بيني وبين الإشارة الحمراء ثمانية عشر مترا ، وبيني وبين السيارة القادمة من الخلف حوالي ثلاثة أمتار ،
كنت أسير بسرعة متهاودة استعداداً للوقوف عند الإشارة .. كان ذلك قبل أذان المغرب بوقت قليل ..
كان قائد السيارة خلفي يزمجر كذئب مجذوم !!
كل ذلك لأني لم أفسح له الطريق ، حيث لا فائدة من أن يتخطاني والإشارة حمراء ونحن على مقربة من التوقف ..
عند الإشارة ، فمهت أنه كان يريد أن لا يتوقف ، وسعدت أنني لم أفسح له الطريق لكي لا أشاركه التآمر على إشارات "وطنية" ...

مخططه فشل ، حيث انطلق القادمون من الجهة الأخرى ولم يتركوا له فرصة ممارسة خطيئته ..
توقف إلى جانبي و نظر الي بنظرة حقد دفين !!!
وكأن بلزاك التاسع عشر جزّ ناصية التافه التاسع عشر في حرب البسوس ، أو بقر بطن نعجته بداحس والغبراء ،
فلا يمكن أن ينمو كل هذا الحقد خلال ثوانِ محدودة جدا .. !
نظرت إليه وابتسمت ..
فتح زجاج سيارته ، وسألني بغضب : "تسخر مني بإبتسامتك" ..
فأجبته ، أنا لا أعرفك ، ولا أظن أن الثواني الثلاث التي تجاورنا بها هنا ، تجعلني أحمل تجاهك مشاعر تهكم ولا احترام أيضا ..
أجاب .. بهدوء مفتعل : "طيب ليه تَقفل على الطريق"؟
فـ عقبت: الإشارة حمراء على كل حال ، وها أنا وأنت نقف عندها ولم يتبدل شئ ، ولا أرى ما يبرر غضبك ؟
علـق : أستغفر الله العظيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله .. وأقسم لولا أنه صائم لفعل وفعل !!!
فأنهيت الحديث : طيب إذا زعلان لا تصوم يا أخي الله غني عن صيام أمثالك ..

انتهى ..
.
.
من منكم كان غاضب لأنه صائم ؟
.
البعض يعطي لنفسه الحق أن يؤذي الآخرين ..
بـ تصرف يقوم به في الشارع ، في طابور السوبرماركت ،
يؤذي محاوريه سواءً اكانوا واقفين معه ، أو في منتدى ، بـكلمات نابية ..
وعذره فقط لأنه "صائم" ..!
وكأنه يصوم من أجلنا ، أو أننا من شرعنا الصيام ، أو فرض عليه حالة المجاعة النفسية المؤقتة التي يعيشها ..!
انا أرى أنه من الأفضل لمثل هؤلاء أن لا يصوموا .

أتمنى ان يسجل كل منا بعض المواقف المشابهة التي حصلت معه ، أو شاهدها ، أو حكي له عنها .

تحيااااااااااتي