التاريخ يعيد نفسه يا أبطال بني عمرو

عندما تدق طبول الحرب وينادي منادي الوطن ويظهر دخان الغدر والخيانة وعدم احترام الجوار من أي ثغرة من ثغرات الوطن العزيز المترامي الأطراف يجري في عروق المواطن الوفي الحمية العارمة ويزف نفسه الطاهرة فداء للوطن العزيز وحماية لترابه وحكومته وشعبه ويسير الأبطال زرافات ووحدانا نحو ميدان الشرف وموطن الشهادة ومكان العزة لدرء المعتدي والضرب على يده بشهاب من نارالبطولة ولهب من وهج الاستبسال فإذا الجراح النازفة زغردات صبايا تزف عريسا مبتهجا بأوان زفافة وإذا الموت دون الوطن أمنية تتخطى عرائس الأمنيات .
إن التسلل الحوثي القبيح الذي أراد أن يمد يده على بعض ذرات من تراب مملكتنا الحبيبه إنما كان صوت قبح دوى في أذن كل مواطن سعودي فهب كل حسب قدرته وحسب المطلوب منه ولاة أمر وقادة جيش ورجال أمن ومواطنين ذكورا وإناثا صغارا وكبارا .
وما كان لجيشنا الباسل أن يتردد لحظة واحدة في دحر المعتدي وإرغام أنفه في تراب أرضه لئلا ينجس تراب بلادنا الطاهر .
وما أن أعلنت القيادة العليا نذير الدفاع عن الوطن حتى هب رجال جيشنا الأبطال كل يتمنى أن يسبق أخاه في بذل مهجته دفاعا عن عزة وكرامة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي ومقدساتها وجبالها وسهولها ووديانها وهضابها وصحاريها فرمالها أغلا من الذهب وحصاها أعز من نفيس الألماس
وكان من أول من وقع شهيدا ووقع أسيرا ابطال من قبيلة بني عمرو المعطاءة وكان هذا وسام شرف على صدر كل عمري وتاج فخار على جبين كل عمري بل على جبين كل مواطن يعتز بوطنه وببني وطنه .
وليس هذا بغريب على أبطال بني عمرو القبيلة الشجاعة ذات الوقائع المشهورة في إنصاف المظلومين ودحر الظالمين وما موقفهم من شريف لية الذي اختطف بنت أحد رجال قبائل الجنوب ولم يستطع ابوها استنقاذها منه ولم تقبل أي قبيلة من القبائل الأخرى مع ما فيها من البطولة والأبطال أن تعمل شيئا من النصر قلما استنجد برجال بني عمرو جهزوا جيشاباسلا وهجم على قصر شريف لية وأنقذ البنت وكسرسطوة الشريف وجيشه كما أن رجال بني عمرو هم من كسروا شوكة الأتراك في منطقة عسير وأرغموهم على التواري في قواعدهم حتى حان رحيلهم
إن أبطال بني عمرو إن يقدموا أنسهم دفاعا عن وطنهم فإنما يترجمون عادة تعودوها ويحيون ذكريات بطولات سطروها تحت مظلة قيادتنا الرشيدة وحكومتنا السديدة
إن ثنائي على أبطال بني عمرو لايقلل من قيمة إخوانهم الأبطال في قواتنا المسلحة من أبناء وطننا الغالي وإنما ثناء على من يستحق الثناء والله من وراء القصد
تحيا قيادتنا الرشيدة وتسلم أرضنا العزيزة ويسلم جيشنا المظفر وشعبنا الأبي .

وكتبه / د. عبد الله بن أحمد بن محمد قصاد العمري
الرياض 28/11/1430هــ .