صبية عراقيون يقاومون القوات الامريكية في بغداد
بغداد (رويترز) -
يطلق صبية قذائف صاروخية وزخات بنادق الية على الجنود الامريكيين في بغداد.
يتوقفون لحظات فيما يفتح سائق نافذة سيارته بسرعة ويبلغهم معلومات عن مواقع الامريكيين وينطلق بسيارته.
ويقول احد المقاتلين العراقيين صغار السن لرويترز وقاذفة صواريخ فوق كتفه "اصبنا عربة مدرعة في ذلك الشارع .. على بعد بضع شوارع هاجمنا دبابة. هناك قتال كثير .. من الصعب معرفة ما يحدث."
كان هناك شيء واحد واضحا يوم السبت في ضاحية الاعظمية السنية وهي معقل سابق لتاييد صدام حسين في العاصمة الا وهو ان اعمال مقاومة الامريكيين وصلت بغداد وان القوات الامريكية تواجه مشكلة كبيرة في التصدي لها.
وبات من المستحيل تقريبا التمييز بين ساحة قتال والمنازل الامنة وبين قائدي السيارات الابرياء والذين يقومون بعمليات الاستطلاع للمقاومة وبين عابري السبيل والشبان الذين يخفون اسلحتهم عن الاعين فيما يشكل صداعا مزعجا للقوات الامريكية التي تحاول الرد انتقاما.
رجل قتيل في سيارة. يقول السكان المحليون انه كان يحاول الهرب من المنطقة عندما اصابه رصاص الامريكيين. ويستحيل التاكد مما كان يفعله او من قتله.
ويبدو ان عشرات من افراد المقاومة يكتسبون قوة دافعة فيما يقاتلون الجنود الامريكيين في احياء الطبقة الوسطى بالعاصمة التي كان يسير فيها قبل اسبوعين طلاب الجامعة مستمتعين بفترة هدوء وشمس الربيع.
الا ان مشاة البحرية الامريكية كانوا على مدار الاسبوع الماضي مدعومين بالدبابات وطائرات الهليكوبتر والمقاتلات يقاتلون رجال المقاومة في مدينتي الفلوجة والرمادي السنيتين على بعد 50 و110 كيلومترات غربي العاصمة. وقتل مئات العراقيين وعشرات الامريكيين هناك. والان يقاتلون في بغداد.
وفي الاعظمية التي تربطها علاقات دينية وقبلية وثيقة مع الفلوجة نفذ رجال المقاومة ضربة في وقت مبكر من صباح يوم السبت.
وفيما كانت وحدة امريكية في الاعظمية تعيد تنظيم صفوفها وتامين موقعها بعد ما قال شهود انه هجوم بقنبلة زرعت على جانب الطريق ارسلت قذيفة صاروخية اخرى سحابة كثيفة من الدخان الاسود باتجاهها.
ويندفع صبية من حارات ضيقة يكمن فيها عشرات من رفاقهم المقاتلين بعيدا عن الانظار ويقفون ويطلقون النار على الامريكيين من بنادق الكلاشينكوف.
ويتابع رجال اكبر سنا في شعرهم ضرب من المشيب ويصدرون الاوامر في علامة على وجود نوع من تنظيم العمل الا ان هيكله او قيادته وبالطبع هدفه يظل مبهما.
والمقاتلون الصغار ملثمون بالكوفية العربية بحيث لا يظهر منها سوى اعينهم.
ولا يتخذ الرجال الاكبر سنا الذين يصدرون الاوامر مثل هذه الاحتياطات غير مبالين فيما يبدو باحتمال التعرف عليهم.
وقال مقاوم صغير شاكيا لقائده "انني انتظر هنا منذ السادسة صباحا ولم اضربهم."
ورد الرجل الاكبر سنا "اتخذ موقعا متقدما في الشارع وستكون قادرا على مهاجمة الامريكيين."
وعلى مدار الاسبوع وزع رجال المقاومة منشورات على اصحاب المحال والسكان للابتعاد عن الشوارع. ولم تكن هناك حاجة تذكر الى تحذير يوم السبت مع اتخاذ المقاومين لمواقعهم فجرا قبل ان يخرج الناس لاعمالهم.
وتطلع السكان بحذر من النوافذ. وبدت علامات اعجاب في بعض تعليقاتهم التي جاءت ممزوجة بالقلق من ان الانتقام الامريكي قد يلحق الاذى بالابرياء ايضا.
وقال حارس امن في مدرسة "المقاومة هنا منذ السادسة صباحا حاملين اسلحتهم. بعد ذلك هاجموا الامريكيين."
واضاف "انهم يرتكبون اخطاء لان الامريكيين يطلقون النار على اي احد."