف تريدون المنتخب أن يحقق النتائج أو تتطور الكرة؟ أين القياديون في المنتخبات السابقة من اللاعبين والإداريين مثل صالح النعيمة وجيله البطولي ومن بعدهم سامي الجابر وعبدالجواد لاعب النادي الأهلي أين هم من إدارة المنتخب أو حتى عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ هذا الوضع بعد التحسين الإداري لن يحل إلا بعقوبات إيقاف وعقوبات مالية لأي لاعب يتخاذل بالأداء مع المنتخب وتكون العقوبة من إيقاف لمدة عامين مع حسم راتب عقد الاحتراف لمدة معينة لا تقل عن ستة أشهر وبمبلغ لا يقل عن ثلاث أرباع العقد والراتب الشهري الذي يستلمه من النادي الموقع له مثلاً عن 250 ألف، إذا كان يستلم راتب شهري يبلغ 300 ألف ريال التي لا يستلمها وزير، ولا يعفى أي لاعب في أي نادٍ وبأي أمر مهما كلف ذلك، والمبلغ الذي يحسم يوضع له صندوق خيري للاعبين القدماء الذي هم بحاجة لذلك ممن رفعوا سمعة هذا البد في المحافل الدولية لمختلف الألعاب وحتى لاعبي القوى وغيرهم ممن شرفوا هذا البلد المعطاء، نضحي بثلاثة منهم ولن نخسر شيئا ليكونوا عبرة لغيرهم من الجيل القادم الذي بدأت عليه أعراض من سبقهم بالدلال وعقود الملايين في أنديتهم.

* وهل فعلا لدينا احتراف بمفهومه الحقيقي؟

- لا طبعاً مفهوم الاحتراف معكوس لدينا وليس كالدول الأوروبية أو اللاتينية من انضباط في التدريبات الصباحية وأوقات النوم باكرا والفحص الأسبوعي للسموم والمنشطات التي بدأت تظهر بعد الكشف الطبي الذي أتمنى أن يطبق من إدارات الأندية بإرسال اللاعبين لمستشفى الطب الرياضي للفحص الأسبوعي، أما البقاء في الشاليهات والاستراحات الخاصة لما بعد الثلث الأخير من الليل وما يصاحبه في تلك الليالي وعدم المحاسبة فلن نتقدم ولا شبرا واحدا في مجال كرة القدم بالذات، في الدول التي ذكرت إذا مثل أي لاعب منتخبه وقل عطاؤه مع منتخب بلاده تقل فوراً قيمة العقد بل قد يعرض للبيع لنادي أقل مستوى من النادي الذي كان فيه، وعندنا يرتفع عقده كأن شيئا لم يكن وهذا تتحمله الأندية التي تشجعه على ذلك.

* في رأيك كم يستحق أغلى لاعب سعودي لتوقع معه عقداً لو كنت رئيس ناد؟

- أوقع معه براتب شهري لا يزيد على 20 ألف ريال مع شراء منزل لأسرته لمستقبلهم وتأمين صحي له ولأسرته ولا يتعدى العقد عاملين قابلين للتجديد أو الإلغاء في حال نزول مستواه محلياً ودولياً مع المنتخب أولاً ومع النادي ثانياً وهذا الراتب لا يستلمه حامل الدكتوراه بعد تعب الأعوام بالدراسة بل عليه قضاء مدة طويلة حتى يحصل على هذا المرتب الكبير.

* هناك من يقول أن العقود المليونية دمرت اللاعبين وحولتهم إلى أشبه بالموظفين غير المنتجين؟

- نعم وأنا أول من يقول ذلك، والظاهرة بدأت بعقد لاعب الشباب سابقا مرزوق العتيبي الذي وقع لنادي الاتحاد عندما كان منصور البلوى رئيس النادي ومن بعدها بدأت المهازل تحدث من تردي المستويات وضعف المجهود.

* وما الخطة التي من الممكن أن تنهض بالأندية والمنتخبات السعودية إلى مستوى استعادة الهيبة قارياً؟

- برأيي الخاص الحل في أن يكون هناك وزارة تسمى وزارة السياحة والرياضة ولا يحق لأحد تجاوزها، وأن يشمل عقد الاحتراف عددا قليلا من اللاعبين فقط وليس جميع لاعبي كرة القدم في مختلف الدرجات والفئات السنية ويدار الاحتراف على لاعبين النادي لكي يستفيد الجميع مع بقاء الراتب المتعاقد عليه والمنزل، ويكون هناك محاسبة صارمة وعدم العفو عند الخطأ ليرتدع البقية عندما يرون العقاب الصارم الذي قد ينهي حياتهم الكروية ويستقيل جميع أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم ولا يرشح أحد منهم للاتحاد المقبل ويكون الترشيح للاعبين الدوليين الهواة أو المحترفين السابقين أو الإداريين في كرة القدم ممن عملوا فعلياً بإدارة أنديتهم ومشهود لهم بالإبداع الإداري والتجديد والصرامة في القرار ولا يكونون تنفيذين فقط.

ومن جهتي أرشح حسب وجهة نظري البسيطة نواف بن محمد لرئاسة الاتحاد المقبل بمشيئة الله.

* وهل أنت متفائل بمستقبل الرياضة؟

- إذا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأبعدت المجاملات وطبقت "إن خير من أستأجرت القوي الأمين" ووضعت العقوبات الصارمة على كل متخاذل عند عدم أدائه المستوى المطلوب في اللعب وخاصة مع المنتخب السعودي.

* هناك من يرى أن هناك اختلافاً بين مستوى الرياضة السعودية في عصر الهواة وعهد الاحتراف والكفة تميل لجيل الهواة لماذا؟

- ولاؤهم يختلف وروحهم الأخوية والمحبة بينهم تختلف ورجولتهم تختلف وإصرارهم على الفوز وبذل الغالي والنفيس أيضاً وعزيمتهم تختلف كانوا يعتمدون بعد الله على بعضهم البعض ويسند بعضهم البعض والأهم أنه لا يوجد لديهم عقود بالملايين لكي لا يهابوا الإصابة مع المنتخب وفقدان هذه الميزة المالية التي أرجعتنا للوراء.

* ومن الذي أوصل الأندية إلى مستوى متراجع وهل أثر ذلك على المنتخب؟

- اللاعب نفسه فهو قد وقع العقد وضمن الملايين من دون شروط وعقوبات صارمة ولا كشف طبي أسبوعي ولا مصادرة للسيارة التي أعطيت له من النادي أو أحد أعضاء الشرف الداعمين للنادي.

بل قد يعاقب بحسم خمسة آلاف ريال وما وزن ذلك عند راتب يصل ل 400 ألف ريال فالمفروض أن يكون الحسم من مبلغ 200 ألف فما فوق مع عدم تمثيل النادي إلا في التدريبات فقط حتى يعود لمستواه.

أما عن التأثير فنعم أثر ذلك على المنتخب الذي نهج منهاج الأندية في عدم صرامة العقوبات والمحاسبة على المستويات المخزية التي يقدمها اللاعبون مع منتخب الوطن.

* بالنسبة لك هل ابتعدت عن الرياضة بعد الاعتزال؟

- أمارس رياضة كمال الأجسام للمحافظة على شكلي الجسماني وليس بناء أجسام، وتدربت على التايكوندو حتى الحزام الأصفر وأصبت في التدريب ولم أكمل، وبالنسبة للأخبار فآخذها من زملائي الحاليين والسابقين ومتابعة بعض القنوات الرياضية التي ليس فيها صراخ وتبادل للشتائم بالتلميح من بعيد وخاصة من بعض المحللين المحسوبين على التحليل الرياضي ممن ليس لهم ناقة ولا جمل ولا علاقة بكرة القدم بل فرضتهم علينا بعض القنوات الرياضية على الرغم من وجود أفضل منهم ممن لعبوا لأنديتهم دولياً ومحلياً ولا يقارن هؤلاء بتحليل الدكتور تركي العواد والزميل الدكتور جاسم الحربي وهو لاعب دولي سابق أو خالد الشنيف أو سامي الجابر وبإمكان أي مشرف على أي برنامج رياضي الرجوع للأندية وأخذ أرقام جوالات اللاعبين السابقين وطلبهم للتحليل الرياضي.

* ومن الشخص الذي ساندك وله فضل عليك بعد الله فيما وصلت إليه؟ وهل تعتقد أنك لو استمريت لاعباً ستعتزل من دون أن تصل إلى مكانتك الحالية؟

- شخص لن أنساه ما حييت وأنا معجب به سابقاً منذ كنت صغير العمر وإلى الآن ودائماً ما كنت مع أخي محمد عندما كان يلعب لنادي الحرس الوطني بخشم العان لمشاهدته وهو يلعب مع النادي في تلك الأيام وهو صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني -رعاه الله- وكنت أحب العسكرية وقدمت على كلية الملك فيصل الجوية ولكن حبي وإعجابي به هو دافعي الأول بعد الله للانتماء للحرس الوطني الباسل الذي أحمد الله عز وجل بأن هداني لهذا الطريق الخير ووقوفه -حفظه الله- معي في مواقف لن أنساها طيلة عمري -حفظه الله-.

الأمير متعب له الفضل بعد الله فيما وصلت إليه ولولا الله ثم هو لما كنت أحمل هذه الرتبة؛ لأن النادي عندما كنت طالباً عسكرياً في كلية الملك خالد العسكرية كان يحاول إخراجي للتدريب معهم في الفترة المسائية وهذا يتطلب مجهودا بدنيا في التدريب العسكري وذهنيا للمناهج الأكاديمية التي تدرس في الكلية؛ لأن التعليم والدراسة في الكلية ليست سهلة كما يعتقد البعض. أما بالنسبة للمكانة والمنصب فهي ليست هدفاً في هذا المجال العظيم لأن الهدف هو كيف أقدم ما يرضي الله عز وجل ثم ما يرضى المسؤولين عني لخدمة هذا الوطن المعطاء في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.

وإذا تعارض اللعب مع واجبي سأعتزل من دون شرط أو قيد فالواجب الوطني الشريف دفاعاً عن هذه البلد وقادتها وأهلها أسمى من الكرة وغيرها ومن منا لا يتمنى هذا المقام وفضله وأجره الذي لا يعلمه إلى العزيز الحكيم.

مع المنتخب السعودي قبل 36 عاماً مع خليل الزياني للمشاركة في بطولة مصغرة بسنغافورة


العميد // عبدالرحمن المطلق