الشيخ عبدالرحمن آل شيبان رحمه الله

اسمه ونشأته وحياته ولد الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عبدالله آل شيبان بالنماص عام 1329هـ وتوفي والده وهو صغير في السن . وهو من قرى آل الوادي من كعب اليمن قرية ( الحتار ) درس القرآن الكريم في سن مبكرة على يد معلم من اليمن . وفي عام 1347هـ سافر الى مكة المكرمة - سيراً على الأقدام - والتحق بمدرسة الصفا التحضيرية بمكة المكرمة وبقي بها حتى نال شهادتها وفي عام 1350هـ نوى السفر الى مدينة زبيد باليمن لطلب العلم وخلال استعداده للسفر التقى بالشيخ / عبدالله السليمان بن حميد من أهل بريدة وترافقا الى القنفذه وخلال الطريق توثقت العلاقة بينهما وخاصة بعد أن عرف الشيخ عبدالله بحفظ الشيخ عبدالرحمن للقرآن وأنه يحسن القراءة والكتابة . بعد ذلك أشار الشيخ عبدالله السليمان على الشيخ عبدالرحمن بن شيبان رحمهم الله جميعاً بالتوجه الى البرك وهي قرية جنوب القنفذه على البحر الاحمر حيث يوجد بها عالمين كبيرين هما الشيخ / محمد السالك الشنقيطي والشيخ / احمد بن إبراهيم الاهدل ـ رحمهم الله ــ بحيث يمكنه ان يتعلم على أيديهم وفي نفس الوقت يقوم بتعليم الأولاد هناك القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة . وفعلاً وصل الشيخ عبدالرحمن بن شيبان إلى البرك في آواخر عام 1350هـ وتتلمذ على يدي الشيخين المذكورين في اللغة العربية والفقه والفرائض والحديث والتفسير وغيرها من العلوم وفي نفس الوقت يقوم بتعليم الأولاد في البرك القرآن ومبادئ القراءة والكتابة والحساب ومبادئ في الفقه والتوحيد . ثم انتقل الشيخ عبدالله السليمان بن حميد الى قضاء البرك فلازمه مدة خمسة عشرة سنه يتدارسان العلم بجميع فنونه واستفاد منه فائدة عظيمة . وفي عام 1355هـ تم تعيينه كاتباً لإمارة البرك . ثم اماماً وخطيباً لجامع البرك . ثم وكيلاً لقاضي محكمة البرك ، وفي عام 1372هـ تم تعيينه قاضياً لمحكمة البرك وبقي بها إلى شهر شعبان من عام 1376هـ ثم نقل إلى محكمة النماص حيث باشر العمل بها في 1/9/1376هـ وخلال هذه الفترة تدرج في السلك القضائي الى ان وصل إلى قاضي تمييز وهي أعلى رتبه في القضاء ، وبقي رئيساً لمحكمة النماص حتى عام 1406هـ حتى أحيل إلى التقاعد . ومن خلال هذه الحياة الحافلة بالكفاح والجد في طلب العلم فقد اتصف الشيخ عبدالرحمن بن شيبان رحمه الله خلال وجوده على رأس القضاء في هذه المنطقة بالعدل والصبر والتأني وعدم التسرع في الاحكام شديد الذكاء في معرفة الناس حازم في أحكامه لاتأخذه في الله لومة لائم ، كان ينزل الناس منازلهم ويعرف لكل قدره قريب من الناس يحضر اجتماعاتهم ومنتدياتهم واعظاً وموجهاً يزور مريضهم ويواسي فقيرهم ويسأل عن من فقد منهم . كان رحمه الله يقوم ليله ويصوم الاثنين والخميس ويختم القرآن كل أربعة أو خمسة أيام ، يحافظ على ورده اليومي و لايترك صلاة الضحى ، وكان على صلة بالفقراء والمساكين وله بهم علاقة وطيدة . لايذكر أحداً من الناس بسوء في مجلسه ، دائم الذكر صابراً محتسباً . وفاته ألم به المرض على كبر من سنه ولم يفقده ذلك أياً من قواه وحواسه ولله الحمد ، اشتد به المرض فكان صابراً محتسباً شاكراً لله ذاكراً له إلى أن وافته المنية فجر يوم السبت 9/5/1428هـ متجهاً للقبلة تالياً للشهادة ثم مات كما ينام النائم على فراشه متلألئ الوجه باسم المحيا . صُلى عليه في المسجد الحرام ودفن بمقبرة الشرائع رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .