تخبيط صباحي.....

دعاني مديري لمجالسته بعد إنتهاء دوامه فأعتذرت لكثرة أشغالي وإنشغالاتي فوعدني بأن لا يطيل مقامنا وان لا يتعدا الساعتين
دخلت عليه في دكته المرتفعه وبوتقته المزخرفه ووجدته يحاول التقاط أشارة جواله... ال فور جي فكان يرفع يده بإمتدادها
وقتاً ثم يعيدها امام وجهه ويبدأ بموجة من الضحك والقهقهه والإنسعاد وتعابير الرضى عن النفس وعن ردوده العصرية الصائبه
وما يلبث ان يعيد كفّه الى مكانها العالي وبإمتداد يده ثم ليجدها فرصة سانحه ليبادرني بحديث لا يلبث ان يقطعه بقهقهته عندما يعيد كفّه أمام وجهه
ليتركني امام وجهه انا وكفّه المغلوب على أمره وانا أبحر بخيالاتي الى المخرج الخامس عشر على الحزام الدائري حيث أجده صدفة أمامي في سيارته
وفي نصف المنعطف مخرجاً يده من نافذة سيارته يمدها بإرتفاعها ليلتقط إشارة الفور جي لأقهقه بدوري في مجلسه ولأتابع معه دوي القهقهات للساعتين التي لم ينجح سوى في مضيّها
فالحديث المتقطع هوإنجاز إدارته وجواله الذي بيده كان علمه وخبرته والتي هي في أصلها كانت الثري جي وبحثه عنه اشارة الفور جي
كانت محاولاته في التمديد قبل إحالته إلى التقاعد والإتيان بمن يحمل جواله ميزة الفور جي لنتجول معه نحن الموظفين المنسوبين لإداراتنا لأكثر من الساعتين وقت مديد كله احاديث عمليه إبداعيه وإنجاز
فمن يسمح بخدمات تفوق العمر الإفتراضي لمثل هؤلاء المدراء يشاركنا الخطأ إن لم يحتمل تراجع البناء المؤسسي فنجده بعد حين يرسل من يقول على لسان الإعلام الحر والإعلام الناشئ بأن موظفي
المؤسسه الفلانيه لا يعطون العطاء الإفتراضي بمدة عمل مقدره والوضع كله إداري بحت محكوم بطبعه وطبيعته بين قدرة الثري جي والفور جي ومن يرفع يده يريد أن يجيء ومن يستحق فعلاً أن يجيء.....