الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
الشيخ محمد حسان إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/102 . ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) النساء/1 . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) الأحزاب70/71 . أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى نبينا محمد وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . ثم أما بعد .. فحياكم الله جميعا أيها الأخوة الأخيار ، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفي في جنته ودار مقامته إنه ولى ذلك ومولاه .. أحبتي في الله : كان من المنتظر أن يكون لقاؤنا اليوم مع سورة الحجرات كعادتنا لكنني استخرت الله عز وجل في أن يكون هذا اللقاء بمثابة المقدمة والتوطئة بين يدي رمضان والله أسأل أن يبلغنا رمضان وأن يبارك لنا فيه . فمن الحتم اللازم على أهل العلم أن يهيئوا النفوس الشاردة وأن يهيئوا القلوب الغافلة لاستقبال هذا الشهر الكريم ، وهذا الموسم العظيم إنه ربيع أمة سيد النبيين واسمحوا لي أن أدع الأمر هكذا لفضل الله تبارك وتعالى دون ما تحديد لمجموعة من العناصر أو المحاور كما اعتدت في الغالب ، فإنا نترك الأمر لفضل الله جل وعلا ، والله أسأل أن يتكرم علينا بفضله ورحمته ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .. أيها الحبيب اللبيب : المؤمن يفرح بقدوم شهر رمضان ، أما المنافق يتأذى كل الأذى بقدوم شهر رمضان ، هاهو ترمومتر حساس دقيق ، يستطيع الآن كل مسلم أن يقيس به إيمانه من عدمه أو من ضعفه ، المؤمن يفرح بمواسم الطاعة ، يفرح بمواسم الخير ، لأن المؤمن الصادق لا يفرح إلا بفضل الله ، وهل هناك فضل يفوق فضل الله تبارك وتعالى علينا في هذا الشهر العظيم الكريم الذي فرض علينا صيامه وسن لنا نبينا قيامه ؟ لا والله . فلقد اصطفى ربنا شهر رمضان من بين سائر الشهور فكرمه ، إذ أنزل فيه القرآن وفرض على الأمة صيامه ، وكلف نبيه أن يسن للأمة قيامه ، الفرح الحقيقي ليس في المال ، ليس في الجاه والغنى والسلطان ، ليس في الدنيا وبكن الفرح الحقيقي في فضل الله تبارك وتعالى قال جل جلاله : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس/58) أرأيت لو غاب لك حبيب ، لو سافر ولدك للدراسة هنا أو هنالك وغاب عن عينك شهوراً طويلة عاما إلا قليلا ، وهاهو يتصل عليك ، ليبشرك بقدومه كيف سيكون استقبالك لحبيبك ؟ كيف يكون استقبالك لولدك الغائب عن عينك وبصرك ؟ أتصور أن الفرحة لا يستطيع بليغ أديب أن يعبر عنها أو أن يجسدها ، فالمؤمن الصادق يستقبل هذا الغائب الذي يأتيه في العام مرة واحدة يستقبله استقبالاً يليق بقدر هذا الشهر عند الله ، يستقبله بحفاوة بالغة وبفرحة شديدة عارمة ولم لا وهو ربيع الأمة وموسم الخير ، وشهر البركات والطاعات ، الذي سيقربه إن صدق إلى رب الأرض والسماوات ؟ . تدبر معي أيها الحبيب اللبيب قول رسول الله والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " أكررها عليك قال الصادق : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " ([1]) وفي لفظ مسلم : " فتحت أبواب الرحمة " ([2]) وفي لفظ الترمذي والبهيقي : " إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد : ياباغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان "([3]) لا إله إلا الله فتحت أبواب الجنة أقسم بالله : محروم ومخذول ، من يفتح له الله أبواب الجنة ولا يسابق الأنفاس ، ليدخل أبوابها محروم ، من يفتح الله له أبواب الرحمة دون أن يزج بنفسه في رحمات الرحمن جل وعلا ، أبواب الجنة تفتح في أول يوم ، أبواب الرحمة تفتح في أول يوم ، فمحروم مخذول من لا يدخل من هذه الأبواب . متى ستدخل الأبواب إن لم تدخلها الآن ؟ أبواب الجنة مفتحة ، وأبواب الرحمة مفتحة وما أدراك ما الجنة ؟ وما أدراك ما الرحمة ؟ سؤالان أجيب عليهما باختصار شديد وإلا ، فإن الجواب على واحد منهما يحتاج ورب الكعبة إلى اللقاء بطوله : ما أدراك ما الجنة ؟ التي سيفتح الله لك أبوابها مع أول يوم من أيام رمضان |
08-25-2009, 01:27 AM | #2 |
|
الجنة لن أصف نعيمها ، ولن أقف مع قصورها ، ولن أصف لكم حريرها ، ولا حورها ولا ذهبها ولا فضتها ، ولا حريرها ولا نعيمها ، إنما سأقف فقط مع حديثين اثنين للنبي يبين فيهما نبينا آخر رجل يدخل الجنة ويبين فيه أدنى منزلة في الجنة . الأول : رواه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبي قال : " آخر رجل يدخل الجنة من أمتي يمشي على الصراط مرة ويكبو مرة – يعني ينكفئ على وجهه مرة – وتسفعه النار مرة فإذا نجاه الله وعبر الصراط التفت إلى النار من خلفه وهي تضطرم قال : تبارك الذي نجاني منك الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحداً من الأولين والآخرين من خلقه " وهو آخر رجل سفعته النار على الصراط قال : " فيرفع الله له شجرة " وأرجو أن تتصور أيها الحبيب شجرة غرسها ملك الملوك " فيرفع الله له شجرة " وحتى لا يجنح خيالك إلى شجرة أهل الأرض أو إلى شجر الدنيا فكن على يقين بأن ساق كل شجرة في الجنة ، ليس من الخشب ، وإنما من الذهب نعم " يرفع الله له شجرة ، فيقول العبد : أي رب أدنني قربني من هذه الشجرة لأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الرب جل وعلا : فهل لو أدنيتك منها تسألني غيرها فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيرها فيدنيه الله منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها " قال الحبيب : " ثم يرفع الله له شجرة ثانية هي أحسن من الأولى فيسكت العبد ما شاء الله له أن يسكت ثم يقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فيقول الله جل وعلا : ألم تعط العهود والمواثيق ألا تسألني غير الذي سألت ؟ فيقول : وعزتك لا أسألك غيرها فيقربه الحق جل وعلا منها " يقول الحبيب : " ثم يرفع الله له شجرة على باب الجنة هي أحسن من الأوليين " قال الصادق : " فيقول العبد أي رب أدنني من هذه الشجرة " فيقول الله جل وعلا ( يقول الحبيب : وربه يعذره ، لأنه يرى ما لا يصبر عليه ) فيقول الله : ألم تعط العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي سألت فيقول : وعزتك لا أسألك غيرها فيدنيه الله منها فإذا اقترب منها وهي على باب الجنة ونظر إلى ما أعد الله فيها لأوليائه من النعيم المقيم سكت العبد ما شاء له أن يسكت ثم قال : أي رب أدخلني الجنة فيقول الرب الكريم : عبدي ما الذي يرضيك مني ؟ أترضي أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا " . وهنا يضحك ابن مسعود ويسأل الصحابة : لما لا تسألوني : مم أضحك ؟ قالوا : مما تضحك يا ابن مسعود " قال : أضحك لضحك رسول الله فما حدث بذلك ضحك فسألناه : مما تضحك يا رسول الله ؟ قال : أضحك لضحك رب العزة(1). لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك ( كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )(الشورى/11) أضحك لضحك رب العزة حينما يقول الرب للعبد : " أترضى أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا فيقول العبد للرب الكريم : أتهزؤ بي وأنت رب العالمين ؟ فيضحك الرب من عبده ويقول : أنا لا أهزؤ بك ولكني على ما أشاء قادر " هذا آخر رجل يدخل الجنة فما هي أدنى منزلة في الجنة ؟ الحديث رواه مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أن نبينا قال : " سأل موسى بن عمران ربه جل وعلا : يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال الرب جل وعلا لموسى : ذاك رجل يجيء بعدما دخل الناس الجنة ونزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم " فيقول له الرب الكريم : " أدخل الجنة فينطلق ثم يرجع إلى الله فيقول : يا رب لقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم – يعنى لا يجد له مكانا بزعمه – لقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم " فيقول الكريم جل وعلا : " أترضى أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا فيقول العبد : رضيت يا رب فيقول الرب : لك ذلك وفقط ؟ لا لك ذلك _ أي لك ملك ملك من ملوك الدنيا _ لك ذلك في الجنة ومثله – أي ضعفه – ومثله ومثله ومثله ومثله فيقول العبد في المرة الخامسة وربه يقول ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله يقول العبد : رضيت يا رب رضيت يا رب فيقول الرب الكريم : " لك ذلك وعشرة أمثاله معك ولك ما اشتهت نفسك وقرت عينك قال موسى : يا رب هذا أدنى أهل الجنة منزلة فما أعلاهم منزلة ؟ قال الرب الكريم : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر"(1) فتحت أبواب الجنة ، يا مسكين ، سابق اطرق هذا الباب ، ولا تمل حتى يفتح لك الملك حتى تلج الباب وإن ولجت الباب ورب الكعبة سعدت سعادة لا شقاء بعدها أبدا . فتحت أبواب الجنة وما أدراك ما الجنة ؟ أنا ما وصفت الجنة وإنما بينت لك منزلة آخر رجل يدخل الجنة وأدنى منزلة في الجنة وأنا لا أعلم هل يا ترى هذا الرجل هو صاحب هذه المنزلة أم لا ، الله جل وعلا أعلم . فتحت أبواب الرحمة ، الله ، وما أدراك ما الرحمة ؟ إنها رحمة الرحمن إنها رحمة الرحيم ، إنها رحمة الغفور ، إنها رحمة اللطيف ، إنها رحمة الله فتحت أبواب الرحمة . والله ، والله ، لو تدبرت ووقفت على سعة رحمة الله وعرفها كل أحد على وجه الأرض ما قنط كافر على الأرض من رحمته والله لو عرفنا رحمة الرحمن ما قنط كافر على الأرض من رحمته أبداً قال جل وعلا : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء )(الأعراف/156) يا رب ونحن شيء في كونك وملكك فلتسعنا رحمتك يا أرحم الراحمين . روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي قال : " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب هو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي "(2) وفي لفظ " إن رحمتي سبقت غضبي " . روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال : " جعل الله الرحمة مائة جزء " تصور الرحمة " فأمسك عنده تبارك وتعالى تسعة وتسعين جزءا وأنزل إلى الأرض جزءاً واحداً فمن هذا الجزء " من مائة جزء من رحمة الله من هذا الجزء الذي أنزله الله الأرض " تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"([4])أما استوعبت هذا الكلام النبوي ، هل رأيت يوماً دابة من الدواب ترفع حافر رجلها عن ولدها حتى لا تصيبه ، خشية أن تؤذيه ؟ هل رأيت هذه المشاهد الرقراقة من مشاهد الرحمة في الكون ؟ هل رأيت غنياً يرحم فقيراً في صورة جميلة رقيقة ؟ ثم هل رأيت طبيباً رحيماً يرحم مريضاً يتألم ؟ ثم هل رأيت رجلاً يرحم كلباً فيقدم له ماءاً أو طعاماً ؟ ثم هل رأيت أماً رحيماً ترحم ولدها وتضم ولدها إلى صدرها ؟ ثم هل رأيت والدا رحيماً كريماً يخرج الطعام من فمه ليطعم به ولده الصغير أو الكبير ؟ . يا لها من مشاهد ! إنها مشاهد الرحمة في الكون ، إنها مشاهد العطف في الكون ، كل هذه المشاهد وغير هذه المشاهد من صور الرحمة في الكون ومن بينها رحمة المصطفى محمد وهذا موضوع طويل جليل لا أريد أن أفتح الباب في الحديث فيه وإلا فوالله لا يتسع له الوقت بل ولا العمر رحمة المصطفى رحمته بالنساء ، رحمته بالأطفال ، رحمته بالشيوخ ، رحمته بالحيوان ، رحمته حتى بأهل المعصية . رحمة الحبيب إنما هي جزء من جزء من مائة جزء من رحمة الرحمن الرحيم جل وعلا ، لذا يقول ربنا جل جلاله في الحديث القدسي الجليل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – عن رسول الله عن رب العزة قال : " أذنب عبدي ذنباً – فقال أي العبد : رب اغفر لي ذنبي " قال الله تبارك وتعالى : " أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب " ثم عاد العبد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال الرب تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب "- ثم أذنب العبد ذنباً – أي ثالثاً – فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال الرب تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فليفعل عبدي ما يشاء فقد غفرت له " ([5]) هذا حديث يفتح لنا باب الرجاء ، لا باب الجرأة على الله ، لا بل من عرف الله أحبه ، ومن عرف الله خافه ، فالحديث لا بفتح لنا أبواب الجرأة على المعصية ، كلا بل يفتح لنا أبواب الرجاء وأبواب الرحمة فالمؤمن الصادق يسير إلى الله بين هذين الجناحين ، جناح الرجاء والخوف ، بجناح الحب والوجل . ففي صحيح البخاري أن عثمان بن مظعون لما مات قالت أم العلاء – امرأة من الأنصار – قالت : رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك أن الله أكرمك – تقصد عثمان بن مظعون – ولما لا ؟! وعثمان بن مظعون هو أول من لقب بالسلف الصالح ؟ وعثمان بن مظعون هو أول من دفن بالبقيع وعثمان بن مظعون ممن شهدوا بدرا ؟ . وعثمان بن مظعون كما في مسند أحمد – ومن أهل العلم من ضعف سند هذه الرواية ، لكن الراجح أن السند حسن بشواهده : لما مات ذهب إليه النبي فقبل النبي عثمان بن مظعون ، حتى سالت دموع النبي على خدي عثمان فلما مات قالت أم العلاء : شهادتي عليك أن الله أكرمك فقال الحبيب : " وما يدريك أن الله أكرمه ؟ قالت : سبحان الله فمن يا رسول الله ؟ فمن هذا الذي سيكرمه الله إن لم يكرم عثمان بن مظعون ؟ ! فقال النبي أعرف الخلق بالرب قال : " أما هو فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير " ثم قال " والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم "([6]) فالعبد السائر إلى الله جل وعلا يسير بين جناحين : الخوف والرجاء قال الرب : أذنب عبدي ذنبا فعل أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فتب إلى الله جل وعلا كلما أذنبت ، وكلما زلت قدمك في بؤرة معصية وكلما جذبت أشواك الآثام ثوبك ، فما عليك إلا أن تطهر الثوب بدموع التوبة والأوبة وأن تغتسل بدموع التوبة وأن ترجع إلى الله جل وعلا وأنت على يقين بأن الحق سبحانه سيفرح بتوبتك وهو الغني عنك : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر/53) قال المصطفي : " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم "([7]) قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (آل عمران/133) من المتقون ؟ ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا )(آل عمران/134-135) هذا هو المراد ، إياك أن تصر على ذنب ، ولو كان صغيرا ، إياك أن تصر على معصية ولو كانت صغيرة لكن إن ضعفت لبشريتك ووقعت في الذنب والمعصية فما عليك إلا أن تجدد التوبة بعد كل ذنب واعلم بأن الله لا يمل حتى تمل . ومن أعظم صور الرحمة أن فرض الله علينا رمضان لنصوم أياماً من أعظم صور الرحمة تدبر معي قول النبي : " إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن"([8])إذن لماذانرى من يشرب الخمر وربما من يزني ويسرق ويسب كيف يحدث ذلك وقد صفدت الشياطين ؟ كيف يقع ذلك وقد سلسلت مردة الجن ؟ .
انتبه لتعلم أن كل هذا بسبب عدو شرس بين جنبيك قلما تنتبه إليه إنها النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف/53) ومن ثم فرض الله علينا صيام هذا الشهر بطوله لتزكو هذه النفوس، لتهذب بهذه المدرسة الإيمانية الكبرى نفوسنا ، لنزكى نفوسنا لنزكى أخلاقنا .فالصيام تهذيب للنفس ، وترويض للنفس ، الصيام يفطم النفس عن شهواتها ، ويفطم النفس عن شبهاتها ، ومن ثم لو تدبرت الصيام لسجدت لله شكرا أن فرض الله على الأمة صيام هذا الشهر . فالله غني عنا لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ، بل لو وحد أهل الأرض ربهم جل وعلا ما زاد في ملكك الله شيئاً ، ولو كفر أهل الأرض ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً . الله جل وعلا فرض علينا الصيام ليزكى به النفوس ، ليهذب به الأخلاق ليزكى به الضمائر ، إذا اشتهت نفسك الطعام وهو بين يديك لا إذا اشتهت نفسك المرأة الحلال زوجتك ، وهي بين يديك في حجرة واحدة ، لا إذا سابك أحد أو قاتلك : اللهم إني صائم . فالصيام من أعظم صور الرحمة من الله جل وعلا بأمة الحبيب لذا قال ربنا في الحديث القدسي في الصحيحين : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به والصيام جُنة – أي وقاية – فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر : فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه" ([9])اللهم فرحنا يوم لقياك – " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"([10]). والحديث في الصحيحين ، ورب الكعبة إنه من أعظم وأرق صور الرحمة بالأمة ، فعرض نفسك لرحمة الله سبحانه وتعالى ، وأنت في غاية الرضا عن الله وفي غاية الفرح بربيع أمة رسول الله بموسم الخير ، وشهر الطاعة والبركات والرحمات . كيف نعرض أنفسنا في هذا الشهر لرحمة الله ؟ . خذ هذا البرنامج العملي وأسأل الله أن يعينني وأن يعينك عليه : أول خطوة أذكر نفسي وإخواني بها أن يتخذ القرار بصدق ورجولة وأن يمنعوا أنفسهم من قتل الوقت أمام الفضائيات لو سلمت بصرك وقلبك للفضائيات سيضيع شهرك وإن شئت فقل وأنت صادق : سيضيع عمرك إن استسلمت لجهاز البحث عن القنوات عبر هذه الفضائيات ضاع ليلك يا مسكين وضاع نهارك يا محروم واعلم بأن كل دقيقة تمر عليك في الدنيا إنما هي عطاء من الله ونعمة من الله ، الله ينظر إليك ماذا أنت صانع بها . روى البخاري وغيره من حديث ابن عباس أن النبي قال : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ"([11]). |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبواب وأسماء الجنة | فجر | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 1 | 01-11-2011 03:19 PM |
فتحت جوال اعز الناس ؟؟ | أميرالأحساس | مواضيع الحوار والنقاش | 15 | 10-14-2009 04:13 AM |
137شريط عن رمضان ارجو نشرها جزاكم الله الجنة | شعب الذياب | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 1 | 09-15-2009 03:32 PM |
عمل بسيييييط إذا عملته فتحت لك أبواب الجنة الثمانية ! | بنت الشيخ | رياض الصالحين | 3 | 05-10-2008 05:00 PM |
هل رأيت الجنة ؟؟؟ ادخل هنا خريطة الجنة !! | الأشقـــر | المواضيع المكررة | 2 | 11-23-2007 01:12 PM |