بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة ان ابناءنا بأمس الحاجة الى مساعدتهم على تحقيق اهدافهم ولكن كيف يتم ذلك ؟
لو اردنا ان نقسم المسئولية في ذلك على الجهات المعنية من الاسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع لوجدنا ان هذه النسب متفاوتة وهذا من وجهة نظري الخاصة .
فالاسرة يجب ان تتعامل مع الابن او البنت حسب ميوله ورغبته منذو الصغر وان تعرف هذه الاسرة كيف يفكر الابناء ذكورا واناثا و بماذا يرغبون تحقيقه ثم يتم تسييرهم ومساعدتهم على ذلك وان يترك لهم حرية التفكير دون ان نفكر نحن لهم وانما يوضح لهم الاخطار والمشاكل المحتملة وفق خبراتنا الحياتية وان نتركهم يتحملون مسئولية عملهم وتفكيرهم وان لانجبرهم ان يعملوا بفكرنا فاذا كان احدهم يرغب التخصص الفلاني ونحن نرغب التخصص الاخر فلنتركه واختياره لانه لن يفلح اذا لم يكن من اختياره واذا كان يرغب مواصلة التعليم فلا نجبره على تركه والانخراط في الوظيفة والعكس اذا كان لايرغب مواصلة التعليم ونحن نريده طبيبا او مهندسا فلن يفلح الا من رحم ربك وعليه قس كثيرا من الامور التي للاسرة دور فيها .
اما المدرسة فارى ان مسئوليتها وفق السياسة التعليمية الحالية محدودة جدا حيث مهما بلغ ذكاء الطالب او ميوله فانه لايهم المعلم بقدر ما يهمه انهاء المنهج المحشو من الكلام والمطلوب من المعلم تغطيته بغض النظر عن متابعة ميول طلبته ومن منهم يرغب الشعر او الرسم او القراءة ....الخ . ومن هنا يكون دور المدرسة شبه محدود .
وللمسجد دور مهم اذا احسن الاستفادة منه فلامام والجماعة لهم دور في توجيه سلوكيات الابن الاسلاميه وحلقات تحفيظ القرآن لها دور عظيم في تهذيب اخلاقيات الابناء وكذلك حلق الذكر.
كذلك المجتمع فالمجتمع المترابط والنظيف المستقيم ينتج ابناءا لهم تفكيرهم السليم وتوجههم الصحيح والعكس بالعكس .
ويبقى بعد ذلك كله دور الابناء في تحقيق اهدافهم حسب ما تم توجيههم اليه من العناصر السابقة .
الخلاصة ان دورنا يجب ان يكون توجيه ومراقبة غير مباشرة وان نكون جاهزين للتدخل في الوقت المناسب مع تركهم يتحملون نتائج اعمالهم حتى اذا بلغوا سن الرشد واذا لديهم رصيد من الخبرة في الحياة تساعدهم على مكابدة الظروف واجتيازها بنجاح .
هذا والله اعلم والسلام عليكم .