بسم الله الرحمن الرحيم
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .
قالت نفسي ذات يوم :
الم اكن حسيبك يوم القيامة ؟
قلت :
بلى .
قالت :
فلماذا لاتوافقني بكل ما امرك به دامني انا حسيبك ؟
قلت لها :
وكيف اطيعك وانتي امارة بالسوء ؟ الم تقرئي :
( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم )؟
انتي تميلين دائما الى حب الشهوات ونيل الملذات والتي قد يكون فيها مخالفات شرعية .
اما كونك حسيبتي يوم القيامة فهذا من عدل الله ان جعلك عليه حسيبة حتى لا انكر ما امرتيني باقترافه في الحياة الدنيا .
انتي امارة بالسوء ولن اطيعك باذن الله وكفى بيننا اننا في الخير سواء وفي الشر سواء فاحذري ان تغرري بي لتوقعيني ثم نندم جميعا يوم لا يفيد الندم .
إن مجاهدة النفس وإخضاعها للسير في سراط الله المستقيم، وكبح جماحها أمر شاق ولازم ومستمر:
شاق لما جبلت عليه النفس من محبة الانطلاق غير المحدود لتنهب كل ما أتت عليه من شهوات وملذات .
وشاق لكثرة تلك الشهوات والملذات التي لا تدع النفس تطمئن لحظة من اللحظات دون أن تهيج إلى هذه الشهوة أو تلك .
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها .
|