عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2007, 03:07 AM   #4


الصورة الرمزية الرهيب معكم
الرهيب معكم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6889
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 10-01-2023 (12:01 AM)
 المشاركات : 3,881 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مهارة تدريس القرآن الكريم للنساء



المراجعة*

أولاً : أهمية المراجعة ومكانتها :
لمراجعة القرآن الكريم واستذكاره دور كبير في بقاء المحفوظ في الصدر وعدم تفلته ونسيانه؛ وذلك لأن القرآن الكريم -كغيره- عرضة للنسيان، وبخاصة حين يصاحب ذلك قلة التعاهد والتلاوة للمحفوظ، وكثرة الهجران (نسأل الله العافية).
ولِمَا للمراجعة من دور كبير في تثبيت المحفوظ وعدم نسيان صاحبته له؛ فإنه لا بد للمعلمة من الاعتناء بها أيما عناية، وأن يكون شعارها الذي تسير عليه في تعليمها: (المراجعةأوْلى)( ) بمعنى أن المحافظة على المقدار المحفوظ أوْلى من التكليف بحفظ درس جديد إذا كان سيؤدي ذلك إلى إضاعة المحفوظ سابقاً أو عدم إتقانه.
ثانياً : الأوقات المقترحة للمراجعة:
كل وقت فراغٍ يتسم بالهدوء والسكينة، وقلة الصوارف والملهيات، وتكون فيه الدارسة هادئة البال، مستجمعة الذهن: يصلح للاستذكار والمراجعة. ولذلك فعلى كل دارسة أن تقوم بتخصيص وقت مناسب للمراجعة خارج زمن الحلقة؛ بحيث تعده وقت شُغل لا تقبل المساس به، ومتى اضطرت إلى ملئه بعمل آخر جعلت للمراجعة وقتاً آخر في اليوم نفسه ولا بد، على أن الليل-في الجملة- أفضل للمراجعة من النهار، ولكن تحديد ساعة معينة من اليوم وجعلها زمن المراجعة لكل دارسة خطأ؛ نظراً لاختلاف أعمال كل إنسان وظروفه، ولكن لعل من أصلح الأوقات للمراجعة التي يمكن للدارسة أن تختار واحداً منها أو أكثر ما يلي :
2- وقت السحر؛ إذ هو وقت السكينة والخشوع.
2- بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
3- القراءة من المحفوظ وفق ترتيب معين في الصلوات المفروضة والنافلة.
4- بين العصر والمغرب إذا لم يكن هذا الوقت وقت الحلقة .
5- بين المغرب والعشاء .
6- في الطريق أثناء الذهاب والعودة من العمل أو مكان الدراسة.
7- مع بعض الصديقات والزميلات أثناء تبادل الزيارات.
8- قبل النوم.
ثالثاً : الأمور المشجعة للدارسة على المراجعة :
الأمور المشجعة للدارسة على المراجعة كثيرة، ويمكن للمعلمة أن تفكر في الأمر، وستجد أمامها العديد من الصور المتنوعة في ذلك ولعل من أبرزها:
1- ترغيب المعلمة دارساتها بالأجور العظيمة التي رتبها الشارع لمن حفظت القرآن الكريم عن ظهر قلب، وتذكيرهن ما أعده الله تعالى من ثواب على تلاوة القرآن وتكرار قراءته، بالإضافة إلى ابتعاد مَنْ تقوم بذلك عن النواهي والزواجر التي جاءت بالتحذير من هجر القرآن ونسيانه الناتج عن الإهمال واللامبالاة. وليكن ذلك بين الحين والآخر، ومن خلال إلقاء درس، أو تكليف دارسة بإعداد كلمة في الموضوع، أو إشارة موجزة، أو ذكر آية أو حديث. فهذا من أعظم الحوافز.
2- ذكر شيء من أحوال صدر الأمة ( رحمهم الله تعالى)، وهديهم في استذكار القرآن الكريم وتعاهده، والعيش معه. وذلك بالاستفادة من كتب التراجم والسير ونحوها.
3- عمليات التقويم المختلفة، ومنها :
أ- الاختبار الفجائي .
ب- الاختبار الشهري.
جـ- الاختبارات الفصلية أو السنوية.
4- إقامة المسابقات بين الدارسات في المقادير المحفوظة.
5- التشجيع المعنوي والمادي لمن حفظت حفظاً جيداً من الدارسات، ومن ذلك:
أ- تمكينها من القراءة - كمثال من قراءة دارسات الحلقة - وفي المناسبات والاحتفالات ونحوها ويستحسن إعطاء الدارسة هدية عينية بعد ذلك.
ب- إبلاغ ولي أمرها بجودة حفظها ، ومطالبته بتشجيعها.
جـ-الثناء عليها أمام الدارسات إذا لم يُخش عليها محذور في ذلك.
د- إعطاؤها بعض الجوائز والهدايا أمام زميلاتها.
هـ- تكليفها ببعض الأعمال التي ترغب القيام بها، كعرافة الحلقة ونحوها، إن كانت مناسبة لذلك.
و- كتابة اسمها في لوحة الإعلانات في مكان الحلقة إن وجدت.
ز- إعطاؤها بعض الشهادات التقديرية باسم الجهة المشرفة على الحلقة.

6- بث روح التنافس بين قرينتين أو أكثر في المراجعة، بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى العداوة والشحناء والتنافس المذموم.
7- حرمانها في حال تقصيرها من التشجيع والتدرج في معاقبتها من الأخف إلى الأشد.
رابعاً : كيفيات وطرق مقترحة للمراجعة:
1- بالنسبة للدارسة، المطلوب منها المراجعة مع الحفظ في وقت واحد إن كان حفظها ضعيفاً فيمكن للمعلمة أن تكلفها بمراجعة وجه واحد يوميّاً، أما إن كان مستوى الحفظ لدى الدارسة جيداً فيمكن تكليفها بمراجعة ربع حزب أو أكثر يومياً.
وفي حال كثرة الدارسات وضيق الوقت عن التمكن للاستماع لجميع الدارسات، فيمكن للمعلمة أن تجعل قراءة الدارسة للمراجعة عليها أحياناً وعلى إحدى زميلاتها أحياناً أخرى .
2- من الممكن أن تجعل المعلمة الأيام الثلاثة الأخيرة من كل شهر للمراجعة أو آخر يوم في الأسبوع الدراسي؛ وذلك لجميع الدارسات. إذا رأت المعلمة أن مستوى الدارسة في الحفظ سيء، فبإمكانها أن تخصص مدة أسبوع أو أسبوعين للمراجعة، وذلك حسب ما تراه كافياً. وأكثر ما تحتاج إلى ذلك بعد الانقطاع كالإجازات والاختبارات ( ).
4- على المعلمة أن تكلف الدارسة بمراجعة كل جزء أتمت حفظه إن كانت قديمةً في الحلقة أو نصف جزء إن كانت مبتدئة فيها، سواء أكان ذلك على يد المعلمة أم إحدى الدارسات.
5- مراجعة الدارسة لما تحفظ ، من خلال إحدى الطرق الآتية :
أ- قراءة الدارسة على نفسها وفق جدول خاص بالدارسة، تقيده لها المعلمة شهرياً ( ).
ب- تكليفها بالتسميع للدارسات عن ظهر قلب دون فتح المصحف إلا عند الحاجة .
7- يمكن للمعلمة الاستفادة من المنزل في المراجعة، وذلك : عن طريق تكليف الدارسة بالمراجعة على بعض ذويها أو على نفسها إن لم يوجد شخص مناسب لذلك.
خامساً : تنبيهات للمعلمة أثناء إشرافها على قيام الدارسات بالمراجعة:
1- على المعلمة أن ترفق توجيهها للدارسة بالمراجعة بإقناعها بضرورتها عن طريق إرشادها إلى أن القرآن الكريم لا يثبت في الصدر إلا بالتعاهد والمراجعة .
2- على المعلمة أن تحث دارساتها على عدم الاكتفاء بالمراجعة في زمن الحلقة؛ نظراً لقصر وقتها، وأن تدلهم على الكيفيات التي يمكن استخدامها بيسر وسهولة خارج زمن الحلقة.
3- ينبغي للمعلمة قبل تكليف الدارسة بالمراجعة للمحفوظ عن ظهر قلب أن تكلفها بالقراءة له من المصحف بترتيل وتؤدة؛ من أجل أن تترسخ مواضع الآيات والكلمات في ذهنها، ويقوى استذكارها لترتيب الصفحات والأسطر.
4- على المعلمة أن تحرص أثناء قراءة الدارسة بين يديها للمراجعة على جودة أدائها، وأن تكون قراءتها بترتيل؛ وذلك حتى تقترن إجادة الحفظ بحسن الأداء .
5- على المعلمة أن ترشد الدارسات إلى الوسائل المعينة على المراجعة، ومنها :
أ- دعاء الله تعالى وسؤاله التوفيق لحفظ كتابه،وثبات ما حفظت منه في صدرها.
ب- تقوى الله تعالى ومراقبته، والبعد عن المعاصي والآثام.
جـ- اختيار المكان الجيد للمذاكرة (المكان البعيد عن الملهيات والشواغل كالغرف ونحوها) .
د- اختيار الزمان المناسب (الوقت الذي يتسم بالهدوء).
هـ- مراعاة الدارسة لحالها بحيث تكون جامعة الهمة، خالية الذهن، صافية البال.
و- توجيه المعلمة الدارسة إلى اختيار الطريقة المناسبة لها للمراجعة كيفيةً ومقداراً.
6- من المهم العمل على تفعيل دور الأهل في المنزل في متابعة الدارسة في المراجعة ، حتى تكون ديدناً لها؛ وبذلك يمكن تجاوز مشكلة إهمال الدارسات للمراجعة أوقات الأسفار والإجازات والاختبارات والمناسبات الأخرى، فهي عقبة تبدد كثيراً من جهد المعلمة، وتسبب إحباطاً للدارسة، إضافة إلى تأخرها كثيراً في إتمام حفظ القرآن الكريم.
ومن المقترحات لذلك :
أ- عقد مجلس دوري لأمهات الدارسات لإقناعهن بأهمية الأمر وجديته، وسبل تحقيق الهدف.
ب- السـعي لإبلاغ المنزل دورياً بمسـتوى الدارسـة، وبالواجب تجاهها.
ج- تكليف الدارسات بمراجعة أجزاء تحدد لكل منهن، وتسجل في دفتر المتابعة، ويبلغ بها الأهل وتسأل عنها الدارسة بعد مباشرة الدراسة عقب الإجازة، فإذا قصرت فيها فإنها تفرغ لمراجعتها أسبوعاً أو أسبوعين.


 
 توقيع : الرهيب معكم



رد مع اقتباس