مظاهر كاذبة

بسم الله الرحمن الرحيم

تقع العديد من الأسر والعائلات في مستنقع الديون من أجل المظاهر الكاذبة، التي يعتقد من يبتلى بها، أنها الطريقة الصحيحة للبروز اجتماعيا وماديا وسط الأهل والأقارب والأصدقاء وجيران الحي. وينسى من يلجأ إلى مثل هذه الحيل التي تعود بالشر على صاحبها، أن الإنسان يعرف بأدبه وأخلاقه وتعامله، وحسن سيرته بين الناس، لا بملبسه ولا سيارته أو منزله أو ماله.
إن بعض من ينزلقون هذا المنزلق الخطر، يقعون في مشكلات مادية وقانونية كبيرة، تكلفهم الكثير، بل إن البعض، قد يمضي بقية حياته، وراء قضبان السجون، لأنه أكل حقوق الآخرين، من أجل مظاهر كاذبة، ودون أن يتفكر في العاقبة بشكل مقنع. وهو إذا ما صار إلى هذا المقر، فإنه بالتأكيد، يخسر أسرته وزوجته، وأبناءه وبناته، فلا يعود قادرا على رؤيتهم، وستنمحي بهذا الوضع، كل مظاهر التفاخر الزائف، والوضع الاجتماعي المصطنع، الذي أراد أن يصوره لنفسه، وهنا سينفض من حوله، كل من نافقه من أجل مال أو جاه أو منفعة دنيوية.
إن الإنسان مطالب، بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله من بعد ذلك، والمجد المثابر، لن يضيع له جهد، مهما كانت الظروف قاسية، ومهما كان التيار المعاكس قويا، لكن الصبر والاجتهاد، هو مفتاح النجاح الحقيقي، فالإنسان يكدّ ويتعب ويتعلم وينال أرقى الدرجات العلمية، وبعد ذلك، ستتحقق له طموحاته، بوسيلة مشروعة، بعيدة عن الزيف والتفاخر الكاذب، فالمرء يعرف نبله بعمله وصنيعه.
م ن ق ول