شكرآ أمي..
شكرآ أمي
_________
أهديتي لي ما ظن الناس أنه سجني, وكان لي خير صديق وكان خِليِ, فلا تحسبيه كرهاً لي ولكنه فرجي, جمادٌ هو صلبٌ أمشي به دون قدمي, يبكي دماً امام سُلماً وانتظاري عند باباً قد أنكرحقي, عجز البشر ان يدركوا سأمي فلا اسأم إلا من عاش دون قلبِ, فلا تحسبيه شرٌ لي بل هو خيرٌ لي من عند ربي, ليس بس شفقةً كما ظنوا وإنما يستحق الشفقةَ من بات وفي قلبه غِل, هذا الصديق الصدوق الذي بات يبكي من حديث جسدي, لايحتاج من يشرح له ألمي فقط يفهمني من حِراك سأمي, هذا الجماد الذي جعله الله سترا لي في اوقات ضعفي, لستُ مريضاً وإنما ميزني ربي بوضعٍ اختلفُ فيه عن سائر البشرِ, ف رباهُ إن كان رضاً منك فزدني إبتلاءاً وشكراً على قدري, ولا ترد رضاي خائباً وثبتني وارزقني صبراً جميلاً احيا به بين البشرِ, ارفعي راسك أمي فقد أهداكي الله وساماً جميلاً متمثلاً في جسدي, ورضاكي عني فلا تعلمي ما في هذا الجمادِ من رقة قلبٍ, و كم من بشرٍ عاش دون أن يدرك وضعي, وكم من أُناسٍ دون همةِ في وطنِ لا يعرفُ حقاً لمن هم مثلي, طالت جِلستي ولم ولن يسئمني, وكان دائما خير عونٍ طالما شعرتُ أنه أصبح جزءٍ مني, أُماهُ أُماهُ لاتخافي علي فقد أهديتي لي ما هو خيرُ سندٍ, لا تظني أن بشراً خيراً منه فإنه دائماً سِتراً لي دون طلبٍ, حتى وإن نمتَ عنه يبقى دائما جواري ينتظر طلبي, ف يا أحنُ صديقٍٍ لا رأيتُ منك يوماً شكوةً أو ضيقٍ من ثقلي, رباهُ بارك لي في صديقٍ حميمٍ سهر على راحتي وبفضلك إلى الجنةِ يصحبني..
صديقي الصدوق/كرسيي المتحرك ..
|