التواضع

التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
التواضع: هو انكسار القلب لله تعالى وخفض جناح الذُل والرحمة للمؤمنين، وهو وسط بين الكبر وابتذال النفس و الدناءة.
والتواضع: ناتج عن معرفة الإنسان قدر عظمة الخالق سبحانه وتعالى ومعرفته قدر نفسه.
والمتواضع حبيب إلى الله وقريب إلى الناس ومحبب إلى نفوسهم، قريب إلى الخير بعيد عن الشر،
التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله ، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
وقد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلين الجانب والتواضع للمؤمنين في قوله تعالى : وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[الشعراء:215].
وقد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك كما قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{[آل عمران: 159].

صور من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- .أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَأَلَ عَنْهَا،فَقَالُوا مَاتَت. قَالَ:«أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي» ؟ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا فَقَالَ : «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِها»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ :«إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» ، فجاء قبرَها فصلى عليها [البخاري ومسلم].

2- وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلِّمُ على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم [ابن حبان].

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» .

وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
وكما قيل: تاج المرء التواضع.

فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، واصرف عنا سيئها.
ربِّ صل وسلم وبارك على نبيك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.