الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-12-2016, 11:06 AM
مركز تحميل الصور
طالبة العلم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 29356
 تاريخ التسجيل : Jun 2014
 فترة الأقامة : 3788 يوم
 أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM)
 المشاركات : 882 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : طالبة العلم is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هذا العيد فاعتبر



هذا العيد فاعتبر


الخطبة الأولى
ما زلنا نعيش في رحاب أيام شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر).
وأفضل ما في هذه الأيام وأعظمُ ما فيها، هو يوم النحر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ).


فيوم النحر هو يوم الأضحى وهو يوم الفرح والسرور بطاعة الله وفضله، ويوم السعادة بمغفرة الله ورحمته.
هو اليوم الذي يستسلم وينقاد فيه المسلمون لطاعة الله، فيجتمعون على ذكر الله عز وجل وتكبيره والصلاة له ثم يذبحون عقب ذلك نُسكهم تقربا وشكرا منهم لله على ما أنعم به عليهم.

عيد الأضحى قد أهل علينا ببشائره ويتقدمه يوم عرفة، أعظم يوم لمغفرة الذنوب والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف.
قال صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ والسنَةَ التي بَعدَه).


وقال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى يُباهِي بأهلِ عرَفاتٍ أهلَ السماءِ، فيقولُ لهمْ: انظرُوا إلى عبادِي هؤلاءِ جاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا).


وهذا--إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله واسع الرحمة والمغفرة يريد بعباده خيرا، يريد ألا يأتيَ العيد إلا وقد تطهر العباد من الذنوب.

فإذا كان هذا الفضل من واسع الفضل، فلماذا أبناء الأمة الواحدة يقتل بعضهم البعض؟ إذا كان هذا الكرم من الجواد الكريم، لماذا يعيش أبناء الأمة الواحدة القطيعة والمشاحنة؟ لماذا يستشري الحسد وتشيع الكراهية بين الأحبة والجيران؟
اسمعوا لهذا الموقف الذي وقفه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال وهو يسأل الصحابة: (أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)، فيقول الصحابة: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغير اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟)، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟)، فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: (أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟)، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ).

وتمعنوا معاشر العباد: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا)، إنها إشارات قوية ودبدبات عبر الزمان والمكان ليوقف المسلمون نزف الدماء التي تُراق بسبب مال أو منصب زائل، أو عصبية جاهلية، أو رجولةٍ مزيفة.

إنها إشارات مهمة ونحن نستقبل العيد لنوقِف التعدي وأكل أموال الناس بالباطل، والولوغ في أعراض الناس.
فالعيد فرصة ثمينة ومنحة عظيمة لكي تتصافى النفوس وتتسع الصدور وتُنسى الأحقاد.
العيد فرصة للتسامح والتآلف والتعاون وتوطين الأنفس ونظافة القلوب من الأحقاد والذنوب.
العيد جاء لنغتسل ونغسل قلوبنا من أدران الحسد والبغضاء والكراهية.
جاء العيد لننحر الكبرياء والظلم والطغيان والكراهية من داخل أنفسنا قبل أن ننحر أضاحينا.

العيد جاء لتتقارب القلوب وتجتمع على الود والمحبة ويتناسى المسلمون أضغانهم فيجتمعون بعد افتراق ويتصافحون بعد قطيعة وخصام.

جاء العيد لتتسع وتمتد روح الجوار، وتظهر فضيلةُ الإيثار، ويُهدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوب المُخلصةِ المُحِبة، ولتشمل الفرحة كلَّ بيت وأسرة، حتى يرجع الحي الواحد، البلد الواحد، بل الأمة بأكملها وكأنها لأهلها دارٌ واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، قال ربنا: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].

الخطبة الثانية
قال ربنا: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
ومن الشعائر التي يجب تعظيمها: شعيرة الأضحية، التي نتقرب بها إلى ربنا سبحانه وتعالى.

وحتى تكون الأُضحية قُربة مُجزئة مَقبولة، لا بد من توفرها على شروط:
الشرط الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل، والبقر، والغنم، ضأنها ومعزها، لقول الله تعالى في سورة الحج: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 34].

ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بغير هذه الأجناس، ولا أمر أصحابه بأن يضحوا بغيرها، فوجب اتباعه في ذلك.

الشرط الثاني: أن تكون قد بلغت السن المُعتبرة شرعا، بأن تكون ثَنِيّاً إذا كانت من الإبل أو البقر أو المعز، وجَذعاً إذا كانت من الضأن، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلملا تَذبَحوا إلا مُسنَّة، إلا أنْ يَعسُرَ عليكم، فتذبَحوا جَذَعةً مِنَ الضأْنِ)، والمسنة هي: الثَّنِية من الإبل والبقر والغنم، والثَّنيُّ من الإبل ما تم له خمس سنين، والثني من البقر ما تم له سنتان، و الثني من الغنم ما تم له سنة، والجَذَعُ من الضأن ما تم له نصف سنة.

الشرط الثالث: وأن تكون سليمة من العيوب التي تَمنع من الإجزاء، وهي الواردة في الحديث الذي رواه أصحاب السنن بسند صحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً: (أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ، الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي). الهزيلة
والأفضل في الأضحية ما توافرت فيها صفات التمام والحُسن وجمال المنظر لقول الله تعالى في سورة الحج: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، قال ابن عباس رضي الله عنه:"تعظيمها: استسمانها واستعظامها واستحسانها".

الشرط الرابع: أن يكون الذبح في الوقت المعتدِّ به شرعاً، ويبتدئ من بعد صلاة العيد، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلمإن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء)،

وفي رواية: (من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمَّ نُسُكَه وأصاب سنة المسلمين).

وهناك شرط خاص بالمضحي: النية أو القصد، يشترط على المضحي أن ينوي ويقصد بها الأجر عند الله، ويطلب منه القَبول، قال تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
وكما يحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره، لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى، إذ كيف يتقرب العبد إلى الله بذبحها ثم يبيع شيئًا منها؟! قال رسول الله صلى الله عليه ويلم قال من باع جلدَ أُضحيتِه فلا أُضحيةَ له).

ولا يُعطى الجزار شيئاً منها في مقابل أجرته، للحديث الصحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره ألاَّ يعطي في جِزارَتِها شيئاً، ولأن ذلك بمعنى البيع، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك.


الالوكة




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبل العيد بن ظافر الصور والأفلام والفلاش 6 08-06-2013 06:33 PM
برنامج العدد الفردي و العدد الزوجي مركزرثمة الملفات والفلاشات والبرآمج التعليميه 0 01-28-2010 10:13 AM
قبل العيد بن ظافر الصور والأفلام والفلاش 6 12-03-2008 12:23 AM
شوف العيد صح king وسع صدرك 5 11-28-2003 04:46 PM


الساعة الآن 05:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir