منتديات بني عمرو

منتديات بني عمرو (https://forum.baniamro.co/index.php)
-   منتدى القصص والروايات (https://forum.baniamro.co/forumdisplay.php?f=68)
-   -   حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !! (https://forum.baniamro.co/showthread.php?t=14351)

"الناقد" 03-08-2005 06:23 PM

حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
بسم الله الرحمن الرحيم


حينما يقتل صديق صديقه


في تلك القرية الصغيرة، ومع شقشقة العصافير، وبزوغ شمس فجر جديد، يستيقظ عادل كعادته مبكرا، ليمضي إلى منزل جارهم؛ كيما يوقظ صديقه ماجد ليبدأا يومهما الحافل بالمرح، وهما طفلان لم يجاوزا السادسة من العمر، وقد كان كل منهما مولعا بصديقه ولا يجد للحياة طعما بدونه. وظل هذان الطفلان يكبران وتكبر علاقتهما، وتزداد محبتهما لبعضهما، وما أن أكمل هذان الشابان دراستهما الثانوية حتى بدأ كل منهما البحث عن جامعة توافق ميوله، فكان أن التحق عادل بكلية الطب بينما ذهب ماجد إلى كلية الهندسة، وهذه هي المرحلة التي افترق فيها هذان الصديقان، فقد كان كل منهما في مدينة تبعد عن الآخر.

ومرت الأيام تلو الأيام و بدأت علاقتهما في الفتور من طرف ماجد الذي وجد له أصدقاء في مدينته تلك، لينسى ما كان بينه وبين رفيق دربه عادل، إلا أن عادل لم ينس ماجد أبدا بل ظل على اتصال به رغم انقطاع ماجد عن الاتصال. ومع مرور الوقت أصبح ماجد يتهرب من عادل رغم ما كان يبذله عادل من جهد للحفاظ على تلك الصداقة.

وذات مرة ذهب ماجد في نزهة وسياحة مع رفاقه الجدد إلى المدينة التي كان يدرس فيها عادل. وبينما كان ماجد يتنافس مع زملائه في سباق الدراجات النارية، إذ ارتطم بحاجز أدى إلى إصابات بالغة، فنقل إلى المستشفى ليكون الطبيب الذي في استقباله عادل. فما كاد عادل يرى صديقه يحمل إليه حتى سارع إليه وعيناه تذرفان، كيف لا وهو صاحب القلب الطيب الذي أولع بصديقه. ثم بادر بعد ذلك الأطباء بإدخال ماجد إلى غرفة العمليات، لبتم إسعافه بالدم غير أنه لم يكن هناك من متبرع فقد أحجم زملاء ماجد عن التبرع ، ولكن عادل بادر إلى كشف ذراعه للطبيب، وقال له: خذ كل دمي لإنقاذ أخي وصديقي.
فتمت العملية بنجاح لماجد ثم أخرج بعدها إلى غرفة التنويم، فلازمه عادل وجلس إلى جانبه حتى استيقظ. فلما استيقظ ماجد أخذ يسأل عادل: ما الذي جرى؟ غير أن عادل طلب منه أن يستريح الآن ويخبره فيما بعد. وما كاد يخرج عادل من حجرة ماجد حتى أتت شياطين الإنس-أعني زملاء ماجد- فقالوا لماجد: من هذا؟ فأخبرهم بأنه صديق قديم. فقال أحدهم: يا له من إنسان وغد. فقال ماجد: ولماذا؟ فأجابه أحدهم: لقد طردنا من المستشفى، ورفض أن تبرع لك بالدم، ورفض أن نبقى معك. فقال ماجد: لا أبدا عادل طيب القلب ولا يفعل مثل هذا. فرد جميعهم: بلى فعل. ليبدأ ذو القلب القاسي والتفكير الضيق بعد ذلك بخصام صديقه الوفي عادل. ثم طلب ماجد بعد ذلك من المستشفى أن يأذن له بالخروج، وأخذ يكيل التهم والشتائم لمن لا ذنب له ألا وهو عادل المسكين. ليكون بذلك جرحا في قلب عادل الطيب الذي ما ظن من صديقه سوءا قط. وقد عذره وقال لعل حالته النفسية صعبة بعد الحادث، إلا أن ماجد قد حاول التهجم بالضرب على عادل، مما جعل تلك العلاقة تنفصل. ولكن ظل عادل يتذكر صديقه، غير أنه لا يستطيع الاتصال به.

وبعدها خرج ماجد من المستشفى وعاد إلى مدينته. وأصبح يعمل هناك مهندسا، ثم مديرا لأكبر المصانع في تلك المدينة، وأصبح لديه من الأموال والعقارات الشيء الكثير. أما عادل فقد سافر إلى الخارج ليكمل تعليمه ليعود بعد ذلك استشاريا بارعا يشار إليه بالبنان في أنحاء العالم، وانقطعت أخبار كل منهما عن الآخر.
وظل ماجد يسعى لجمع المال وتكثير العقار، وقد بلغ من الكبر عتيا، وظهرت عليه آثار الشيخوخة . وفي الفترة الأخيرة أصبح يشكو من آلام في خاصرته وأسفل ظهره. فذهب إلى أحد المستشفيات خارج بلاده، وبعد إجراء الفحوصات، أخبره الأطباء بأن لديه قصور في وظائف الكليتين. فبدأ رحلته العلاجية منتقلا من بلد إلى آخر، حتى وجد أحد الأطباء المشهورين الذي أخبره بأن هناك طبيبا في بلده، وأن هذا الطبيب من أمهر الأطباء في هذا المجال.

فما كان من ماجد إلا أن عاد مسرعا إلى بلده واتجه إلى ذلك الطبيب. فلما دخل على الدكتور عادل نظر إليه عادل بذهول فقد عرفه، غير أن ماجد لم يكن ليعرف أحدا في ذلك الوقت وقد اشتد عليه الألم. فما كان من صاحب القلب الطيب إلا أن سعى إلى استقبال مريضه- بل صديقه الذي آذاه – استقبالا حارا وأجلسه، ثم بدأ معه الفحص، وبعد أن ثبت لدى الدكتور عادل أن صديقه مصاب بفشل كلوي، ذرفت عيناه ولكنه تمالك نفسه حتى يشد من أزر صديقه.

وها هو الآن ماجد أصبح طريح الفراش، تحت الأجهزة، وأصبح يكثر من الإلحاح على الدكتور عادل بسرعة زراعة الكلية مقابل الأموال الطائلة. وبينما ماجد على هذا الحال إذ جاء إليه زملائه، فلما دخلوا عليه أخبروه بأن الطبيب المعالج هو عادل الذي كان صديقا له، وقالوا بأنه لا يريدك أن تتعالج وإنما يريدك أن تموت هنا. فما كان من ماجد إلا أن قام وهو يتهادى بين زملائه حتى وصل إلى مكتب الدكتور عادل. فدخل عليه وأخذ يشتمه ثم حاول التهجم عليه بالضرب هو ورفاقه ، لولا تدخل أمن المستشفى. ثم أصر ماجد بعد ذلك على الخروج من المستشفى والسفر إلى الخارج للعلاج. وقد أحجم زملائه عن التبرع له، وكل من تقدم بالتبرع مقابل المال لم تكن أنسجتهم مطابقة، فلم يوجد أحد يتبرع لماجد، وقد أصبحت حالته تتدهور يوما بعد يوم.
وخلال تلك الفترة فإن صاحب القلب الطيب كان يتابع حالة صديقه، فلما علم بخطورة حالته؛ هب مسرعا إلى السفر إلى تلك البلاد للتبرع لصديقه، فقد كانت أنسجته مطابقة، ولما وصل هناك أخبر الطبيب بأنه يريد أن يتبرع بكليته ولكن دون أن يعلم أحد من هو المتبرع. فقام الطبيب بإخبار ماجد بأن هناك من يريد أن يتبرع ولكن دون مال، ودون أن يعرف ذلك الشخص. لم يكن هم ماجد معرفة ذلك الشخص وإنما كان همه الحياة، فوافق على ذلك وطلب السرعة بإجراء العملية.

وخضع كل منهما للعملية الجراحية؛ لتتم كلا العمليتين بالنجاح. غير أن عادل تعرض لنزيف داخلي لم يتم اكتشافه مبكرا مما تسبب في وفاته. ليستيقظ ماجد من التخدير بعد ذلك فيخبره الطبيب عن الشخص الذي تبرع له وأنه صديقه عادل وأنه قد مات؛ لتكون تلك الصفعة التي أيقظت ماجد من سباته العميق، ولكن بعد ماذا؟.

سقيته السم الزعاف مكابرا..........
وسقاني العسل الطبيب مداويا.......
ليموت موت الهانئين مسالما.........
وأعيش عيش النادمين معاديا........
فبمثله تبنى الصداقة دائما.............
ولمثله تبكي الصداقة صادقا.......
...

الجــرح 03-08-2005 06:52 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
سقيته السم الزعاف مكابرا..........
وسقاني العسل الطبيب مداويا.......
ليموت موت الهانئين مسالما.........
وأعيش عيش النادمين معاديا........
فبمثله تبنى الصداقة دائما.............
ولمثله تبكي الصداقة صادقا..........

*
*
*
*
الاخ الكريم الناقد

سلمت يمينك على هذه القصة الجميلة

أبدعت وربي

أحييك بيننا وأشكر لك هذا الكلام الجميل

دمت بألف خير .. ويعطيك العافية

أخوك ومجبك الجرح

"الناقد" 03-08-2005 07:44 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
أخي العزيز / الجرح

أشكر لك مدحك وإطرائك لي .. وإن كنت لا أحب الإطراء

غير أني تشرفت بتعقيبك على هذه القصة
وأشكر لك استمرارك المتواصل في متابعة موضوعاتي

وبارك الله في الجميع

سيف الساهر 03-08-2005 08:07 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
هلا وغلا اخوى الناقد

شرفنا والله حضورك وطلتك علينا

وياهلا ومرحبا فيك

نتشرف بتواجد قلم مميز بيننا

قصه رائعه ودائما ننتظر جديدك لاعدمناك

تقبل خالص تحياتى

اخوك
السااااااااااااااااااهر

المهاجر07 03-08-2005 08:35 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
الناقد

أهلاً بك وبحظورك أخي ..

وأشكرك على هذه الراائعه ..

أتمنى لك أطيب الأوقات بين طيات منتدانا الغالي ..

دمت في رعاية الله أخي ..

"الناقد" 03-09-2005 08:39 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
أيها السيف المبجل / سيف الساهر

أشكر لك مدحك وثنائك .. وأتمنى أن أكون عند حسن الظن وأكثر

كما أشكر لك زيارة متصفحي .. وأتمنى أن تستمر زياراتك لكتاباتي

ودمت بخير

"الناقد" 03-09-2005 08:43 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
أيها العضو الماسي / المهاجر 07

كيف تهاجر وتترك ديار أهلك وربعك 07 (هذي بحق)

أشكر لك أخي الغالي زيارة متصفحي
كما أشكر لك ثنائك على قصتي

وأرجو تكرار الزيارة

ودمت بخير

ابو شروق 03-12-2005 04:53 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
الاخ الناقد

مشكور على هذه القصة التي طالما تحدث مثل أحداثها بين الاصدقاء والمقربين،

ويعمل الواشين دائماً في الخفاء لتعكير وتخريب العلاقات بين اقرب المقربين ،

انها الأنانية والحسد والكره لما هو جميل،

قصة معبره وإختيار موفق فسلمت وسلمت أناملك،

"الناقد" 03-13-2005 02:18 PM

مشاركة: حـــــيـــــــــنــما يــقــتـــل صــديــق صــد يــقـه !!
 
أيها المشرف الدائم الشروق /

أبو شروق

شكر الله لك على زيارتك
وتعقيبك على ماكتبت

ولك مني جزيل الشكر بعد شكر الله تعالى

أخوك / "الناقد"


الساعة الآن 11:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir