05-08-2018, 12:40 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3783 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
لماذا نهجر قرآننا؟
لماذانهجر قرآننا؟
"الهجر" تلك الكلمة القاسية على قلوب المحبِّين؛ لأنه ما من مُحبٍّ إلا ويهفو لمجالسة مُحبِّه ومسامرته، والتنعُّم منه بقُرب الوصال والتلاقي، ففي ذلك - ولا شكَّ - الأُنس لنفسه، والفرح لقلبه، والسعادة لحياته كُلِّها، ولكن يأخذنا العجبُ عندما تنقلب المفاهيم لنجد مُحبًّا يهجر مُحبَّه، وينأى عنه، وتشغله عنه المشاغلُ رغم صِدْقه معه وإخلاصِه له.
وهذه حالتنا مع كتابنا "القرآن"، فما من أحدٍ منَّا إلَّا ويحلف اليمين المغلَّظة بأن "القرآن" أحبُّ إليه من كلِّ محبوب، وأغلى على قلبه من كل غالٍ.
وفي هذا يطرح السؤال مستنكرًا: "إذًا ما تفسير هجره وإبعادِه من حياتنا وأيَّامنا وليالينا؟!"،
ولا نجد الجواب عند المعنيِّ بالسؤال!
فلو ملكنا الجوابَ، لهُدِينَا إلى اصطحاب "القرآن" وملازمته وتلاوته آناءَ الليل وأطرافَ النهار، ولم نعش الحرمان من بركته وثوابه وهُداه.
أما السبب في تركه، فيعود لجهل قَدْرِه وعَظَمته وعطاياه.
وهكذا استوجبنا شكوى نبيِّنا عليه السلام لله يوم القيامة حين يقول: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، والشكوى لا تكون إلَّا من كربٍ وحزن، وأسًى وحسرة.
فواخجلتاه يا رسول الله!
فما أشدَّ كربَنا! وأعمقَ حزنَنا! وأقسى حسرتَنا وأسانا! أن نكون يومًا شكواك، وأي يوم؟! إنه يوم القيامة، وما أدراك ما يوم القيامة!
ومِن ماذا؟! أمِنْ هجر "قرآننا... نورنا" الذي نزَّله علينا ﴿ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾[النور: 35]، فكنتَ لنا به ﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 46].
إنه النور الربَّانيُّ الذي حجبناه عن أرواحِنا فأظلَمَتْ، وأطفأناه في قلوبنا فقسَتْ، وغيَّبناه عن عقولنا فضلَّتْ، إنه الضياع في حياتنا كُلِّها الذي تملَّكَنا بفقدانه، فمعذرةً يا رسول الله، معذرة يا مَنْ تقول يوم القيامة ((أُمَّتي))، في الحين الذي يقول فيه كلُّ فرد من أُمَّتِنا "نفسي"؛ فما أحناكَ يا رسول الله! وما أرقَّكَ وأرقاكَ وأزكاكَ!
وإنَّ العين لَتَدمع، والقلب لَيَحزن، والفؤاد لَيَصدع؛ أن نهجر كتابنا وندَّعي حُبَّه، "هذا لعمري في القياس شنيع"!
فصدق سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما قال: "لو طهرتْ قلوبُكم، ما شبعَتْ من كلام الله عز وجل".
الألوكة |
|