القافلة ودمعة العجوز . !!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في احد المجالس دار الحديث حول مانحن فيه من خيرات ونعم فنحمد الله ولا نكفره .
قال احد الحاضرين وكان يكبرنا سنا :
انتم اسعد ناس .
تدرون ليش ؟؟
قلنا منكم نستفيد .
قال :
مر علينا زمن والله العظيم ما في بيتنا حبة من قمح او ذرة او شعير ووالله لو اجد حبة بفم نملة لأخذتها منها .
هذا الحال كان حال الجميع في ذلك الوقت .
يقول :
ذهبنا الى السوق انا ووالدي ومعنا شاة نريد بيعها بـ ( 10 ) ريال ولعلنا بثمنها نشتري اي نوع من الحبوب لنأكله .
يقول الرجل :
وصلنا الى السوق واذا بالحال يدمي القلب كل يريد الحبوب ولكن الحبوب لاتوجد في السوق .
كان هناك عجوزا في طرف السوق تنتظر لعل هناك من يسوق حبا لتشتري اي شيء لتطعم ابناءها العشرة كماتقول . ! ولكن لا حبوب في السوق .
وبعد قليل وقد هممنا بالعودة فاذا برجل ينادي ابشروا هناك قافلة سوف تصل بعد قليل فانتظروها .
يقول :
فرحنا فرحا شديدا بالخبر وبقينا كل جالس ينتظر واذا بهذه القافلة .
قابلها امناء السوق واوقفوها وسألوا اصحابها عن السعر واستحلفوهم على ذلك ثم اعطوهم الربح وانصرفوا .
وعرضوا البضاعة وكانت المفاجأة الغير سارة والتي صدمتنا جميعا .
كانت الحمولة ( ملح ) !!!!!
يقول :
اصبنا بالدهشة وخيبة الامل ولكن ما ادمى قلبي رغم صغر سني كان :
دموع تلك العجوز التي انهمرت بسرعة على خديها وهي تحلف انها لا تملك ما تقوت به صغارها .
والمصيبة ان الحاضرين ليس لديهم ما يقدمونه لها .
يقول :
انصرفنا بجوعنا وخيبة املنا .
افلا ترون انكم من اسعد الناس انكم تجدون في الاسواق كل ما يسركم وان في جيوبكم ما تشترون به ما تحتاجونه ؟
فقلت له بلى وربي اننا فعلا سعداء وهذا بفضل رب العباد فله الفضل والمنّة والحمد والشكر .

هذه القصة التي طرحها بين ايدينا .
اطرحها بين ايديكم لعل منها العبرة والعظة ؟؟

شكرا لكم .