عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-17-2016, 10:21 AM
مركز تحميل الصور
سُهيل غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 13007
 تاريخ التسجيل : Oct 2007
 فترة الأقامة : 6060 يوم
 أخر زيارة : 05-09-2018 (01:04 PM)
 المشاركات : 17,083 [ + ]
 التقييم : 33
 معدل التقييم : سُهيل is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الشيم والقيم العربية



الشاعر يعكس أخلاقيات مجتمعه
الشيم والقيم العربية جعلهما الشعراء في أولويات التعامل مع الآخرين


مجالس الأجداد مكان لتربية الأجيال

الرياض :-
تمسك العرب منذ القدم بالعادات والتقاليد النزيه وحافظوا على شيمهم وجاء الاسلام معززاً لقيمهم وعاداتهم الشريفة والنبيلة وتعددت تعاملاتهم حسب عاداتهم مع المواقف فكانت أخلاقياتهم تسموا بهم نحو أفق المرؤة ومن تلك الشيم حرمة الجار وتقدير الضيف وانطلاقاً من أهمية المحافظة على حرمة الجار كونها من عادات وشيم العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام فقد حرص الشعراء على توضيح أهمية هذه الشيم والتي نال بها العربي شرفاً عظيماً وتشرف بها كونها قيماً وأسساً لا يمكن تجاوزها كما انها تمثل جزءاً من كرامته وشرفه وقد عبر الشعراء عن هذا الجانب في صور عده يقول الشاعر مشير الدوسري:

يا رجلي اللي ما مشت بدروب العيب

وعلى حرمة الجيران ما هيب ما موره

وقد حافظ الإنسان العربي منذ القدم على أخلاقياته والتي نظمها الدين الإسلامي بشكل يحفظ له كرامته ووضعه في منزلة التعفف عن مساقط الأخلاق السيئة. وقد تفاخر بها سواء في القصص أو في الشعر.. ومن تلك الاخلاقيات الحسنة الحرص على محارم الجار والقريب ووضعها فى منزلة الأخت سواء فى حضور الجار أو غيابه يقول الشاعر ابن حريمل المشعبي:

يارجلي ياللي ماسرت تتبع الردى

ولاخبر يوم قد شكاها قريبها

ياطول ماحسيت ابها فاطري

قدام ربعي راكب في نجيبها

والشاعر هنا يعكس أخلاقيات مجتمعه رغم ما يعانيه من آلام قدمه والتي مشت به الى ما يثلج صدره ويخفف آلامه هو أن تلك القدم لم تسر تتبع سفاهات الأمور أو السلوكيات الهابطة نحو الأقارب أو الجيران ويقول الشاعر بندر بن سرور:

أحد يحاول بالردى بنت عمه

واحد يحاول ستر عذراء عوانيه

وبين صدر البيت وعجزه وما يحدث مقارنة فارق كبير في الأخلاقيات فتجد الأول لا تمنعه شيمة أو خوف من الله نحو الأقارب والآخر ترفّع عنها ووصلت به أخلاقياته السامية إلى ستر البعيدة. يقول الشاعر:

لولا الخطاء ماصار للصح قيمة

ولولا وجود الصح كان الخطاء دام

والصاحب اللي له معزه وشيمه

تحذف خطاه خلاف وتروح قدام

وفارق كبير أيضا بما يحدث اليوم من أساليب التشهير والابتزاز التي يستخدمها أصحاب النفوس الضعيفة عندما تنحط عقولهم الى درجة الحيوانية ويتناسون أنهم في درجة الإنسانية فتساورهم الأفكار الشيطانية في لحظة ضعف من الشخص المقابل الذي سلم نفسه عندما تخيل انه يعيش بين الأكف الحانية التي تمد له الورد ولم يتخيل انه بين أنياب الذئاب البشرية. وعندما يفيق من غفوته وبعد فوات الأوان يجد نفسه محاصراً بين مجموعة من الأنياب السامة لذئب مفترس. ونظرات المجتمع وهدر السمعة والشرف وموقف الأهل. ورغم هذه المخاطر ولحظات الاحتضار إلا أن هناك أيادي بيضاء تتدخل في مثل هذه الظروف لفك هذا الاختناق القاتل الذي حدث في لحظة ضعف أين هؤلاء من شيم أجدادهم وعادتهم؟ أين هم من تعاليم دينهم الإسلامي؟ لقد سطر الاجداد وهم في مراحل شبابهم انبل الاخلاقيات وضربوا اروع الامثلة في العفة والحفاظ على كرامة الجار والقريب واعتبروا انهم شركاء في تربية اجيالهم على الشيم العربية الأصيلة.



 توقيع : سُهيل

سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد

رد مع اقتباس