9- المحافظة على سمعتهما :
المحافظة على سمعتهما الطيبة وهذا من الحقوق التيللوالدين على الأبناء ، وذلك بامتثال أوامرهما واجتناب نواهيهما، وتقبل آرائهما،واختيار الجليس الصالح، والبعد عن مجالسة الأشرار والفساق من الناس، حتى لا تضيعسمعة الأبناء ومن ثم لا يُساء إلى سمعة الوالدين . والحذر من كل ما من شأنه أن يكون سبباً فيالقدح في الوالدين أو الإساءة إليهما ، ويكون ذلك بالسفر إلى الخارجمن أجل أمور محرمة لا ترضي الله عز وجل ، ولا ترضي نبيهrثم لا ترضي أحداً من الناس ،أو استعمال المخدرات والمسكرات ، أو شرب الدخان ، أو التعرض لنساء المسلمين فيالأسواق والطرقات ، أو ارتكاب الفواحش المحرمة كالزنا واللواط ـ والعياذ بالله ـ أوغير ذلك من الأمور المحرمة أو المعيبة التي تقدح في الشخص نفسه أو من يعوله ويقومعليه بالتربية والتعليم .
10- إجابة نداء هما بسرعة :
ومن حقوق الوالدين على الأبناء المسارعة في إجابة نداء الوالدين وعدم التلكؤ وعدم التذمر أو الانزعاج من ذلك ،ولا يقدم نداء أحد عليهما ، بل يُقبل الأبناء على تلبية طلبات الوالدين بكل حب وشوق وتطلع إلى خدمتهما لأن لهما قدمالسبق والتقدم في التربية وحسن التعليم والقيام بواجب الأبناء على أكمل وجه وأحسنه، فلا أقل من يرد الأولاد لوالديهم هذا الفضل . بل الواجب أن يتسابق الأبناء فيخدمة والديهم كل يريد رضاهما وصفحهما عنه . وليحذر الأبناء كل الحذر من التأفف أوالكسل في إجابة نداءهما .
11- عدم الدخول عليهما إلابإذنهما:
فإذا أراد الأبناء زيارةالوالدين فلا بد من استئذانهما في ذلك، لأنهما قد يكونانفي حالة لا يريدان من أبناءهما أن يشاهدوهما عليها، أو قد يكونا قد خلدا للراحة بعضالوقت، أو قد يكونا لم يتهيئا للزيارة، فينبغي على الأبناء أخذ الإذن بالدخول على الوالدين حتى لا يقعان في إحراج مع أبنائهم .
12- احترامهماعند الجلوس وعند المشي :
فلا ينبغي للابن أن يجلس في مكان أعلى من والديه ولايوازيهما في ذلك، بل يجلس في مكان هو أخفض من مكانهما حتى لا يترفع عليهما ويرى فينفسه فضيلة عليهما فيدفعه ذلك إلى الغرور والعجب والتكبر، ومما لا ينبغي أيضاً أنيمشي أمامهما بل يمشي خلفهما، وإذا صعدا مكان مرتفعاً أو درج أو سلم كان الابنخلفهما حتى لو تعثرا استطاع أن يكون درعاً لهما من السقوط، وأثناء نزولهما من مكانمرتفع أو سلم أو درج فينبغي أن يكون الابن أمامهما، فلو سقط أحدهما استطاع الابن أنيقيه بنفسه ، ويقع هذا العمل وذاك الصنيع من البر بمكان .
13- عدم التكبرعليهما :
فيحرم على الابن أن يتكبر على والديه لأنهما أصله فلولاالله عز وجل ثم الوالدين لما وجد على هذه الأرض ، ثم لو عرف ذلك الابن منأي شيء خلق ؟ وماذا يحمل ؟ وماذا سيكون مصيره بعد الموت ؟ لما تكبر على والديه ولاعلى أحد من الناس، فأوله نطفة قذرة ويحمل في بطنه العذرة وأخره جيفة نتنه، ثم ليسمن برهما أن يتكبر الابن عليهما، بل إن ذلك من العقوق المحرم بل من أشد العقوق .
فيحرم على الابن أن ينتسب إلى غير والديه من أجل منصب أو مكانة أو عرض منأعراض الدنيا يحصل عليه ليشعر في نفسه بأنه أفضل من والديه، بل لا بد أن يتحببإليهما ويتودد لهما ويرأف بهما ويعطف عليهما أكثر من ذي قبل، لأنه لم يصل إلى ذلكالمنصب والمكانة إلا ببركة دعائهما بعد الله عز وجل .
بليرفع رأسه شامخاً وبكل فخر وعزة يقول هذا أبي وهذه أمي، فإن فعل ذلك فليبشر بالخيرمن الله عز وجل . وإن أساء لهما بعد حصوله على مناصب الدنيا الزائلة فسيكون المصيرالخسران والوبال إن سخطا عليه وغضبا ، فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع . ومنتواضع لله رفعه ، ومن تعاظم وتكبر على الله وعلى عباد الله وضعه الله عز وجل حتىيكون مثل الذر هواناً وصغاراً له واحتقاراً .