أحكام تتعلق بالتعزية ‘ ارجو التثببت لاهمية الموضوع0

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ِِ
وبعد
قال تعالي { يأيها الذين ءامنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا { سورة النساء 59
وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة وما شهدا له بالصحة فهو الحق ، وقوله تعالي { وأولي الأمرمنكم } قال ابن عباس ومجاهد وعطاء والحسن البصري { يعني أهل الفقه والدين } لذا كان واجباً على المسلمين إذا اختلفوا في شيء من أمور دينهم أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله ، وأن يسالوا اهل العلم والفضل من العلماء 0
ومن الأمور التى كثر الحديث عنها والتي يجب الرجوع فيها إلى الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم التعزية وأحكامها في الإسلام} وهل هي سنة مشروعة ، وهل تكون في المقبرة أو في المنزل ، أو غير ذلك0
وقد كثر الجدل بين محلل ومحرم في بعض أحكامها ، مما كان ذلك سبباً في رفض البعض استقبال المعزين إذا قدموا للتعزية في قريبه ، بحجة عدم مشروعية ذلك وبدون دليل من الكتاب والسنة ، أو بدليل يوضع في غير محله ، مما كان سبباً في قطيعة الرحم أحياناَ ، إلى غير ذلك من الشحناء والبغضاء بين الأقارب والجيران والأصدقاء0
لذا كان وأجب علينا وعلى غيرنا ممن يستطيعون تبيين الحق في هذه المسالة أن يبينوا للناس الحكم ، من الكتاب والسنة ، وأقوال أهل العلم والفضل والحكمة والبصيرة : لذا أقول والله الهادي إلى سواء السبيل، فما كان من صواب فمن الله وحده ، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأساله سبحانه العفو عن ما زل به اللسان ، أو وقع سهواً في غير محله 0
العزاء : هوا الصبر ، والتعزية : التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب ويخفف حزنه ويهون عليه من مصيبته ، وهي مشروعة في المذاب الأربعه 0
حكمها : سنة : بقوله وفعله : صلى الله عليه وسلم : وينبغي أن تكون التعزية لجميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء ، وذلك قبل الدفن أو بعده0
قال أبن قدامة :رحمه الله : لا نعلم في هذه المسألة خلافاً 0 المغني
قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله : أجمع العلماء على استحباب تعزية المسلم المصاب بالميت ولو صغيراً قبل الدفن وبعده ، وحثه على الصبر بوعد الأجر والدعاء للميت والمصاب 0 توضيح الأحكام
والتعزية تحق في كل موضع في المقبرة ، أو في المنزل ، أو في الطريق ، وغير ذلك ، لان التعزية جاءت في الشرع مطلقاً فلم يجز لأحد تقييده إلا بأمر الشارع وهذا معدوم هنا ، فينبغي في ذلك الرجوع إلى ما يتعارف عليه الناس فكل عصر له عرفه وكل قطر له عرفه ، ما لم يترتب على ذلك محظور شرعي 0
ولا يختصر العزاء على ثلاثة أيام فقط كما يظن كثير من الناس ، فان الحديث الوارد في ذلك لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال العلامة الألباني رحمه الله وحديث { لا عزاء فوق ثلاث } والذي يتداوله العوام : فلا يعرف له اصل : بل متى رأى المسلم الفائدة في التعزية أتى بها ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : أنه عزى بعد الثلاثة في حديث عبدالله بن جعفررضي الله عنه : أحكام الجنائز
{ أما ادلة العزاء}
1- عزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم سلمة رضي الله عنها عقب موت أبي سلمه : رواه مسلم
2- عزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبدالله بن جعفر في أبيه : أخرجه أحمد وصححه الألباني
3- عزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : امرأة من الأنصار مات ابنها وذهب إلى بيتها وأصحابه : اخرجه البزار وصححه الألباني
{ ثوابها}
لقد رغب الشارع في تعزية أهل الميت في مصابهم ورتب على ذلك الثواب العظيم ، سواء عرف الميت وأهله آم لا 0
قال صلى الله عليه وسلم : من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حلةً خضراء يحبر بها يوم القيامة : قيل يا رسول الله ما يحبر قال يغبط : أخرجه ابن ماجة والخطيب وبن عساكر وله شواهد وصححه الألباني 0
والحديث دل على أن التعزية من القربات التى ينال المؤمن بها الأجر العظيم من الرب الكريم ، فما على المؤمن إلا أن يخلص النية في ذلك بأن يحتسب الأجر من الله تبار وتعالي 0
قال العلامة الشوكاني رحمه الله : قوله : من عزى مصاباً { فيه دليل على أن تعزية المصاب من موجبات الكسوة من الله تعالي لمن فعل ذلك من حلل كرامته : نيل الأوطار0
أما حديث { من عزى مصاباً فله مثل أجره } فهو ضعيف وإن جرى عليه جماهير المصنفين : ذكر ذلك النووي في المجموع : والعسقلاني في التخليص ، والألباني في الإرواء0
وللحديث بقية انشاالله0[/size][/font][/size][/size]