بهذا الشكل البسط

الكتابة بلا فكرة كالدخول إلى معركة مجهولة و لست سوى أحد الجنود الذين أرغمتهم الطاعة و الإنتماء ، رغم ذلك في يدك الأدوات التي تبطش بها و تهزم مخاوف ذلك الشعور بأن يصوبك العدو و تسقط أرضاً لا تعرف ما ان تكون خاسراً او مقتولا او ستنتصر في النهاية ، كل مافي الامر أن تنتظر إشارة الهجوم ، حتى ذلك الوقت لا يهمك من حولك بل يخطر في رأسك تفاصيل سخيفة تود أن تبقى فيها مدى الحياة تتذكر كوب الشاي الذي لطالما وضعته أمامك لتشربه حارا ولكنك من فرط الغباء تركته يبرد لسبب ما ، تتذكر انك لم تحضر معك الخبز و نسيت ، تتذكر الأصدقاء وأنك لم تقضي وقتا كافيا بالجلوس معهم ، انك مشغولا في الكتابة ، انك في المعركة تتذكر فقط و تظل حبيس فكرة لم تتعرى بعد لتضع قبلة حرفك الأول في نص دافئ و مثير .

يقول السيد ألبير كامو :
الحقائق الأولية هي آخر ما نكتشف .
يؤسفني ان اقول : الأكاذيب الأولية هي اجمل ما نكتشف.
وهذا ما نتعامل به عندما نفقد المعرفة او نصاب بالكسل امام معلومة تحضر وهي في كامل أناقتها و مكياجها التي تخفي وجهها الحقيقي.

في الحقيقة لا تهمنا الحقيقة يهمنا الضجيج الذي يحصل مع اكذوبة صغيرة روجها احدهم لانه بكل بساطة شعر بأن الأشياء الصادقة اكبر من أن يحملها.

لذلك نحن مهووسين في حب المرور امام الحقيقة
بل هي تحضر احياناً تريد إنقاذنا و نكتفي بالنظر
الى المجهول الى البحث الذي لا ينتهي في دوائر
مغلقة يجذبنا لها عقول مغلقة لا تحب الإفصاح .

ليس هناك رضى محض استسلام ، ولا يوجد سعادة كما لو كانت إشارة مرور تضيء بنظام، كل سعادة برفقتها شقاء وكل رضى يصاحبه فوضى ، إن هذه المشاعر لا تتوقف لا تنحاز إلى مجرى الاستمرار ، هي أشبه بمراوح الطاحونات وهذه الأخيره ينتج عنها القمح تارة صافي وتارة غير ذلك ، هي الحياه يا رفاق بهذا الشكل البسيط .

إبراهيم سعيد