منتديات بني عمرو

منتديات بني عمرو (https://forum.baniamro.co/index.php)
-   مكافحة البدع والمواضيع المشبوهة (https://forum.baniamro.co/forumdisplay.php?f=114)
-   -   براءة هند بنت عتبة رضي الله عنها من كبد حمزة سيد الشهداء (https://forum.baniamro.co/showthread.php?t=95706)

محبكم في الله 05-14-2014 09:14 PM

براءة هند بنت عتبة رضي الله عنها من كبد حمزة سيد الشهداء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* طبعا زمان اخذنا معركة احد وبعد ما يقرا الطالب الدافور فينا قصة المعركة يقوم يتفلسف علينا المعلم الحصة كاملة ويقول انه قبل المعركة اتفقت هند بنت عتبة رضي الله عنها مع خادمها وحشي رضي الله عنه
ان يقتل حمزة فقالت ان قتلته فانت حر ولما قتل حمزة شقت بطنه واكلت كبده ........... ولكن تبين لنا غير ذلك اقرؤوا معنا هذا التوضيح /


لسؤال:

ما صحة قصة أكل هند بنت عتبة لكبد حمزة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

من المعلوم بالتواتر أن حمزة بن عبد المطلب ، سيد الشهداء رضي الله عنه : قد قُتل يوم أحد شهيدا .

وقد مثّل به المشركون ؛ لفرط غيظهم منه مما نكل بهم .

فروى البيهقي (6799) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (167) عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ : ( مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ ؟ ) فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ : أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ ، قَالَ: ( فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ ) ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْقَتْلَى ، فَقَالَ : ( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ إِلَّا جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .

قال الهيثمي في المجمع (6/ 119):

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ " .

ثانيا :

ما يذكره كثير من أهل المغازي والسير من أن هند بنت عتبة رضي الله عنها تناولت كبده رضي الله عنه بعد مقتله فلاكتها ، فلم تستسغها : لم يثبت في حديث صحيح ، وإليك البيان :

أولا : روى الإمام أحمد (4414) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فذكر الحديث في غزوة أحد ، وفيه :

" ... فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا ؟ ) قَالُوا: لَا. قَالَ: ( مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ) .

وهذا إسناد ضعيف ، عطاء بن السائب كان قد اختلط ، قال الحافظ في التقريب (ص 391) : " صدوق اختلط "

وسماع حماد - وهو ابن سلمة - منه كان قبل الاختلاط وبعده ، ولم يتميز حديثه قبل الاختلاط عن حديثه بعده .

انظر : "التهذيب" (7/207) .

والشعبي لم يسمع من ابن مسعود رضي الله عنه ، كما قال أبو حاتم والدارقطني

انظر : "التهذيب" (5/ 68) .

فهذا إسناد ضعيف منقطع ، وفي متنه ما يستنكر ؛ وهو قوله ( أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا ؟ ) قَالُوا: لَا. قَالَ: ( مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ) ، وقد أسلمت هند وحسن إسلامها ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري (3825) ، ومسلم (1714) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ ، أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ " .

ثالثا:

قال ابن إسحاق رحمه الله :

" قد وقفت هند بنت عتبة كما حدثني صالح بن كيسان والنسوة الآتون معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يجدعن الآذان والآناف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خدماً وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطيها وحشياً ، غلام جبير بن مطعم، وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها ، فلم تستطع أن تسيغها "

انتهى من "سيرة ابن اسحاق" (ص 333) .

وهذا إسناد مرسل لا يصح ، فصالح بن كيسان من صغار التابعين ، وجل روايته عن التابعين ، انظر : "التهذيب" (4/ 399-400) .

رابعا :

أما رواه الواقدي في "مغازيه" (1/ 286) عن وحشي بن حرب ، أنه قال بعد قتله حمزة : " ... فَشَقَقْت بَطْنَهُ فَأَخْرَجْت كَبِدَهُ، فَجِئْت بِهَا إلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ ، فَقُلْت: مَاذَا لِي إنْ قَتَلْت قَاتِلَ أَبِيك ؟ قَالَتْ : سَلَبِي! فَقُلْت: هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ، فَمَضَغَتْهَا ثُمّ لَفَظَتْهَا ، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا ، فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا وَحُلِيّهَا فَأَعْطَتْنِيهِ ، ثُمّ قَالَتْ:

إذَا جِئْت مَكّةَ فَلَك عَشَرَةُ دَنَانِيرَ ، ثُمّ قَالَتْ : أَرِنِي مَصْرَعَهُ! فَأَرَيْتهَا مَصْرَعَهُ ، فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ ، وَجَدَعَتْ أَنْفَهُ ، وَقَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، ثُمّ جَعَلَتْ مسكَتَيْنِ وَمِعْضَدَيْنِ حتى قدمت بذلك مكّة ، وقدمت بكبده مَعَهَا ".

فهذا باطل منكر ، والواقدي لا يشتغل به ، كذبه الشافعي ، وأحمد ، والنسائي وغيرهم ، وقال إسحاق بن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث .

"تهذيب التهذيب" (9 /326) .

خامسا :

روى البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 282) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فذكر الحديث في غزوة أحد ، وفيه " ... وَوَجَدُوا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ ، وَاحْتُمِلَتْ كَبِدُهُ ، حَمَلَهَا وَحْشِيٌّ ، وَهُوَ قَتَلَهُ وَشَقَّ بَطْنَهُ ، فَذَهَبَ بِكَبِدِهِ إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حِينَ قَتَلَ أَبَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ "

وهذا إسناد ضعيف مرسل ، ابن لهيعة كان قد اختلط ، ومحمد بن عمرو بن خالد ذكره ابن يونس في "تاريخه" (1/ 459) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

سادسا :

قال ابن كثير رحمه الله :

" ذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّ الَّذِي بَقَرَ كَبِدَ حَمْزَةَ ، وَحْشِيٌّ فَحَمَلَهَا إِلَى هِنْدٍ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُسِيغَهَا " انتهى من "البداية والنهاية" (5/ 419) .

وهذا مرسل أيضا ، موسى بن عقبة تابعي صغير .

والخلاصة :

أن التمثيل بحمزة رضي الله عنه وشق بطنه بعد استشهاده ثابت .

أما ما ورد من استخراج كبده وتناول هند بنت عتبة منها وعدم استساغتها إياها فلا يثبت فيه شيء .

والله أعلم .

--------------------------------------------------------------------------------

* نقلا عن الإسلام سؤال وجواب.

ابوفهد العمري 05-14-2014 10:25 PM

نوّر الله لك قلبك في الدنيا والاخرة وزادك علما وايمانا .

شكرا لك .

محبكم في الله 05-14-2014 10:45 PM

ولك بالمثل اخي العزيز

نورت بارك الله فيك


الساعة الآن 10:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir