![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
عطر الكلمات (خاص بالمنقول) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#37 |
![]() ![]() |
![]()
المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة " ** ما قبل الأخير** غادر الرياض في إجازة اختارها أن تكون في هذا الشتاء البارد ، إلى هناك إلى مدينة الذكريات .. كان وحيداً في طريق السفر لا يرافقه سوى همسات حبيبته .. ودعواتها له .. وطلبها ألا يسرع في الطريق .. ولكنه لم يحقق رغبتها ، فكان يمزق الطريق بعجلات سيارته التي أحبها منذ الصغر .. كما أحبتها هي تماماً .. !! في الطريق الطويل .. كان يسبق الغيوم السوداء التي يراها في السماء لكي لا يوقفه المطر الذي بدأ ينهمر كسيل جارف ! كان يتوقف لأجل سيارته في محطات قليلة في الطريق ، وكلما توقف اتصل وكلما اتصل ردت هي على الهاتف .. أستوقفه الشرطي الملتحي .. صارخاً به .. أتخاف الله ..؟ .. قال : بلى والله … كان مؤشر سرعة السيارة كان قد تجاوز أكبر رقم على لوحة السرعة ، حتى كاد الشرطي أن يجن !! في الساعات الأولى للفجر كان على مشارف المدينة .. كان يستمتع طول طريقة بغناء أم كلثوم " أنسـاك " .. ولـ فيروز .. وللـ قباني الذي غرد وهو يردد قصائد في شريط حصل عليه من فتاته في الرياض .. !! مدينة السور الأبيض , مدينة الذكريات .. اليوم يصلها من جديد .. بعد غياب .. ما أجمل الأشجار .. ينظر إليها .. يتأمل ذكريات بين أشجارها .. وهذا الفندق الكبير الذي كان الوحيد الخمسة نجوم .. وصل بيت الزعيم .. وجد والدته " ست الحبايب " تنتظره .. في السابعة صباحاً .. قبل يدها والجبين واتجه إلى غرفته بعد الساعة لينام .. فوجد هاتفه في ذات المكان الذي تركه فيه في آخر زيارة .. أمسك السماعة وبدأ بالضغط على الأرقام .. المتجهة إلى الرياض ! أجابت والدتها .. ساد الصمت في أسلاك الهاتف .. ماذا سيقول ..؟ .. أغلق السماعة معتذراً من والدتها في نفسه ! في الظهيرة .. استيقظ وشارك الزعيم والعائلة طعام الغداء .. وأخيه الصغير بجانبه .. يمازحه ويحمد الله أنه بخير ! لقد أخبره الزعيم وهما يتناولان فنجاني القهوة لوحدهما .. أن أخيه بخير وأن التشخيص جاء مطمئناً حيث أن المستوى المرضي لا يحتاج زراعة بعمل جراحي .. بل علاج وتغذية خاصة وسوف يزول .. إن شاء الله بعد يومين أمضاها بين أفراد عائلته .. اتجه إلى المدينة الساحلية .. على شواطئ البحر الأحمر .. كان برفقة عمه الشاب الذي رتب سهرة في إحدى الشاليهات شارك فيها فتايات ليل .. عمه الذي استفسر منه بعد استغراب من رافقهم في سهرة شتوية ماطرة .. أجابت عيناه بالعشق .. بالحب .. بالوفاء .. يا جاهلين الهوى !! ضحكوا طوال السهرة .. سأله عمه عن حبيبته وأنه مستعد لخطبتها غداً إن شاء .. ومستعد لأن يدفع مهرها مهما كان !! رفض العاشق أن يخبره .. انتهت السهرة التي كانت من أجل وصوله .. انتهت بعدما أطرب شعراً وحواراً كل من شاركوه السهرة . تقدمت منه (رحمه) معترفة له .. مقسمة بربها .. أنها لأول مرة تشارك بسهرة من نوع رفيع .. كانت معجبة بهذا الشاب الذي لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره .. بذوقه .. بأسلوبه .. بعشقه .. كانت تردد معه قصائد القباني في حوار الحب وقصائد حافظ إبراهيم وعمر أبي ريشة في حوار السياسة .. كانت تحاول أن ترقص مع ألحان فنان العرب .. ولما بدل الشريط وأدار أغنية فنان العرب (( جتني )) راح يشرح لها معاني القصيدة .. وكانت تذوب مع المعاني الرقيقة .. فبادرته رحمة بسؤال .. سألته هل يحب .. فضحك كثيراً ..!! أجابها : إنه أسير الحب .. وفارسه في ذات الوقت .. لم تكن في المستوى الذي يسمح لها بأن تسأل كيف يصبح الفارس أسيراً لذات الشيء! في الصباح حضرت له (رحمة) كوباً من القهوة .. و رحمة هذه في الثانية والعشرين من عمرها مغربية الجنسية ، متزوجة من سعودي يبلغ من العمر قرابة الخمسين ..!! تقدمت منه رحمة .. التي كانت معجبة به لدرجة أنها في ليل الأمس قبلته بدون أن يشعر حين وقف على شرفة الشاليه ينظر إلى سحر البحر ليلاً .. ودعته .. و طلبت منه ألا ينسى هذه السهرة .. فهي لن تنساها ما دامت على قيد الحياة .. كان ممسكاً بكأسه , يفكر بزهرة السوسن .. يتخيل .. ويسأل هل نامت الآن أم ما زالت تفكر فيه .. ؟ نعم كانت تفكر في عودته .. اشتاقت له .. وهو الذي كان يتناول طعام الغداء في يوم السفر قبل أيام ستة في منزل عائلتها ! اتصل صديقه سعد .. وسأله عن إجازته الشتوية .. التي لم يدفن منها سوى أيام .. ونقل له أشواقها .. التي كانت تلألأ في عينيها .. نقل عنها كيف تنازل الشوق في كل لحظة .. ذات الشعور الذي كان يحمل .. فقرر العودة في منتصف الليل إلى الرياض .. وجهز قريبه فيصل نفسه ليكون رفيق درب العودة مستغرباً أنه أنهى إجازة الشهر في أسبوع !! كان البرد قاسياً .. فكانوا في منتصف الشتاء .. شتاء يعرفه جيداً .. ولكن قراره كان السفر في منتصف الليل وساعدته سيارته الألمانية على السير في هذه الأجواء رغم أن والدته طلبت منه الانتظار حتى الصباح .. ولكنه ودعها .. وودع باقي أفراد العائلة وطلب منهم أن يبلغوا سلامه للزعيم الذي لم يكن في المنزل في ساعة السفر ! عاد إلى الرياض ، كان يقود سيارته بسرعة هائلة وكان رفيقه يطلب منه أن يهدأ من سرعته ولم يكن ينصت ، كان يريد الوصول إلى الرياض بأسرع وقت .. أوقفه رجال أمن الطرق .. في الطريق السريع .. حتى تهدأ العواصف التي قلبت حتى المركبات الكبيرة .. لكنه باغتهم وأكمل طريقه ! دخل المنزل ، كانت تركض باتجاهه مسرعة الخطى وألقت عليه السلام ولولا وجود بعض ممن في المنزل حوله لاحتضنها ..!! كان نائما في مجلس الضيوف وأيقظته لتناول طعام الإفطار معها ومع والدتها ، وقالت له ألا يخبر والدتها بأنها أيقظته وأن يدعي بأنه استيقظ لوحده كان متعباً وبحاجة للنوم ولكن ابتسامتها انتشلت كل التعب وإرهاق السفر من جسده ورفع رأسه إليها : ليس أجمل من أن تستيقظ لترى شفتي حبيبتك مبتسمتين ، ليس أجمل من أن تصحو على قبلة حبيبة ( و لكن هذه الأخيرة مؤجلة حتى إشعار آخر ) ثم ضحكا معا ، وتناولا طعام الإفطار وطلبت والدتها منه أن يرافقهم إلى الكويت حيث سيمضون عطلة الشهر المبارك هناك عند بعض الأقرباء ، فتجهز للسفر في اليوم التالي .. ووقفت سيارات ثلاث أمام المنزل .. تقل ثلاث عائلات .. تود الهرب من الرياض لأيام قلائل.. !! كان الجميع محتارا في اختيار السيارة التي يركب ، فنادى عليها و على ثلاث من أخواتها أن يستقلن سيارته .. مازحاً أنها الأحدث و الأسرع .. لم تنتظر ونادت أخواتها الثلاث إلى سيارة حبيبها .. !! كان يتمنى لو تجلس في المقعد الأمامي بجانبه ولكن أخيها الشقي الذي يصغرها بالعمر ، والذي تعلق به كثيرا جاء وجلس في المقعد الأمامي ، وبعد أن تجاوزوا الحدود وصار الجميع داخل الكويت .. وفي ذاك المنزل ، وصاحبه الذي يكون خالاً لهما معاً ، ألقى بالتحية على الجميع وعاد إلى الرياض بعد أن تناول طعام الإفطار الرمضاني ! مضت خمسة عشر يوماً .. لم يكن يستطيع أن يتصل بها .. فقرر العودة إلى الكويت .. وفي صباح العيد اتجه إلى المنزل الذي كانت تقطن فيه مع عائلتها وبارك للجميع بالعيد وفي المساء يتجه إلى الصحراء السعودية حيث الأصدقاء الذين قرروا أن يمضوا هذه الإجازة في الصحراء يستغلون زيارة الربيع السريعة .. إلى صحراء نجد ! بعد أيام عاد الجميع إلى الرياض ، وفي ليلة باردة نوعا ما ، تحولت فجأة إلى ليلة من ليال صيف الرياض ، تحدث إليها مذكراً إياها بحديثهما عن الزواج فقد حضر الزعيم وقد قرر أن يحادثه. هو : لقد حضر والدي .. وسوف أحدثه غداً هي : تحدثه عن ماذا ؟ هو : اسمعي .. يجب أن نتزوج .. يجب أن نكون معاً في واحة نملأها حب وسعادة هي : حبيبي .. هل تعتقد أن عمي سيوافق أن نتزوج ؟ .. ما زلنا صغار .. أنت لم تصل الخامسة والعشرين بعد ! هو : لقد قررت .. المهم أنتِ موافقة أن نتزوج في 15/08/--19م هي : يا مجنون .. حددت التاريخ أيضاً .. هو : نعم .. حددته .. سيكون مولدك وليلة العمر .. في تاريخ واحد ! هي : دعني أفكر .. هو: تفكرين بماذا ؟ .. هل يحتاج الأمر لأن نفكر ؟ هي : ودراستي .. ؟ هو : سوف تكملين دراستك .. ثم أن الزواج سيكون في الصيف هي : اسمع .. اذهب الآن .. وافعل ما تشاء .. الفتيات في الصالة ويجب أن اذهب إليهن .. فقد لاحظن غيابي الآن ! هو : سوف أرافق خالي إلى الزعيم ونتحدث معه .. مع السلامة كررت موافقتها وبفرح شديد .. تم كل شيء ، ووافق الجميع ، لم يكن أحداً ليعترض ، فهو ابن الزعيم وهي أقرب فتاة إليه .. لقد تربيا كأنهما في بيت واحد ، ثم أن أغلى الرجال كان يتمناه زوجاً لها .. وافق الزعيم وقد قرر أن يكون الفرح في بيته حيث مدينة الذكريات .. لم يهتم لمكان الفرح .. وقد فرح بأن مدينة السور الأبيض سوف تشهد فرحته الكبرى ! كان يوم مولدها مطابقاً للتاريخ الذي حدده .. قرر أن يكون العيد الأغلى والليلة الأجمل في ذات التاريخ .. فأقنع الزعيم والشيخ الأكبر على أن يكون الفرح في 15/08 متعذراً بعمله وأن هذا التاريخ الذي تبدأ به إجازته وكان حظه طيباً أن اليوم في هذا التاريخ يصادف يوم خميس .. اليوم التقليدي لأفراح السعوديين ! بعد أيام .. صارت زوجته شرعياً .. حسب عقد النكاح .. ولكن هناك شيء .. خط أحمر ! لم يعد قادراً على رؤيتها .. من الآن حتى تاريخ الزواج .. !!! رباه .. إنها خمسة أشهر .. !! بعد انتهاء الفصل الدراسي .. غادر أغلب الأقرباء إلى مدينة الذكريات لحضور الزواج .. وغادرت هي أيضاً ! كان الطريق بين الرياض ومدينة الذكريات سعيداً جداً .. فهذه أجمل عروس تمر في طريقه الطويلة .. ودعها هاتفياً قبل السفر .. كان يحاول أن يقنعها بأن تقابله وكانت ترفض .. ما أغبى هذه التقاليد !!! بقي الهاتف .. وسيلة الاتصال الوحيدة بينهما .. كان يكتب ويردد ما يكتب على الهاتف .. وهو في صيف الرياض وهي في مدينة الذكريات ذات الجو المعتدل الرائع ..! في ذاك المبنى الضخم .. مكان عمله .. كان مديره العربي الأصل .. الأمريكي الجنسية يبتسم كلما مر بجانبه ورآه شارد الذهن لا يهتم بما يحتوي مكتبه من أوراق .. كان يدعوه للغداء .. ومرة دعاه لحضور الاحتفال بمناسبة مولد ابنته الطفلة الجميلة كان يعرف العائلة .. وتقاليدهم وطقوسهم .. فراح يشارك الزوجة في حديقة المنزل في شواء اللحوم الأمريكية ، وكان زملائه من السعوديين ينظرون إليه باستغراب ..!! كان يمازحهم ضاحكاً : هل أجلب لكم الدلة والتمر .. والجميع يضحك ! كانت الأيام تمر عليه بطيئة .. ثقيلة .. أمضى أكثرها في بيت خاله الذي كان يوقظه في الليل ويطلب منه أن يرد على الهاتف ! خاله كان يعلم أن ابنة أخته هي من تتصل في هذه الساعة من الليل ولكنها أبت أن ترد عليه حتى حين لفظ اسمها وأخبرها أنه في المستشفى مرافقاً لابنه المريض .. اتصلت بأربع مستشفيات في الرياض .. تبحث عنه .. ووجدته .. إن من حسن حظها أن المريض كان ابن خالها كما أخبرها خالها الذي راحت تستمع لكلماته بدون أن يسمع صوتها ! رد ابن خالها على الهاتف .. المريض مستيقظ .. والمرافق نائم .. في الحقيقة المريض كان طفلاً يبلغ الرابعة عشر من عمره وسبب استيقاظه في الثانية بعد منتصف الليل ليتابع كيف خسرت البرازيل أمام دولة افريقية .. أيقظه .. وهو لا يعرف من هذه التي تطلبه في هذه الساعة .. كان مهتماً بالمباراة أكثر من أن يسأل ! وراحت تصف له منظر الناس في بيت الزعيم والأفراح .. كانت ترفض الذهاب إلى هناك لكن أختها كانت تصف لها ما يحدث ! أضحكته كثيراً .. كيف اتصل بها الزعيم مستفسراً لماذا لا تحضر إلى بيته وهو عمها .. كان الخجل يعتريها لم ترد إلا بـ : إن شاء الله طال عمرك .. ابشر إن شاء الله .. كيف رد عليها خالها .. وراح يخبرها أن حبيبها في المستشفى .. وكادت تصرخ .. من الخوف إلا أنها بقيت صامتة ! خالها هذا عاش في أمريكا .. وأنجب إحدى بناته الثلاثة الرائعات هناك .. لم يكن يعترف بأي تقاليد تناقض المنطق ! خاله هذا قدوة له في كل شيء إلا في أمر واحد لا يعلمه سوى خاله .. يتمنى أن يكون مثل خاله في كل شيء إلا ذاك الأمر .. كان يريد أن يكون مثله في إتقانه لعمله الذي تجاوز العشرين عاماً في الشركة البترولية ، شاعراً نبطياً يحافظ على إرث الأجداد وأديباً روائياً .. عاشقاً مغروراً .. محامي المرأة .. الذي يبدأ كل حديث في الفلسفة حتى مع من يجهلون من يكون سقراط هذا !! خاله الذي لم يتمكن من مشاركته الفرح الأكبر .. كان خاله على متن طائرة غادرت في منتصف ليل الفرح الأكبر من باريس إلى نيويورك في رحلة عمل ضمن وفد رسمي .. فلم يستطع الاعتذار سوى من هذا الشاب الذي حاول جاهداً أن يحضر خاله !! نكمل لاحقاً .. نهاية البداية ... تحياااااااااتي
|
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على جدار الزمن الغادر .. كتبت نهايتي ..!! | الفارس الملغمق | الخواطر | 15 | 02-03-2009 02:45 PM |
×?°إلى من كانت حبيبتي ×?° | صبي ذات العلب | الخواطر | 3 | 11-24-2006 08:08 PM |
لم أعرف بدايتي من النهايه...ولكنني تعلمت من غدرها الكثير.. | >> لاري << | عطر الكلمات | 5 | 04-10-2004 12:58 AM |
بدايتي معكم .. نهاية .. قصتي .. | همسة امل | عطر الكلمات | 13 | 04-12-2003 02:13 PM |