عـاتب صديقك ولا تفقده ..‎

معاتبة الصديق أهون من فقدانه مهمــا صــفت النفــــوس تجــاه بعضهــا

ومهمــا تواردت الأفكــار والخواطـــر فلا بـــد أن يتخلل ذلك الصفــاء تشويـــش يعكــره حتى لو قل و نــدر

قد نخطـــئ في حق صديـــق ..حبيب ..قريب

وقد يخطـــئ علينا الغيـــر

ولكـــن أيـــن التسامح من هذا الخلاف..؟!

لماذا نسامـــح..؟!!

نسامـــح لأننا نحب بصدق فمن نحبـــه نتمنــى أن تستمر علاقتنا معه

نسامــــح لأن قلوبنا بيضاء ولا تلبث بعد فترة قصيرة من الخلاف أن تنفث غبار غضبها مع هبات النسيان..

متــى نسامــــح؟

نسامح إذا استحق مغضبنا التسامح واثبت لنا باعتذاره ندمـــه وتأسفـــه

وليس عيبا أن نعتذر بل الاعتذار من أجـــل الأمور التي ترفع مقامات البشر

فالشاعر يقول :

يستوجب العفو الفتى إذا اعترف *** وتاب عما قد جنــاه واقترف..

أما إذا تعالت نفسه عن الاعتذار..

فتسامحك هنا فضيلة تتميز بها وتترفع عن تفاهات الأمــــور..

وقدرتنا على التسامح تختلف باختلاف الجرح الذي تعرضنا لــــه..

فجرح الخيانـــة مثلا قد يجعلنا نتحامل في قلوبنا ونرفض السماح لفترة طويلــــة

..

ولكـــن في الأخيــــر..

نحس بطعـــم التسامح وجمال معناه عندما يآلف بين قلوبنا ويمحي من ذاكرتنا

مواقف كنا نتمنى نسيانها..

فما أجمـــل التسامح حتـــى لو سبقـه العتب ..

قال أبوالدرداء : معاتبة الصديق أهون من فقده..