الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
قسم الأسرة والمجتمع يهتم بكل مايخص الأسرة والمجتمع والطفل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
وداعاً للقسوة مع الأبناء
وداعاً للقسوة مع الأبناء
أسرارٌ وأخبار ، وخفيا وبلايا ، وآهات وزفرات ، تخرج تباعا من بين بعض البيوتات ، بسبب القسوة التي كشّرت أنيابها ، وفعلت أفاعيلها .. حقا .. لقد استفحلت القسوة بين بعض الأسر ، فأفرزت العدوانية والعنف ، والضرب والقتل والتشريد ، والانحراف والطلاق ، وضروبا من أنواع الشقاوة والتعاسة بين أفراد الأسرة .. الأبناء هم سلوة الأحزان ، ودواء للأزمان ، وزينة الحياة الدنيا ، ولا شك بأن الآباء يكنّون في أنفسهم من الحب والعطف لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم ... يقول الأحنف بن قيس : ( الأبناء هم ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وان غضبوا فأرضهم ، فإنهم يمنحونك ودَّهم ، ويَحبُونك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقيلا ، فيملوا حياتَـَك ، ويتمنوا وفاتك ) . دعني أحدثك عن الذي أحدثه بعض الآباء في نفوس أبناءهم ، من أجل قسوتهم عليهم ، وهذا الحديث لا يعني أن نضع الآباء في قفص الاتهام ، وقاعة المحاكمة ، أو أن نواجه الأب بقائمة طويلة من التهم والأخطاء التربوية، إن القضية ابتداءً وانتهاءً هي محاولة للوصول إلى وضع أفضل، ومستوى أعلى من تخفيف المشاكل بين الآباء والأبناء .. أطرقت حتى ملني الإطراق وبكيت حتى احمرت الأحداق سامرت نجم الليل حتى غاب عن عيني وهدّ عزيمتي الإرهاق يأتي الظلام وتنجلي أطرافه عنـي وما للنـوم فيه مـذاق أنا قصة صاغ الأنين حروفها ولها من الألم الدفين سيـاق يقول أحد الأبناء : ( وستجد أيها الأب في ثنايا قول هذا الشاب مظاهر القسوة التي أرهقت الأبناء ) .. يا أبي أعلمُ أنك تحبني ، لكني أريد أن تعاملني بأسلوب يرضيني .. أسمعُ عن أباءٍ هم أصدقاء لأبنائهم .. أريدك صديقا لي .. لا أريدك أن تخاطبني كأب ؛ بل كأب وصديق .. أريدك يا أبي أن تجعل أوامرك ليست أوامر .. بل اقتراحات مصحوبة بابتسامة مشرقة .. أريدك أن تؤمِن بالتغيّرات التي تحدث حولنا .. أن تؤمن بشبابي وكذلك بطيشي ، لا أعني أن ترضى بذلك .. لا يا أبي .. ولكني لا أريدك أن تفاجئ بفعل مني يفقدك صوابك ؛ فتلجأ لشتمي مثلاً ، فضلا عن ضربي .. لا يا أبي احذر .. احذر .. أن تتركني هائما لوحدي في هذه الحياة .. أرشدني .. لا تتركني لمخالب رفقاء السوء .. نعم يا أبي أريدك قدوة لي .. أريدك أن تحقق معنى القدوة في نفسي .. يا أبي لا أريدك أن توبِّخَني أمام زملائي ...فهذا الفعل يخلق في نفسي عدوانية قد تتفاجئ بها .. أبي أرجوك لا تعاملني بقسوة في طفولتي كي لا أكرهك عندما أكبر ، قد لا أفصح لك عن ذلك قد أقبِّلُ يديك .. لكن سوف تكون نفسي بعيدة عنك... سوف أجدُ أنه لا تَوافق بيننا ، وكل هذا من آثار تلك المعاملة في صغري .. اَعلَم يا أبي أنك تريد مصلحتي ولكن أرجوك أن تبحث عن أسلوبٍ موافقٍ لي كشابٍ وموافق لزماننا .. يا أبي لا أريد أن أشعُرَ بنقص أمام أقراني .. لا .. لا .. لم أقصد النقص المادي وإنّما المعنوي والعاطفي .. أسمَعُ عن زميلي بأنه قد تمازح مع أبيه وتصارع .. أسمَعُ عن آخرٍ قد ذهب هو وأبيه فقط إلى النزهة والسفر .. أسمعُ عن شاب قد أتى له أباه بهدية رمزية ! أبي .. لا أريد أن أكون يتيما وأنت على قيد الحياة ! لا أريد مصروفا ماديا ! لا أريد سيارة ! لا .. بل أريدك أنتَ يا أبي .. أريد أن أجلس معك .. أن تملئ عطف الأبوة الذي بداخلي .. أُعاني في حياتي ما أعاني وأقضي العيش مفقود المعاني وأسمع بالسعادة لا أراهـا أيبصرها حسير الطرف عاني وتزداد الهموم لأن مثـلي رماه في شقاه الوالداني وذي الصدر الحنون دعته دنيا وألهته المجالس عن مكاني ويقول آخر – كنت طالبا متفوقا في المرحلة الثانوية ، وعند تخرجي ، أجبرني والدي على تخصّصٍ لا أريده ، فحال بيني وبين رغبات نفسي ، حاولت أن أقنعه عن طريق أمّي وأختي الكبيرة ، فأبى ذلك ، ودخلت أخيراً هذا التخصص الذي قتل إبداعي وطموحاتي ، وأبي هو السبب في ذلك ، وأنا الآن لي أكثر من عشر سنوات تائه ، لم أكمل دراستي ولم أكسب مراعاةً من أبي . ويقول أحدهم :- أسلوب أبي أسلوب التخويف والعقاب وأسلوب الأوامر ، لا نقاش .. لا حوار ، لسان حاله ما أريكم إلا ما أرى .. فكم مرةً هيأ لي موقعاً في دورة المياه للضرب ، وجهز سلاسل الحديد ليضعني في مستودع المنزل أو في بيت الدرَج .. ويقول لي أحدهم وعمره في الأربعين سنة : أبي لم يعدل بيني وبين إخوتي ولم يساويني في التعامل معهم أثناء صغري ، وزاد الطين بِلَّه عندما تزوج امرأة أخرى غير أمي وأتى لها أولادا آخرين فأحسن إليهم وأساء إلينا ، ثم ذكر سلسلة من الإهانات والضرب والتعقيد والطرد الذي لحق به من والده ، ثم أجهش بالبكاء ، وكانت تلك اللحظات هي أسوأ لحظاتي التي قضيتها لأن بكاء وأنين الكبير غير بكاء الصغير ، فلما انتهى من بكاءه تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقال : سامح الله والدي فهو الآن في قبره ، ولكني أحببت أن أفضفض عن بعض معاناتي في حياتي .. سبحان ربي العظيم .. رجل جاوز الأربعين سنة ، ولازال يتجرع مرارة القسوة من والده وهو في قبره . وفي رسالة ابن لأبيه .. يقول : ( يا أبت حين كان الضيوف لديك فأحضرت الشاي ، وتعثرتُ في الطريق ، أتذكّر كلمات التأنيب أمام عمومتي وأقاربي ؟ فإن كنتَ نسيتها فإن الصافع ينسى ما لا ينساه المصفوع ، وهل تتصور أني نسيت يا أبت حين قدِمتُ إليك وقد أخفقت في امتحان الدور الأول في حين نجح إخوتي ، وفي مجلس قريب من المجلس نفسه ، فلقيت من الانتقاد والسخرية منك ما لقيت !؟ وهل تريدني أن أنسى ذاك التأنيب القاسي الذي وجهته لي أمام زملائي وأصحابي !؟ بل أحياناً يا أبت تحمّلُني ما لم أتحمل ؛ ففي ذات مساء أمرتني أن أُحضِرَ الطيبَ للضيوف فذهبتُ إلى أمّي فوجدتهُ لم ينتهِ بعد وعدت إليك .. ألم يكن لديك بديل عن التأنيب لي ولأمي ؟ أوَ ليس الأولى أن تقدّر في نفسك أنه لم ينته بعد ؟ وهب أنه تأخر لدقائق وماذا في الأمر ؟ ألا تتصور أني إنسان أحمل مشاعر وأحتاج كغيري للاحترام والاعتراف بشخصيتي ؟ ) (1) ويقول لي أحدهم : في بعض الأوقات أتخيل أن يصيبني الله بحادث مروري بسيط ، أو مرض السكر والضغط ، فقلت له لماذا ؟ قال من أجل أن أحصل على رصيد أبوايَ العاطفي أثناء مرضي ! أبي مهلاً بعيني دمعتانِ تلوح بالأسى مما دهاني أناشدُ فيكَ يا أبتاه قلباً عرفتُ به السماحة والتفاني ويقول آخر : أبي يعاتبني وينهرني أمام الآخرين حتى أنه في يوم من الأيام تمنيت أن الأرض ابتلعتني عندما تفلني أبي أمام جيراني .. بالإضافة إلى كثرة مشاكله مع والدتي ومعي ومع إخوتي ، فلا يهدأ له بال إلا عندما يؤجج مشكلة في المنزل ، ويا ليت أن أخلاقه معنا كأخلاقه الحسنة مع زملائه وجيرانه .. ويقول آخر: أبي سبَّبَ بيننا وبينه فجوة بسبب المعاملة القاسية والضرب الشديد والعقاب البدني و الإهانة والتوبيخ والشتم الجارح ، وعندما يقوم أبي بضرب أمي أمامي وأمام إخوتي ، ويلغي شخصيتها وكيانها أمامنا يزداد نفورنا وكرهنا له 0 ويقول أحد الأبناء: أبي يكيلني بعبارات هشَّمت طموحاتي ، وبلَّدت إحساسي ، فأسْمَعُ باستمرارٍ ، كلمة : ( فاشل ) و كلمة : ( ليس فيك فائدة ) ، وأنت ( صائع ) ، وأنت ( مجنون ) ، ويشبهني بإخواني وبأبناء عمومتي وأقراني ، حتى كرهت البيت والمجتمع .. علاقة الآباء بالأبناء ينبغي أن تكون على ثلاث مراحل : 1- علاقة حنان من الأب والأم وغالبا ما تكون في فترة مابين الولادة إلى سن 10سنوات . 2- الحنان مع القدوة .. فيحرص الآباء على أن يكونوا قدوة صالحة للأبناء مع عدم فقدان العاطفة وتكون في فترة ما بين 10 سنوات حتى 15سنة . 3- الحنان والقدوة والصداقة ما بعد 15 سنه .. وبذلك يكون هناك توازن في التربية بين الأب وأبنائه . أيها الأبناء : مهما أساء الآباء ، و مهما كانت أخطاؤهم .. فهم بشر يعتريهم التقصير و الخطأ .. و كذلك .. هم أصحاب فضل علينا .. فلزاما علينا طاعتهم في عسرنا و يسرنا .. في فرحنا و حزننا .. في رضانا و رفضنا .. إلا في معصية الله .. وخلاصة القول .. من هذه الساعة .. ليودِّعِ الآباء القسوةَ من حياة الأبناء .. أحبّوا أبنائكم بعمق .. اجعلوهم يشعرون بحبكم لهم .. ليكون لسان حال من قسا على أبنائه ، وداعا أيتها القسوة التي عانقت شخصيتي ، وداعا أيتها القسوة .. سأتجه إلى أبنائي حيث المأوى الدافئ ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى ، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة .. وداعا أيتها القسوة .. فقد كنت أترجم الشحن النفسي من العمل والمجتمع على أبنائي ، وعرفت بأني أجحفت في حقهم .. الوداع أيتها القسوة .. فوداعي لكِ بلسمٌ لأبنائي وسرور ، وفراقي منكِ سعادةٌ لهم وحبور ، وإلى غير لقاء قادم بإذن الله منقول وكما هو وبالحرف الواحد لكي تعم الفائدة بإذن الله. |
02-08-2008, 03:59 PM | #2 |
|
رد: وداعاً للقسوة مع الأبناء
مشكور اخوي الفاضل والشاعر الرائع ((مرعي الحمراني))
على الموضوع الجميل لإن بعض الأباء لايتفهم معنى التربيه الله يعطيك العافية |
|
02-11-2008, 10:38 AM | #5 |
عين على بني عمرو
|
رد: وداعاً للقسوة مع الأبناء
مرعي يعطيك العافيه
وموضوع قيم خصوصاً في الوقت الحاضر الاتزام بما لهم والملازمه لهم تليها المتابعه وفي تلك المراحل بالذات شئ لابد منه في التربيه اشكرك واشكر لك مانقلت ولاهنت اخووك |
|
02-11-2008, 11:13 AM | #6 |
كاتبة قديرة ومميّزة
|
رد: وداعاً للقسوة مع الأبناء
يعاني الكثير من الابناء من اسلوب ابائهم القاسي وطريقتهم الجافه في التعامل مع ابنائهم وهذا شيء يعود لتربيتهم هم
فهم لايعرفون معنى الحب ولايجدون له تفسيرا الا (انه قلة حيا ) لو سألت ايا منهم ماهي علاقتك بابيك فستكتم ضحكتك وانت تستمع لانواع الضرب التي تلقاها على اشياء تافهه (مثلا حذفني بقطعة حطب ) لانه ترك الغنم في المكان الخطأ وصكه كف قدام الضيوف لانه ماصب القهوه بسرعه ومثلها كثير ومع ذلك يترحم عليه وهو يضحك فهو يرى ان التربيه ان تكون نشمي تخدم الضيوف وتعرف الواجب تجاههم وتصلي في المسجد ولايسأل كيف صليت ولايهتم بمشاعرك ولايعرف اصلا ماهي المشاعر اذا كبر هذا الولد وله اولاد فهو لايملك الا ما اخذ من والده ويريد من ولده ان يكون نسخه منه لايراعون الفوارق العمريه ولا الفكريه ولا اختلاف الزمان والمكان وتكبر الفجوه بين الاجيال باصرار كل جيل على فكره ورأيه يحكى ان : شاب كان في حالة تصادم مع والده باستمرار والوالد غير راض ابدا عن تصرفات ولده الولد يعاند والده ويصر على ممارسة كل مايرفضه ابوه ابتداء من المظهر وانتهاء باهمال الدراسه والعمل مرت السنوات والولد اصبح يعمل في تجارة العقار بعد ان فشل فشلا ذريعا في الدراسه واي اعمال اخرى ودخله بالكاد يغطي مصاريف بيته كبر وتزوج واصبح له اولاد يمر الان مع ولده بنفس المعاناه التي مربها والده معه والمشكله انه يؤكد ان علاقته بوالده كانت جيده وان والده مات وهو راض عنه (لكن الحقيقه لا تخفى على الكل ) مرعي الحمراني نقل موفق بارك الله فيك |
|
02-12-2008, 12:58 AM | #7 |
|
رد: وداعاً للقسوة مع الأبناء
الله يعطيك العافية
معلومات مهمة جدا جدا للاباء والامهات جزاك الله خير |
[mtohg=undefined]http://www.almhml.com/tokia/images/taw/twqi3-ma-1-2-3.gif[/mtohg]
|
02-13-2008, 03:50 AM | #8 |
|
رد: وداعاً للقسوة مع الأبناء
الاخ/مرعي الحمراني
تربية الابناء مشقه وفيها الكثير من العناء والمسؤليه وتحتاج الى فكر نير وسعة صدر ورجاحة عقل فدور الاب,والام مع الابناء مثل دور المزارع مع الثمار ان احسن واجتهد نال ما يصبو اليه وان اهمل وتكاسل نال عكس ما يتمناه اخي الفاضل: ان ما طرحت لنا في هذا الموضوع هو الصواب بعينه والواجب اتباعه من قبل الاباء فالمحبه هي اساس العلاقه ومفتاح الابواب المغلقه هذا بعد توفيق الله عز وجل واختم حديثي بأيه من الذكر الحكيم: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) |
[flash1=http://www.7ozn.com/files40/01_12_2011_bd4a13227063131.swf]width=500 height=333[/flash1]
لقبي في القصيد (سكب الجود )
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وداعاً للسمنـة .. وداعاً للسمنـة .. بدون جوع | سد الوادي | الطب والعـلوم | 24 | 06-09-2011 01:43 AM |
وداعاً منتدى بني عمرو .. وداعاً يا أحبتنا وداعاً .. | (( صقر صدريد )) | مجلس الأعضاء | 13 | 07-22-2010 08:12 AM |
جدول لتحفيز الأبناء | الموج الأزرق | التربية | 3 | 10-23-2009 08:06 PM |
قصة رائعة في حب الأبناء | حنايا الروح | مواضيع الحوار والنقاش | 5 | 07-03-2009 03:04 AM |
أجمل ما قيل في حب الأبناء | ابن العالمي | قسم الأسرة والمجتمع | 1 | 02-16-2009 02:59 AM |