عرفته وأنا طفلة ...عرفته طلسما ؛ لكنه كان يستهويني ...
كنت أنظر لتلك الحروف .. فأجد بعضها منفصلا والآخر متصلا وبعضها فوق السطر وبعضها تحت السطر والبعض منه فوق السطر ومنه ما تحت السطر .. كنت أقضي جل يومي وأنا أحاول أن أكتب وكنت أقضيه أيضا وأنا أمحو ..

ثم كبرت ... فأحببت المتصل منها وما فوق السطر وكرهت المنفصل وما تحت السطر وجمعت الحب والكره للنوع الأخير .. لقد كان بيني وبينه عهد .. ذقت حلاوته حينا وتجرعت مرارته حينا ..
حروفي رفعتني .. لكنها هوت بي .. .. ربما لأن البعض منها فوق السطر والبعض تحت السطر .. ربما .!!!
وربما أني لم أحسن اختيار حرفي !!!.. وربما لأني لم أقرأ حرفي جيدا .!!. وربما كان حرفي قريب مني فغرني ..!!! ربما ..!!
أيها الحرف صرت أخشاك ..أراك الآن متمردا ثائرا وقيدا قاهرا .. لم تعد طوع يدي بل صرت طوع يديك .. فما الذي جرى ؟؟.. يبدو أن جزءا من المشهد غاب عني ...ويبدو أني لم أفهم الدرس ...!!

أيها الحرف .. . .. .. ليتني بقيت طفلة أراك طلسما .. أمارس عليك عبثي.. أكتبك حينا و أمحوك حينا ..

( بقلمي ) ..

أيها النسيان أعطني يدك ، كي أسير في مدن الذكرى معك ....