عابرة سبيل ..

عابرة سبيل ..

هذا هو اللقب التي اختارته لنفسها ..

معللة أننا كلنا مجرد عابري سبيل في هذه الدنيا الزائلة

وسيأتي يوم لنرحل !!
ddfrad")

تملك من المعاني أكثرها إبداعا ،،

ومن المفردات أكثرها سلاسة وعذوبة وسهولة !!

لنترك شاعرتنا لتتحفنا ببطاقتها الشخصية ..

أنا عجوز مطلـــقة وام ورعـــــــان .... وأيضاً مدام وبنت وآنس وعانس

أنا بدوية وعايشه عند حضـــــران .... وبنت البحر وابوي زارع وغارس

أمية ماتعرف حروف وألــــــــــوان .... وتلميذة دشت جميع المدارس

ضفره وخبله ، عاقله، وفي نقصان .... شرود وأنطح لي ثمانين فارس
ddfrad")
ومن أفضل قصائدها التي تعكس ما لدى عابرة سبيل من إبداع وملكة شعرية

قصيدتها التي تقول فيها :

العيد باكر أسعد الله ممساك

والله ما أدري وين خد جلسته

وين أنت ياللي عيدنا في محياك

كف القدر من ضيقة الخِلق دسته

من يوم ما لوّحت لي كف يمناك

اليوم دمعي بالخفا ما حبسته

ومن يوم ماذوّقتني حر فرقاك

والياس زرعة في حياتي غرسته

شريت لي ثوب علشان لقياك

والثوب راحت موضته مالبسته

وشريت عطر ما زهاني بلقياك

أربع سنين بعلبته ما لمسته

ودفتر قصيد كل يوم يترجاك

مافيه يوم ماسهرت ودرسته

والثوب راحت موضته مالبسته
ddfrad")
كما أن عابرة سبيل ..

تملك من روح الدعابة والكتابات الساخرة شيئا ليس بالقليل ..حيث تقول :

لي صــــاحب منه تبي تطلع الروح ... خبل ٍ ومن هي مولعه فيه خبله

عـــــامين المح له مع الجد ومزوح ... واقــــــول ياعنتر تناديك عبله

طال المدى ثم قلت انا اغليك يالوح ... مجروحة جرحٍ مخاطره عجله

دنق وقـــــال انا من العام مجروح ... وأشر لجرحٍ مبطيٍ وسط رجله
ddfrad")
ومن قصائدها أيضا :

أنتم تحبوني وانا أحب ثاني .. واللي أحبه باغيٍ ناس ثانيين

هذا أبتلى فيني وهذا بلاني .. واللي بلى مبلي وباليه مسكين

أنا ترجيته وغيره رجاني .. والمشكلة ماينقل القلب حبين
ddfrad")
ولها أيضا :

ليتني البارحه يانايفه ماسريت .. يم درجٍ مقفل من قديم السنين

أشهد إني فتحته وأنتحبت وبكيت .. شفت ماهيّض الجرح القديم الدفين

شفت وسطه رسالة وليتني ماقريت .. بيت شعرٍ وظرف مع صورتين

لا طرالي حبيبي بصوت واطي حكيت .. إنا لله وإنا للولي راجعين
ddfrad")
وهذه أيضا :

بريال عارضته على السوق بريال
من باعني برخيص والله لابيعه
من يشتري رجال قصر بالافعال
باع العهود الماضيه للخديعه
رجال يسوى له ثمانين رجال
كل الصفات اللي ملكها فضيعه
له ضحكةٍ تشبه لضحكات الاطفال
ذيب ونظراته حنونه وديعه
وله فزعةٍ منها المجانين عقال
وفجوج لا ضاقت علي الوسيعه
ياما عدل عوجي ثقيلات وطوال
وانا معاقبته غيورِ صريعه
والله يسوى له ثمانين رجال
والخبل مثلي لا زعل يب يبيعه
ddfrad")
من اخر قصائدها التي كتبتها شاعرتنا المبدعة -رحمة الله عليها -

وصيتها لزوجها ، وهي قصيدة مؤثرة جدا تحكي فيها حالها مع زوجها وتوصيه

على أولادها ...إذ تقول :

ترى الذبايح وأهلها ما تسليني

أنا أدري إن المرض لا يمكن علاجه

أدري تبي راحتي لا يابعد عيني

حرام ما قصّرت ايديك في حاجه

خذها وصايه وأمانة لا تبكيني

لو كان لي خاطر ما ودي إزعاجه

أبيك في يديك تشهدني وتسقيني

أمانتك لا يجي جسمي في ثلاجه

لف الكفن في ايديك وخل رجليني

ما غيرك أحد كشف حسناه واحراجه

ابيك بالخير تذكرني وتطريني

يجيرني خالقك من نار وهَّاجه

سامح على ما جرى مابينك وبيني

أيام نمشي عدل وأيام منعاجه

عيالي همي وأنا اللي فيّ يكفيني

علمهم الدين تفسيره ومنهاجه
ddfrad")
فكان الرد من الزوج المكلوم في هذه الأبيات التي لا تقل شأناً عن أبيات

الراحلة التي كتبتها قبل أن تموت فكانت (المرثية في المرثية):

حاولت أنام وحاربت عيني النوم
وجريت صوتٍ مثل صوت الذيابه
الجفن كنه صار ضايق ومهزوم
ودموع عيني مثل رس السحابه
على وليف قالوا اليوم مرحوم
فارق وراح وما تهنى في شبابه
زرت القبور اللي على بعضها ارسوم
وخطيت رسم فوق ذيك النصابه
قلبي من الدنيا عليه مرسوم
والرسم توه عقب خط الكتابه
أحبها مير القدر صار مقسوم
ويحبها كل الأهل والقرابه
الموت أخذها واودع القلب مثلوم
جرح عميق ما يداوي صوابه
الموت أخذ شجعان وارخوم وقروم
وأخذ رسول الله وباقي الصحابه


اسكنها بإذن الله فسيح جناته