دانة" عمرها 3 أعوام ..."تداوم" مع والدها وترافقه إلى "المحكمة"

القضاء فرق بين أبويها بعد زواج استمر 12 عاماً ... "دانة" عمرها 3 أعوام ..."تداوم" مع والدها وترافقه إلى "المحكمة"
الرياض - سعد الغشام الحياة - 07/06/08//

بابتسامة طفولية رُسمت على محيّاها البريء، تواجه «دانة» ما يخبئه المستقبل المجهول الذي ينتظرها، إذ تحرص الطفلة ذات الأعوام الثلاثة على الحضور بشكل يومي مع والدها إلى مقر عمله في جمعية الثقافة والفنون في الرياض، حاملة حقيبة صغيرة تحتوي على عدد من الألعاب الصغيرة، التي تلهو بها، بعد أن حرمت من عناية أسرتها واهتمامها، لتكتفي بقولها «جزاك الله خير» لكل من يقدم لها لعبة أو مساعدة، لكنها لا تجد سوى حضن والدها لترتمي فيه إذا غلبها النوم.
أصبحت الطفلة دانة وشقيقتها وئام (10 أعوام)، تصارعان ظروفاً صعبة فرضها انفصال والديهما منذ عام ونصف العام، بعد زواج دام 12 عاماً.
الظروف ذاتها أجبرت والد «دانة» محمد العمري على رعاية طفلتيه بنفسه طوال الفترة الماضية، باصطحابها إلى كل مكان يذهب إليه حتى عند توجهه إلى عمله، إلا أن «وئام» تبتعد عنه لساعات معدودة في الصباح، أثناء وجودها في مدرستها الابتدائية شرق الرياض، لتعود وتكمل بقية يومها معه.
يقول العمري: «لا أريد فراق زوجتي وهي كذلك، لكن التدخــلات الأسرية عجّلت بفراقنا ليكون الضحية هاتين الطفلتين الصغيرتين، وأنا أقوم على تربيتهما بنفسي وأصطحبهما لكل مكان أذهب إليه».
وعلى رغم الحياة المأسوية التي تعيشها «وئام»، إلا أنها استطاعت التفوق في دراستها، وقاومت الظروف القاسية ببراءة، بيد أنها تعرضت لمشكلات نفسية كما يؤكد والدها.
ويضيف العمري: «اضطررت إلى نقلها لأجدادها من أبيها في منطقة القصيم، لتعيش هناك إذ لا يستطيع أن يصطحبها في تنقلاته المستمرة في عمله وبين المحاكم، كما لا يستطيع إبقائها في المنزل بمفردها، أما «دانة» فلا تريد أن تفارقه، وترفض العيش مع أي شخص سواه».
وزاد في حديثه إلى «الحياة»: «لك أن تتخيل موقف طفلة لا يتجاوز عمرها ثلاثة أعوام تحتاج إلى الرعاية المستمرة والحنان الأسري، وهو ما لا تجده حالياً، على رغم ما أوفره لها من متطلبات الطفولة من ألعاب، كما أنها تعاني من التعب والإرهاق من الوقت الطويل الذي تقضيه معي عند تنقلاتي في عملي ومراجعتي للمحاكم الشرعية والإدارات الحكومية التي أتظلم فيها».
ولفت إلى أنه يتقاضى راتباً شهرياً لا يتجاوز 2500 ريال يذهب أكثر من نصفه إيجاراً لشقة مفروشة يعيش فيها حالياً مع بنتيه.
وأكد أنه تم التسرع في الحكم بفسخ الزواج، ولم يمنح فرصة للتوفيق بينه وزوجته، ومراجعة الحكم الصادر بحقهما، مطالباً الجهات المختصة بالنظر في معاناته وإعادة النظر في قضيته وفتح ملفها من جديد ومحاسبة المتسببين في هدم حياته وتفريق شمل أسرته ومعاناة طفلتيه، لافتاً إلى أنه تظلّم لحقوق الإنسان وللقضاء، ولكن من دون جدوى وسيطرق كل الأبواب التي تعيد له حقوقه وحقوق طفلتيه.
المصــــدر ..!