عندما كان الزبادي زبدا

عندما كان الزبادي زبدا




في احد الأسواق الكبيرة

بالتحديد عند ثلاجة الألبان

وجدت الرجل يتأمل علبة الزبادي

أقبلت عليه وسلمت

وبعد حديث السلام

قلت له وش فيك على العلبة لك ساعة تتأملها

قال لي يا خوي هذا ما هو الزبد اللي يقولون

قلت في نفسي سبحان الله لا يعرف الزبادي

الله المستعان

أخبرته بالفرق بين الزبد والزبادي

انصرفت مذهولا من الرجل

كيف لا يعرف الزبادي

سألت عن أحوال الرجل المادية

قيل لي الرجل يبني بيتا له ولعائلته الصغيرة

حينها أقنعت نفسي بأن الرجل حرم نفسه وعياله من اجل هدف سامي


بعد أربع سنوات من ذاك الموقف ( موقف الزبادي)

قيل لي أن الرجل تزوج الثانية

وان سبب زواجه هو كثرة المال

وهذا تحليل نسائي منطقي جدا

أيقنت حينها أن الرجل تسبب في قحط أهل بيته لسنوات طويلة من أجل أن يجازي أهل بيته بالزواج الثاني

ليطعمهم بدلا عن الزبادي بصلا وينفرد هو بأكل العسل

وهذا واقع أكثرنا عندما يجحف على زوجته الأولى في مصروفها

وهي تصبر على ذلك

لا يكون جزائها إلا زوجة ثانية

فهل هذا عدلا؟

هذه الصورة

رأيتها بيننا كثيرا

خصوصا عندما لا يوجد سبب فعلي لزواج الثانية
وللعلم فإن التصرف في النهج الإسلامي بكل تعاملاته لا تجد من يعارضه احد من مجتمعنا إلا رجل لا عقل له

لكن هناك أشياء تستغل باسم النهج الإسلامي


يجب أن نتناقش فيها حتى وإن كانت حلالا


لذا يجب أن يكون هناك عدل ليس بعد زواج الثانية بل قبله ايضا

ورسالتي لصاحب الزبادي ان يعدل في ما بعد الزبادي

ورسالتي للجميع بأن يتذكر الانسان ان هناك دعاء مسكين لا حيلة له



للكاتب

غرمان بن مسعود
عضو جمعية المناداة