المنبهات العصبية المركزية وأخطارها

المنبهات العصبية المركزية وأخطارها =


كثيراً ماسمعنا حين كنا طلاباً في الجامعة أن أحد زملائنا قد أسعف إلى أحد المشافي إثر نوبة ما أو فقد للوعي أو شديد أصابه وذلك أثناء فترة الامتحانات وما يرافقها من ضغط نفسي شديد أو توتر،وكان ظنّنا حسناً وقتها بأنه يسعى للتفوق،لذلك أرهق من كثرة المذاكرة أو قلة الطعام أو النوم بسبب سعيه للحاق بركب المتفوقين وما يقدمه من رضى عن الذات ورضى الأهل.
ولكن ما لم نكن نعرفه هو أن أسباب هذه الانهيارات المفاجئة وحتى تغير السلوك لديهم هو تناول بعض أنواع الأدوية المحظور استخدامها بدون إشراف طبي،وفي الحقيقة اعترف لي بعضهم فيما بعد بتناولها وشرائها بطريقة غير شرعية.ولعل أهم هذه الأدوية ما يطلق عليها(المنبهات القشرية النخاعية) وخاصة ما يعرف بالأمفيتامين Amphetamine/أو المركب المشابه/Methamphetamine/.
استخدم هذا المركب لأول مرة أساساً لمعالجة الربو أوائل القرن الماضي ثم اكتشفت خواصه لإنقاص الشهية والتحكم بالوزن ولتحسين أداء الفرد على المستوى الفكري والنشاط الجسدي وخاصة لدى الطيارين العسكريين لزيادة اليقظة أثناء الحروب.


التأثيرات المباشرة:
1. يقظة زائدة.
2. تركيز.
3. ابتهاج.
4. سرعة كلام
5. ثقة زائدة.
فيزيولوجياً:يرفع المستويات خارج الخلوية من الدوبامين والنورإبينفرين والسيروتونين وهي النواقل الأساسية في الجملة العصبية.
التأثيرات الجانبية(وذلك باستخدامه بالجرعات الدوائية وليس الزائدة):
دوار-نقص شهية-ابتهاج-زيادة نشاط كلامي-عدوانية-توسع قصبي-احتقان أذن أنف حنجرة
وبالجرعات الأكبر:فرط نشاط درق-تسرع قلب-توسع حدقة-فرط حيوية ثم إنهاك،وهذه يمكن أن تعاج بالكلوبرومازين.
الاستخدام على المدى الطويل(أو سوء الاستخدام):
رجفان،قلق،اضطراب نوم،توتر، جفاف جلد،فرط استثارة،زلة تنفسية،اضطراب هضمي،إضعاف الجهاز المناعي،اكتئاب؛وحتى السكتات الدماغية والمشاكل القلبية والكبدية والرئوية،ثم التقهقر الفكري والفصام والعدوانية.



الإدمان:
اللاثباتية-تشوش-ذعر-الارتياب-الهلوسة-الذهان.
ومن الجدير بالذكر أنه دواء شديد الاعتياد وتطور الإدمان عليه سريع جداً،وسحب الدواء ليس خطيراً من الناحية الفيزيولوجية( ولكن يسبب بعض الأعراض النفسية كالاكتئاب والارتياب )وهو سلاح ذو حدين فمن جهة يبشر المريض والطبيب بعدم حدوث مشاكل جدية نتيجة إيقافه وليس كما يحدث مع باقي الأدوية المحظورة ومن جهة أخرى يدعو المستخدمين المزمنين لإعادة الجرعة بشكل متكرر ظناً منهم بأنهم يستطيعون التوقف متى أرادوا ويؤدي إلى حلقة خطيرة ومنها تورط المستخدم في أدوية أخرى لتخطي آثار إيقاف الدواء.
أما الآثار الضارة الأخرى فهي تتعلق بطريقة تناوله مثل باقي المركبات المحظورة مثل إنتان الأوردة وخطر الجرعة الزائدة والآفات الفيروسية الخطيرة نتيجة الحقن الوريدي كالتهاب الكبد و الايدز، ويجب تحذير المرضى لعدم خلطه مع باقي الأدوية في نفس المحقن.
قانونياً في الولايات المتحدة يصنف أنه( ( classII أي يستخدم بوصفة طبية مراقبة.وفي بريطانياclassB والعقوبة 3أشهر سجن وغرامة 250 جنيه.
والخلاصة:إنه دواء فعال هذا صحيح؛ولكنه يسبب الإدمان والاعتياد وتجاوزه إلى مركبات أخرى ممنوعة أشد خطراً ولايجب استخدامه إلا بإشراف طبي كامل ودقيق.
وضمن هذا السياق لابد من ذكر أن بعض المخدرات والمواد الممنوعة تسبب في البداية النشاط والتنبيه الزائد والثقة بالنفس والشعور بالقوة لفترة محدودة لا تتجاوز ساعات ثم تحدث المأساة إما آنية أو بالاستخدام الطويل وهي المركبات المعروفة جيدا مثل الكوكائين والهيرويين والمزيج الخطير (كراك)؛وهناك نوع آخر من الإدمان للمواد العطرية كإرذاذ الشعر وملطف الجو ومزيل طلاء الأظافر ومصحح الكتابة وبنزين السيارات وأقلام التخطيط وهذه تسبب بالاستخدام الطويل قصور القلب واضطرابات دماغية. وحتى الكافئين بالجرعات العالية يسبب الوفاة.
وأخيراً فإن الصحة النفسية جزء هام من صحة الجسد ككل وهي نتاج توجيه اجتماعي وتدريب شخصي.

نقلا عن مجله عالم الصحه

مع الشكر