الموضوع: أم صالح وزوجته
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-19-2009, 02:50 AM
دمعة حائره غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 17239
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 فترة الأقامة : 5430 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2010 (09:00 AM)
 المشاركات : 10,405 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : دمعة حائره is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أم صالح وزوجته



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الدش وقبل الجوال وحتى قبل الهاتف الثابت بشوي، كانت أم صالح (المطوعة)* تعيش مع ولدها الوحيد صالح، وعندما كبر صالح وبلغ مبلغ الرجال، أرادت أن تزوجه وأن تفرح به، فذهبت إلى إحدى الأسر وقامت بخطبة ابنتهم، فوافقوا وتم الزواج، وانتقلت العروس لتعيش مع زوجها ووالدته، وكان العروسان كأي زوجان جديدان، يقضيان وقتاً طويلاً في غرفتهما الخاصة بحكم أنهما حديثا عهد بالزواج.


وكانت أم صالح في البداية فرحة بزواج ابنها، ولكن فيما يبدو أن مكوث الزوجين في غرفتهما لأوقات طويلة، قد حرك أشجانها وهيج ذكرياتها! فاقتربت من باب غرفتهما وأخذت تطرق الباب بشدة عليهما وهي تقول: يا صالح...يا صالح الصلاة...الصلاة لا تفوتكم وأنا أمك، فهب صالح واقفاً وهو يقول: إن شاء الله أبشري...أبشري...يا أمي سأذهب الآن، ولكن صالح توقف مع نفسه وقال: لكن ما زال الوقت مبكراً على صلاة المغرب!! فخرج من غرفته وتوضأ ثم قبل رأس والدته وخرج إلى المسجد، وانتظر الأذان ثم انتظر الإقامة وأتم صلاته ورجع إلى البيت، وما إن دخل حتى سلم على والدته وقبل رأسها ثم دخل إلى غرفته وأغلق الباب عليه وعلى زوجته، وكل ذلك أمام مرأى من والدته، فما كان من والدته إلا أن أخذت تدور على نفسها في فناء البيت، ثم ما لبثت قليلاً حتى اقتربت من باب غرفة(العرسان الجدد) وأخذت تطرق الباب بشدة وهي تقول: صلاة العشاء.... صلاة العشاء لا تفوتكم يا صالح... خافوا ربكم... خافوا ربكم يا ناس!!


فقفز صالح من مكانة وقال: حاضر....حاضر سأذهب الآن، ثم سأل نفسه قائلاً: لكن آذان العشاء لم يحن بعد!! ثم أردف قائلاً: ما الذي طرأ على والدتي، وما الذي جعلها حريصة على الصلاة بهذا الشكل سبحان الله!! ثم قطع أفكاره صوت والدته وهي تقول: يا الله...يا الله الصلاة....الصلاة..يا صالح!


فخرج ورأسه يكاد يطير من العجب!! فتوضأ وقبل رأس والدته وخرج باتجاه المسجد، ثم صلى ورجع مسرعاً إلى البيت، فاستقبلته والدته وحالت بينه وبين الدخول إلى غرفته، وكانت تحمل المصحف الشريف بيدها! وما إن وقعت عينها عليه، حتى أشارت إليه وقالت: نادِ على زوجتك يا صالح وتعالوا نتدارس القرآن!! فقال صالح: الآن يا أمي؟! قالت: نعم الآن، فقال صالح: لكنه وقت النوم الآن يا أمي! قالت: أعوذ بالله منكم ألا تشبعان من النوم أبداً؟! في الصباح تنامان وفي الظهر تنامان وفي العصر تنامان! ألا يمكن أن تتقربا إلى الله ولو بقراءة بعض الآيات الكريمة من القرآن؟! فقال صالح على أمرك يا والدتي سأنادي زوجتي ونأتي حالاً، فغاب صالح قليلاً ثم عاد ومعه زوجته وكل منهما يحمل بيده مصحفا!!


ثم جلس الزوجان، وجاءت أم صالح وجلست متوسطة بينهما، ثم بدأوا في تلاوة جماعية، وأم صالح في مرة تنظر إلى ولدها صالح وفي مرة تنظر إلى العروس الجديدة زوجته، وكأنها تريد أن تمنعهما حتى من النظر إلى بعضهما!!


بدأ النعاس يقترب من صالح وزوجته وبدأت حركات الفم التي تدل على التثاؤب تتبارى بينهما، ولكن أم صالح المطوعة مازالت متماسكة وكأنها قد أقسمت على نفسها ألا تنام هذه الليلة!


ولكن النوم سلطان كما يقولون، وما هي إلا دقائق حتى غطت أمُ صالح في سبات عميق، فما كان من صالح إلا أن همس قائلاً: بسرعة يا هيلة...بسرعة ياهيلة، الآن فرصتنا فلنذهب إلى غرفتنا، فسبقته هيلة إلى الغرفة، ثم أخذ صالح لحافاً وقام بتغطية والدته به، ولحق بزوجته وأغلق باب الغرفة عليهما، ولم يمض وقت طويل حتى استيقظت أم صالح ولم تجدهما بقربها! فأسرعت إلى باب غرفتهما وبدأت تطرق الباب بشدة وهي تقول: صلوا...صلوا....الصلاة....الصلاة..يا عيال! فأطل صالح برأسه بعد أن فتح الباب قليلاً وقال: أي صلاة يا والدتي! فأذان الفجر لم يحن بعد!! قالت: أعوذ بالله منكم....أعوذ بالله منكم.... ألا تعرفان فضل صلاة قيام الليل؟! يا الله تعالا لنصلي صلاة الليل معا!!



قال صالح: حاضر يا أمي سنأتي حالاً!! ثم قالت أم صالح: أخبر زوجتك بأننا سنصوم غداً فغداً الاثنين، ويوم الاثنين تعرض الأعمال فيه على الله.



استمرت أم صالح على هذه الطريقة مع ابنها وزوجته لعدة أيام متواصلة، مابين صلاة وقراء قرآن وصيام، حتى بدأت الحيرة والضيق على صالح ولم يعد يعرف ماذا يفعل مع تصرفات والدته تلك! حتى جاء يوم من الأيام وأثناء خروجه من البيت باتجاه المسجد، قابله جاره أبو راشد وصديق والده رحمة الله عليه، فسأله عن أحواله وعن أموره في زواجه الجديد؟ فقال صالح: ماذا أقول لك يا عم، إنني في ضيق لا يعلمه إلا الله، وإنني في وضع يشفق علي فيه العدو قبل الصديق! قال أبو راشد: أفا وأنا عمك...لماذا هل جرى بينك وبين زوجتك خلاف؟ قال: لا ياعم ليت الأمر هكذا، إن الأمر أكبر من ذلك بكثير!


ثم بدأ صالح يقص على أبو راشد كل حكايته مع والدته ومواقفها معه هو وزوجته، ققال له أبو راشد هون عليك ياولدي فالأمر بسيط جدا والحل عندي بإذن الله، ولكن دعنا نصلي الآن ثم بعد الصلاة أخبرك بالحل بإذن الله، فرح صالح كثيرا بكلام جاره أبو راشد وتوجه معه إلى المسجد وهو يكاد يطير من الفرح.


وما إن انتهت الصلاة حتى خرج صالح ووقف بباب المسجد ينتظر خروج أبو راشد وكأنه أحد المتسولين!


خرج أبو راشد من المسجد، فتلقفه صالح ملهوفا يريد الحل، فقال أبو راشد: اسمع ياولدي سآتيك الآن في بيتك، وسأخطب منك والدتك على مسمع منها، ولكن انت ارفض واحتج قائلا: بأنها لا تصلح لي وبأنها لا تناسبني أبدا، لأنها امرأة صاحبة صلاة وصيام وطاعة واستغفار على الدوام، وبأنني رجل أحب سعة الصدر والانبساط، ولهذه الأسباب فإن أم صالح لا ولن تناسبني، ففهم صالح كلام أبو راشد وضحك منه وأيده فيما قال، وسبقه إلى البيت لتنفيذ الخطة.


دخل صالح إلى البيت، ووجد والدته وزوجته تصليان في فناء البيت، فجلس قريبا منهما، وما إن فرغتا من صلاتهما حتى طرق أبو راشد الباب قائلا: يا صالح افتح الباب أنا جارك أبو راشد، فرحب به صالح وقام وفتح الباب له واستقبله وأدخله المجلس، وكان البيت صغير كعادة بعض البيوت في ذلك الوقت، فمن هو في داخل البيت سيسمع بوضوح حديث من هو في المجلس.


وعندما أحضر صالح القهوة، بدأ أبو راشد حديثه كما أتفق مع صالح، فخطب أم صالح منه ورفض صالح طلبه بحجة أن والدته لا تناسبه فهي صوامة وقوامة وستتعبك ياأبو راشد في صيام النهار وفي قيام الليل وأنت رجل كبير في السن ولن تستطيع مجاراتها في ذلك!


فرد أبو راشد على صالح قائلا: صدقت...صدقت .. وكل شيء قسمة ونصيب!! ثم استأذن أبو راشد من صالح وودعه وخرج،
وكان كل مادار بينهما من حديث على مسمع من أم صالح


فدخل صالح على والدته وجلس بقربها ثم أسند ظهره إلى الحائط وقال: أتعلمين ياولدتي لقد جاء جارنا أبو راشد ليخطبك، فرفضت ذلك لأنه رجل لا يصلح لك، فهو لا يزيد شيئا عن الصلاة مع الجماعة في المسجد، وأنت امرأة صوامة قوامة تحرصين على أداء النوافل في وقتها وتحرصين على قراء القرآن في كل الأوقات، وزواجك من رجل كهذا سيشغلك عن طاعة الله!!


لكن أم صالح لم يعجبها هذا الكلام أبدا، ولكنها حاولت جاهدة كتم تعابيرها الداخلية وعدم إظهارها!! فقالت: طيب يا صالح ليتك أخذت رأيي فربما أدلك على إحدى قريباتي أو صديقاتي!!


قال صالح وهو يخفي ابتسامته: خيرها في غيرها يا والدتي...نهض صالح واستأذن من والدته وذهب لصلاة العشاء فقد حان وقتها...


عاد صالح إلى البيت بعد أن أتم صلاته، ووجد والدته تجلس مع زوجته في فناء البيت، جلس معهما وأخذوا يتسامرون حتى حان وقت النوم، فاستأذن هو وزوجته من والدته لكي يدخلا ليناما، فأخذت تدعو له بأن يرضى الله عنهما وبأن يرزقهما الذرية الصالحة.


دخل صالح هو وزوجته إلى غرفتهما وغطا في سبات عميق، لم يوقظهما منه إلا صوت المؤذن وهو يؤذن لأذان الظهر!! ففزع صالح عندما تذكر بأن والدته لم توقظهما لصلاة الظهر ولصلاة الفجر! فراح يجري باتجاه والدته ووجدها مستلقية على طرف سجادتها وتستمع إلى الراديو(إذاعة لندن)


فنظرت إليه ولم تعره اهتماما وأكملت استماعها لأخبار لندن!!
فوقف صالح فوق رأسها وقال: حمد لله على سلامتك يا أمي، ما الذي حصل لماذا تركتنا نائمين ولم توقظينا لصلاة الفجر، حتى صلاة الظهر كادت أن تفوتنا!


قالت أم صالح وأنتم أطفال صغار حتى أقوم بإيقاظكم عند كل أذان، وعند كل صلاة!! أنتم خلاص صرتوا كبار ولابد أن تعتمدوا على أنفسكم، وأنا لست مسئولة عن من في هذا البيت فلا تزر وازرة وزر أخرى!
استسلم صالح أمام كلمات والدته ولكنه قرر في نفس الوقت أن يوازن في الجلوس مابين زوجته ووالدته


انتهت
قصة تراثية




رد مع اقتباس