مخاطر الديون

مع الأزمة الاقتصادية العالمية ، أصيبت بعض الأسر بالشلل التام في مواجهة متطلباتها اليومية من المصروفات الضرورية ، كما تعثر بعض الشباب في تسديد قسط لشقة أو سيارة أو الاثنين معاً ، ويشعر بالعجز أمام تلال من الدّيون التي تطارده في الأحلام.

وأكدت دراسة سابقة لوزارة الشؤون الاجتماعية الهولندية بعنوان "ابق إيجابيا" وتهدف إلي توعية المواطن وتعريفه بمخاطر الدّيون ، أن نصف الأشخاص الذين يعانون من هموم الديون لا ينامون الليل بسبب التفكير في كيفية إيجاد حلول لمشاكلهم المادية.

وكشفت الدراسة عن معاناة الأشخاص الذين استدانوا من قبل ويعانون من الأرق والسهر ويخاصمون النوم بسبب التفكير في إنهاء مشاكلهم المالية وتسديد الديون المستحقة عليهم .

زوجة اقتصادية

وللمرأة دور في تخفيف هذا العبء على شريك حياتها إذا وقع في هذا المأزق ‏، لأن أكثر ما يورط زوجك في الديون هو الصرف بدون حساب وتقليد الصديقات في شراء الثياب والإكسسوارات دون الحاجة لذلك فتشتري أكثر مما تطيق، أو تستبدل سيارتها بأخري أكبر‏،‏ وأحيانا تغير أثاث المنزل إلى الأفخم‏، وكل امرأة تتصرف فى حدود إمكانيات زوجها المادية .

وعن كيفية تخطيط الميزانية المنزلية للحماية من الوقوع في شرك الديون تقول الدكتورة حسنة أمين أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة‏:‏ توجد وسيلتان للوقوع في الدين‏،‏ الأولي أن تنفقي أكثر من دخلك‏،‏ والثانية الانسياق في الشراء بالتقسيط.

ويشير خبراء الاقتصاد إلى أنه كلما زاد دخل الأسرة ازداد احتمال وقوعها في الدين تبعا لازدياد مطالبها وحاجاتها‏،‏ وانه حين يكون الزوج والزوجة كلاهما من أصحاب الدخل يكون دينهما أضعف من نظيره حين يكون الزوج وحده هو صاحب الدخل‏ ، ولمساعدة زوجك في عدم الوقوع في هذا الفخ عليك اتباع التالي :

- دوني دخل زوجك من عمله أو أي إيراد آخر ثم قومي بتدوين كل ما ينفق في الالتزامات الشهرية مع تبويب النفقات التي تدفع كل نصف سنة أو كل سنة كرخصة السيارة ومدارس وملابس الأبناء والمصيف.

- أجمعي كل المطلوب وضعيه أمام حجم دخلك فإذا وجدت أن التزاماتك تفوق دخلك فليس أمامك إلا أحد أمرين‏،‏ إما اختصار النفقات بإلغاء بعضها أو التخلص من كل رفاهية لمدة عام حتي تنتهي ديونك‏،‏ واحذري من الشراء الغريزي بغير تدبير سابق وضرورة استغلال فترات التخفيضات والتصفيات والاقتناع بقضاء الاجازة في البيت والاستغناء عن الكماليات حتي يمكن الوفاء بالالتزامات الضرورية‏.

- ضعي أمامك لافتة تقول إنك صاحبة التصرف في المال وليس المال هو المتصرف فيك وفي حياتك، وأن التقليد الأعمى للغير لن يفيدك حين تكثر ديونك‏،‏ والمرأة هي وزيرة اقتصاد منزلها والأقدر علي تكييف دخلها بعيدا عن المظاهر التي تثقل الأسرة بالديون التي تكون سببا أساسيا في الخلافات الزوجية نتيجة سوء التصرف وعدم الحكمة‏.‏

دور الزوج




والآن جاء دور الرجل الذي يحمل كل هذا العبء على عاتقه ، لذلك عليه أن يحسن التصرف في أمواله كى لا يحتاج إلى الدّين ويؤكد فيصل محمد كركري المتخصص في إدارة الأموال الشخصية بحسب جريدة "القبس" أن الديون ليست غاية بذاتها ، حتى بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون عليها ، بل هي مجرد وسيلة للوصول لغاياتهم، وبالتالي فإنهم يقعون فريسة لهذه الديون بسبب خلل في غاياتهم التي جرى وضعها بصورة سيئة.

وإذا كنا واحد من هؤلاء عليك التعرف على كيفية وضع الأهداف والغايات، لتقل الدّيون تدريجياً وتتخلص منها شيئاً فشئ ، وهناك عديد من الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها التخلص من الديون مهما بلغ حجمها ، وفيما يلي بعضا من هذه الوسائل التى ينصحك بها كركري :


1 - توقف حالا عن الاستدانة : مهما بلغت احتياجاتك ومبرراتك للحصول على الأموال عن طريق الاستدانة، فلا ترضخ لها، واعزم على العيش من دون أي دين مهما كان صغيرا، فإنك لن تنجح في التخلص من ديونك الحالية إن أنت واصلت إضافة ديون جديدة لها.

2 - حافظ على سداد الدفعات المستحقة : لا تسمح لدائنيك بإضافة فوائد تأخير عليك، فهي في النهاية دين، لكن من نوع آخر. إن استطعت أن تعيد جدولة ديونك بحيث تزيد مبلغ الأقساط الشهرية المترتبة على ديونك، فافعل ذلك ولا تتردد، فهذا الأمر سوف يسهم بدرجة كبيرة في سرعة تخلصك من ديونك، بل سيخفض الفوائد المترتبة عليها.

3 - سارع ببناء رصيد للطوارئ : قم ببناء رصيد للطوارئ بما يعادل راتب ثلاثة أشهر، وبالإمكان استخدامه لمواجهة أي طارئ قد يضطرك للاستدانة، وبالتالي فهو أحد خطوط الدفاع الرئيسية في مواجهة الحاجة للديون.



4 - طبق طريقة «كرة الثلج» : وهي الطريقة التي ابتكرها ديف رامسي صاحب كتاب (The Total Money Makeover)،و تتلخص هذه الفكرة بخلق تأثير مشابه لذلك الذي ينتج عن كرة الثلج، عندما تبدأ بالتدحرج صغيرة وتنتهي كبيرة جدا ، فالأمر نفسه يمكن تطبيقه على الديون، فيفضل البدء بالديون الصغيرة أولا، حيث أنه من الممكن التخلص منها بسهولة أكبر من الديون الكبيرة التي قد يتطلب التخلص منها سنوات عدة.

ومع كل دين جديد يتم التخلص منه، سوف تشعر بالفخر لقدرتك على هزيمة هذا الدين، وبالتالي سيتولد لديك حافز كبير لمواصلة المشوار، ودك حصون ديونك واحدا تلو الآخر.

تخلص منها بحسب نوعها




قبل الشروع بالتخلص من الديون، لا بد من إدراك أنواع الديون الواجب التخلص منها، يقسّم كثير من الكُتاب في مجال إدارة الأموال الديون إلى قسمين، ديون جيدة وأخرى سيئة، فعند قيامك بالاقتراض من أجل الاستثمار وتحقيق عوائد أكبر من تلك المستحقة عليك نتيجة لهذا الاقتراض، يمكنك تسمية هذا النوع من الديون دينا جيدا.

على سبيل المثال، إذا اشتريت عقارا يدر عليك دخلا إضافيا مستمرا، فعندئذ يمكنك تسمية هذا الدين دينا جيدا، أما إذا اقترضت من أجل أن تقضي فترة الصيف في إحدى البلدان الأجنبية، أو لشراء سيارة جديدة، فإنك تكون ضحية لما يُسمى بالدين السيئ ، من هنا نجد أن الفرق بين النوعين يكمن في الغاية المرجوة من استخدامهما.

إن مجرد إدراك الفرق بين هذين النوعين كفيل بأن يجعل منك مديرا حاذقا لأموالك، فمن خلال الإدارة السليمة لديونك تستطيع التعرف على أفضل الطرق والقنوات لتوجيه مصروفاتك، وتستطيع كذلك استغلال وضعك المالي وقدرتك على الاقتراض في بناء ثروتك الخاصة.

بالإمكان تشبيه من يقوم بتوفير أمواله والحرص عليها، ومن ثم صرفها على أمور استهلاكية، كالذي يلزم نفسه بعمل حمية غذائية قاسية، وفي الوقت نفسه يتناول ما لذ وطاب من أنواع السكريات والحلويات كلما حدثته نفسه بذلك.

منقول / صحيفة ضوء