عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-08-2006, 05:31 PM
"الناقد" غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1619
 تاريخ التسجيل : Mar 2005
 فترة الأقامة : 7004 يوم
 أخر زيارة : 11-15-2013 (11:25 AM)
 المشاركات : 966 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : "الناقد" is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السياحة وما عليها من ملحوظات.



السياحة وما عليها من ملحوظات


بقلم فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان*

الحمد الله رب العالمين· والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:

فقد من الله على هذه البلاد بمنن عظيمة· حيث جعلها مهبط الوحي ومبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل فيها قبلة المسلمين ومشاعر حجهم وعمرتهم وجعلها تحت ولاية مسلمة تحكم فيها بشرع الله. وطهرها من مظاهر الكفر والوثنية. ولذلك يجب على أهلها أن يقدروا هذه النعم حق قدرها. ويشكروها حق شكرها. ويعلموا أنهم محط أنظار العالم وأنهم القدوة للمسلمين في كل مكان· وقد أوجب الله عليهم الدعوة إلى سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..} [آل عمران: 110] ،

وقال تعالى: {ولتكن منكم أمةِ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: 104] ، وهذا وإن كان خطابا من الله لجميع المسلمين في أي مكان إلا أن المسلمين في هذه البلاد لهم الأولوية فيه لأنهم في أرض مهبط الوحي ومنبع الرسالة وجيران البيت العتيق وجيران مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد توعد الله من لم يشكر نعمته بالعذاب الشديد . قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7] ، وقال تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} [النحل: 112] ، وقال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} [الإسراء: 16] ، وقد حدث في هذا الزمان ما يسمى بالاصطياف والسياحة وصار الناس يتهيأون له ويعدون له عدته ويحسبون له حسابه حتى صار جزءا من حياتهم يرصدون له المبالغ من دخلهم. حتى إذا حان وقته رحلوا بعائلاتهم وثقلهم وتركوا بيوتهم وبلدهم. وهذا في حد ذاته لا غبار عليه إذا كان القصد منه تغيير الجو والاستمتاع بما أنعم الله به من المناظر الجميلة وطيب الهواء وبرودة الجو مع المحافظة على الدين ومكارم الأخلاق والبعد عن سفاسف الأمور، ويكون ذلك داخل بلاد المسلمين ويكتفى به عن السفر الى خارج البلاد تفاديا لما في ذلك السفر الى خارج البلاد من مخاطر دينية وأمنية وأخلاقية - ولكننا نرى مع الأسف أناسا يريدون أن يغيروا صفو هذا الاصطياف ويدخلوا فيه ما لا يتناسب مع الدين والأخلاق وخصائص هذه البلاد طمعا في المادة واجتذاب الناس ولو على حساب الدين، فتراهم يتسابقون إلى أشكال من الدعايات الغريبة المريبة من إقامة الحفلات الغنائية واجتلاب المطربين والمطربات وإقامة السهرات للرجال والنساء وتنويع الملاهي والألعاب المسفهة للأخلاق. وأخطر من ذلك جلب السحرة والمشعوذين باسم الألعاب البهلوانية والسرك مما حقيقته السحر التخييلي والقمرة، وادعاء أن المشعوذ يسحب السيارة بشعره ويثني الأسياخ بعينه، كذب وتدجيل وسحر وتخييل. وهو من جنس سحر قوم فرعون الذي قال الله فيه: {فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} [طه: 66] ، وقال تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم} [الأعراف: 116] ، إن هذا الدجال لو طعنت عينه بدبوس صغير لانفقأت والسيارة لا يجرها إلا سيارة مثلها أو قوة تعادلها. ولو ساخت سيارته في الرمل أو الطين ما استطاع أن يجرها بشعره. لأنها لا تجر إلا بأمراس الحديد - ولكن العجب ممن يصدقون أمثال هذه الترهات ويعجبون بها ويزعمون أنها من أعمال الفن والمهارة فيغالطون العقول - إن كانت لهم عقول.

ونحن نقول: اللهم إن هذا منكر ونحن له منكرون ويجب على ولاة الأمور أعزهم الله بطاعته أن يمنعوا هذه المنكرات من المصايف وغيرها محافظة على كرامة البلاد وتنزيها للمصايف في بلاد الحرمين مما يسخط الله ويشوه سمعة البلاد ويثير غيرة الغيورين من المؤمنين وأعداء هذه البلاد يتربصون بها الدوائر ويفرحون بمثل هذه الفرص لينالوا من هذه البلاد وأهلها - فالواجب الانتباه لهذه الأمور وسد الطريق على المغرضين وأعداء الدين الذين يريدون هلاك العباد والبلاد. ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



* عضو هيئة كبار العلماءـ عضو اللجنة الدائمة للإفتاء




مقال منقول لمعالي شيخنا ووالدنا الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله وأمد في عمره على طاعته ونفع به الإسلام والمسلمين.



 توقيع : "الناقد"

يداً بيد ,, نبني للغد
..

مصلحةُ الوطن والمجتمع فوق المصالح الشخصية والانتمائات الفردية
..

مساعدةُ الآخرين بابٌ من أبواب الخير,, ومفتاحٌ من مفاتيح القلوب,, وعلامةٌ للرحمة
..

رد مع اقتباس