الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-19-2011, 04:15 PM
مستشار إلمدير العام
ابوفهد العمري غير متصل
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 17199
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 فترة الأقامة : 5507 يوم
 أخر زيارة : 11-10-2023 (10:36 PM)
 الإقامة : الخميس
 المشاركات : 76,347 [ + ]
 التقييم : 287
 معدل التقييم : ابوفهد العمري is a jewel in the roughابوفهد العمري is a jewel in the roughابوفهد العمري is a jewel in the rough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ايام من الذكريات !



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يسعدني ان اضع امامكم ايام من الذكريات لعل منها الفائدة للاجيال الحاليه .
وسبق وان وضعتها في قسم الحوار على هيئة اجزاء ثم بناء على اقتراح البعض بان تجمع وتكون في قسم المواضيع العامة فقد جمعتها هنا .
ارجو من المشرف تثبيتها .


اليوم الاول :


انها الذكريات تجبرك احيانا ان تبوح بكل ما في صدرك عن كل شيء / نعم عن كل شيء / وما اجمل الذكريات .


في يوم من الايام شاء الله تعالى ان تأخذني قدميّ الى قمة اعلى جبل يحيط بقريتي وبالقرى المجاوره .
والتي اعتبرها جميعها قريتي وناسها اهلي وجيراني وربعي هكذا علمني ابي كما علمه ابوه مع العلم ان بهذا الوادي اكثر من قرية تتبع لأكثر من قبيلة من قبائل بني عمرو . .... المهم .

ما ان وصلت تلك القمة حتى اعتليت تلك الصخرة ثم جلست لالتقط انفاسي ولأشرب من الماء الذي كان معي وبعد استراحة قصيرة جلست ثم بدأت اتأمل الارض من حولي .
قرى شبه خالية الا من حركة بسيطة جدا لسيارة عابرة او شخص يتبع قطيع بسيط جدا من الاغنام قد يكون ذلك الشخص ليس بسعودي ولكنه هنا ( راعي ) .
حزنت كثيرا وتألمت اكثر وتحسرت على ايام وايام كان لهذا الوادي سمعته وقوته وخيراته .

فالفواكه بانواعها من العنب الى الخوخ ( الفركس ) الى التين الشوكي ( البرشومي ) والتين العادي ( ثمرة الحماط ) وغيرها من الفواكه الصيفية الجميلة .

وكذلك اشتهر هذا الوادي بحبوبه المعروفه والمشهورة فالذرة ( القشاش وهو من افضل الحبوب وكذلك المطول ) ومن البر ( المابي واليعبي وهو مشهور على مستوى المنطقة و وكذلك الخولاني وهو اقل منها جودة وهو ينتج كثيرا في العثري )

ومن هنا سرحت بي الذاكرة فعدت الى الوراء ( 50 ) سنة تقريبا عندما كنت في السابعة من العمر وكنت اجلس هنا فارى البشر وهي تتحرك كا النمل في طرقات القرى و بين المزارع وفي سفوح الجبال ما بين ذاهب وأآت وطالع ونازل بملابسهم البسيطة جدا .
فالرجال والشباب كل واحد لابس ثوبه الرث ومحتزم بشفرته في وسطه ومعتصب بدسماله ورافع ثيابه الى نصف الساق منهم من يقود ثوره الى العمل او يسوق جمله ليحمل عليه الصرام او العلف او ينقل عليه ( الدمن ) اكرمكم الله ليسمّد به مزرعته .
والنساء وهن يرتدين ملابسهن (القناع المداخل ) على الراس معتصبة بالمنديل بعد ان تكون وضعت شيئا من الريحان او البرك او كليهما ( الصمائد ) لتحافظ على الرائحة الجميلة .
وكذلك البنات اللآتي لم يتزوجن وهن يرتدين المنديل الاصفر او الاحمر لتغطية الرأس وهذا ما يميزهن عن الكبيرات .
كان هذا هو حجابهن فقط غفر الله للجميع .

هذا يحرث وهذا يسقي وهذا يرعى وتلك تحصد واخرى تصرم والراعية او الراعي من بنات وابناء القرى سارحين باغنامهم عبر ( مساريب ) قريتنا ليذهبوا الى شرق الوادي حيث المراعي .
الجد فلان يسلم على جاره فلان ويسأله عن مزرعته عساها ماهي ضاميه ؟ ومتى شربه من البيئر او الكضامه ؟

والعم فلان يتبادل الكلام الطيب مع جاره فلان وهكذا الحياة .

ولما اقول جد وعم فنعم هكذا كنا ندعوهم من هو من اسنان جدي فهو جد ومن هو من اسنان ابي فهو عم هكذا علمونا وهكذا تربينا .
كم تذكرت الجد فلان او العم فلان وهو ينهرني من البقاء في الشمس او الغفلة عن حماية الطير او غير ذلك انهم كانوا مثل الاسرة الواحدة من اعلى الوادي الى اسفله وبمختلف قراه .

والجدة والعمه مع جارتهن يتبادلن الحديث وهن منهمكات في العمل المناط بهن وكل في مزرعتها .
شيء عجيب ينجزن العمل ويتبادلن الحديث وبينهن مسافة ليست بالقصيره .

تذكرت صلاة الجمعة والخطبة المعروفه والتي اصبح الجميع يحفظها عن ظهر قلب كان يتلوها على مسامعنا شيخنا الفاضل رحمة الله عليه واسكنه الجنه .

تذكرة صلاة العيد وفرح العيد وحفلة العيد في يرين ال (...... ) مجمع الوادي من بعد العصر والناس تحتفل فالعرضة ويليها اللعب والجميع حاضرون ليشاهدوا ويشاركوا بل يحضرون من القرى المجاوره لأشتهار هذا الوادي باحتفال العيد .
جالت بي الذاكرة ذلك الطفل المشاغب الذي يلعب بكرة القماش ( اللميا ) في اليرين او في اي مكان مناسب .

من يتابع الطيور لياخذ فروخها ويشويهم ويأكلهم ( انه الجوع لا احد يقول ياحرام ) ههههههه
تذكرت صياح ابي عليه والذي يملاء الوادي زمجرة ترتعد منه فرايصي فاجيبه وانا اسعى نحوه .
وامي وهي تأمرني ان اسقي بالماء او اتابع سيره من الكضامة الى المزرعة او احمل اخي الصغير على ظهري لحين ما تنتهي من عملها .

هناسقطت دمعة عفوية من عيني :
لأنها ذكريات جميلة جُلت فيها ومعها في القرية وكذلك في المراعي وسوف اضعها في جزء ثاني باذن الله تعالى ان اعجبكم هذا الجزء .
وهنا صحيت من ذكريات فانبت واستغفرت ثم دعوت الله ان يغفر للأموات ويرحمهم ويمتع الاحياء بصحتهم
ويجمعنا بهم على خير .


اليوم الثاني


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هنا وبناءا على رغبة البعض في طرح الجزء الثاني نقول :

وبعد ذكريات ذلك الطفل الصغير صاحب الوجه الشاحب والجسم النحيل والقدمين الحافيتين والشعر المجعد والذي لم يعرف الماء الا من مطر يهطل او سقوط في غدير اما غصبا او عمدا او ان تجد الوالدة يحفظها الله فرصة عند عيد الفطر او الاضحى لتدلق عليه شيئا من الماء مع ورق السدر للتنظيف وذلك قبل ان نذهب الى بيت الجد لنعيده ونفطر معه .

ننتقل الى ذكريات الشباب الاول ما بعد السابعه الى الخامسة عشرة تقريبا ذلك الشاب الذي لم يكن اسعد حظا من زمن الطفولة الا انه اصبح يُعتمد عليه في بعض الامور فهو الساعد الايمن للاب فبعد صلاة الفجر ينهض ليرافق الوالد ولكن ليس في نزهة او تسلية ولكن الى المزرعة فيحمل محراثا او مقرنة او مدماسا اويقود ثورا او يحمل ( ذرً ) وهي البذور التي تبذر في الارض .
ذلك الشاب المحتزم ورافعا ثوبه الى نصف الساق ومعتصبا بغترته الرثة مثل ثيابه وذلك اقتداءا بالاب .
لازلت اسمع تلك المقولة التي تقول (( المفشل فشل ) اي الي ماهو متحزم ورافع ثيابه ما يفيد في العمل .
مرت عليه ذكريات حرث الارض و( العُصبَاء ) اثنين من الجماعه يتساعدون فثوره مع ثوره وهو معه يعملون البلاد ويذرونها مرة لهذا واخرى لذاك .
احدهما يعمل والاخر ( يندل ) اي يبذر حبوب الذره . او يسفا بالحب اذا كان قمحا او شعير .
تذكرت حديثهما وما يتبادلانه من المزاح حتى يساعدهما ذلك على انهاء العمل .
النساء وهن ( يقصبن البلاد ) بعد تخطيطها من قبل الرجل ( برجله ليقسمها اصفاح وافلاي ).
تذكرت السوق وصوت الدرايه مع بداية السوق قبل بلّها بالماء لتصمت وتذكرت الغرب والثور وهو ينزعه من البيئر وتذكرت تعديل الماء .
جال في الخيال حماية الطير وصوت ( المفقاع ) و( طنين ) حجر المريمه وصوت الطير وهو يصر على اخذ نصيبه من البلاد وصوت الاهل وهم يحثوننا على منعه من ذلك .
اشياء واشياء متفرقه كثيره جالت في الذاكره يصعب علىّ جمعها لكم هنا .
مللت من ذكريات القرية فتوجهت الى ( الغثره ) اماكن الرعي خارج القريه .
وتذكرت تلك المراعي الخضراء والتي كانت تعج بالحلال من اغنام وابقار في الاودية وبعض الجمال تقتات على شجر الطلح وتذكرت صوت الماء وهو يجري في الاودية متصلا من الاشعاف الى بيشه قل ان تجده منقطعا .
ثم امعنت النظر فاذا بالمراعي لم تعد تلك المراعي فاصبحت ارض جرداء لا ماء ولا كلاء ولا حلال يرعى ولا بشر تسرح انها مقفرة تماما الا من ( القرود ) والتي لم تكن تتجراء تقترب من القرى .

اين ( العتم الاخضر واين العرعر والطلح والسدر والعرين والاثب والضرو ؟؟ ) اسماء اشجار كانت تشكل غابات والآن شاخت الى درجة الهرم فالامر لله .
اين صوت الطيور اين ( الحجل والحمام والدري والعصافير والصفيّا والغربان والاكوع ومصوع الضأن وغيرها )؟؟
هل هاجرت مع هجرة البشر ؟ الله اعلم .
تذكرت مسراح الغنم من مساريب قريتنا بالميئات هذه لأل فلان وتلك لفلان والاخرى لفلان تخرج من القرية بعد طلوع الشمس لتتفرق خارج القرية كل فريق مع بعض الصبايا مع بعضهن ويذهب الشباب مع بعض وكل همه كيف يرعى غنمه ويحميها من الذئب والذي لاتتوقع وقت هجومه .
تذكرت ماذا كان يأخذ الراعي معه انها ( الزويده ) عبارة عن حفنة من حب الذرة المطبوخ يأكلها طول نهاره حتى يرجع ويشرب من الانهار الجاريه .
وقبل الغروب تعود الاغنام من المراعي لتسمع ضجيج القرى والبيوت من اصوات ( البهم ) التي تنتظر امهاتها لترضع واصوات الامهات التي تتلهف لارضاع صغارها .

عند العوده يجب على كل راع ان يأتي بشيء من الحطب فالصبايا يحضرن ( حزم الحطب ) بكل قناعة ونفس طيبه والشباب يحضر معه عودا كبيرا ( كرتوع ) يصعب حمله الوقت الحاضر .

دار في الخلد اشياء واشياء كثيره ولكن لا اريد ان اشغلكم بها فماهي الا ذكريات شايب يطلب منكم الدعاء له بحسن الخاتمه بارك الله فيكم .

امل ان تستمتعوا بقراءتها وان اعجبتكم فلي عودة في جزء ثالث لأكمل لكم ذكريات الدراسة واي ذكريات واي حال الله المستعان .

والسلام عليكم .


يتبع ......









 توقيع : ابوفهد العمري


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
-( نوااااره - طيف الذكريات )- ليالي جنوبية قسم القرارات الإدارية 29 06-25-2011 11:36 AM
<>الذكريات ترهقني<> صمتي كلام عطر الكلمات 9 07-23-2007 11:27 PM
خيانة الذكريات ذات الشان مواضيع الحوار والنقاش 14 09-09-2006 11:17 AM
مرسى الذكريات... عيون المها الخواطر 9 09-18-2005 12:07 AM
الذكريات.... شايب الجنوب عطر الكلمات 4 06-01-2003 12:37 PM


الساعة الآن 05:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir